صرخة في بداية كل عام :
نكره المدرسة
مع بداية كل عام دراسي تبرز مشكلة داخل اغلب الاسر تتلخص في مقولة الاطفال (نحن نكره المدرسة ) وفي التحقيق الصحفي التالي الذي نشرته مجلة (الزهور) التي تصدر عن مركز الاعلام العربي بالقاهرة نلقي الضوء علي هذه القضية تقول ميرام حسن :
إن من أهم أسباب عدم حبي للدراسة المناهج الدراسية التي يملؤها الحشو والتطويل بدون فائدة كما أننا نطالب بحفظها دون أي تعديل أو تصحيح وبالإضافة للتوتر العصبي الذي تعاني منه بسبب قانون الغياب الذي يعتبر الأجازة المرضية جزءا منه ولذلك اتجه عدد كبير من الطلبة إلى إيقاف القيد للبقاء في المنزل كذلك نجد أن المناهج عقيمة لا تفيد في الحياة .
وتنفس حسام علاء الدين الصعداء عندما أنهي الدراسة في المدرسة الثانوية وهو الآن في أولى كلية حقوق وقد ارتاح من القيود الكثيرة في المدرسة فهو يقول : في الجامعة أنا صاحب القرار في كل شيء يخصني من اختيار نوع الدراسة ووقت السكشن ولقد كان مجموعي مناسبا للالتحاق بكلية التجارة ولكني حولت منها لحبي لدراسة القانون .
كما انني كنت أكره الالتزامات الكثيرة في المدرسة والعقاب لأتفه الأسباب .
ألسنة المدرسين :
تقول سارة محمد : أكره المدرسة لوجود بعض السلبيات منها :
استخدام بعض المدرسين السب والشتائم ، والعبوس الشديد في وجه التلاميذ بسبب إرهاقهم الشديد في الدروس الخصوصية أيضا الواجبات المدرسية الكثيرة وإجبارنا على حمل الكتب الثقيلة بغرض إعطائنا أعمال السنة فالمدرسون يربطون أي شيء بأعمال السنة حتى تزيين الفصل كما أنه لا توجد حصص للأنشطة والترفية .
تعلق الأستاذة نجوى إبراهيم –مدرسة لغة إنجليزية – مؤكدة ضرورة تشجيع الطلاب وذلك بتنظيم حفلات في المدرسة ورحلات يشتركون فيها وكذلك الاهتمام بحصص الأنشطة والترفية وعدم استبدال حصص أخرى بها .
اكتئاب الأولاد
وتقول أميمة عبد الحميد – أم لثلاثة أبناء في مراحل دراسية مختلفة يتمزق قلبي لما أجده في عيون أبنائي من حزن بمناسبة قرب العام الدراسي ، فهم في الأسبوع الأول من الدراسة في حالة اكتئاب ثم بالتدرج يتعودون على جو المدرسة ولذلك أقترح أن يكون الأٍسبوع الأول بمثابة تمهيد للطالب وتعارف بينه وبين المدرسين حتى يتعود بالتدريج على جو المذاكرة لأن التلاميذ يؤخذون من النادي ومن اللعب إلى الدراسة المكثفة والواجبات الكثيرة من أول يوم .
كما أن معظم المدرسين لا يتقون الله في الأولاد ولا يعطون لهم كل ما لديهم من معلومات مما يضطر التلاميذ إلى أخذ دروس خصوصية تكلف الأسرة مبالغ كبيرة وتزيد من الضغط على الأولاد بدون أي نتيجة .
الدوامة التعليمية
الأستاذ صلاح سرور – صاحب ومدير مدرسة خاصة ويعد رسالة ماجستير مرتبطة بموضوعنا هذا بعنوان : " تطبيق عناصر الجودة " يرى أن الدوامة التعليمية التي يعيش فيها الطالب من أهم الأسباب التي تجعله يمل من الدراسة فالطالب يقضي يومه منذ الصباح بين الدروس في المدرسة، والمذاكرة في المنزل والذهاب إلى الدروس الخصوصية وهكذا يوميا دون أن يجد لنفسه أي فرصة للترفيه ويجد الطالب نفسه بعد أن كان في حرية وراحة تامة في الإجازة الصيفية من سهر ولعب وعدم التزام بأي مواعيد إلى دوامة من الإرهاق والمعاناة .
ويضيف أن المعلم يجب أن يتحمل المسئولية الاجتماعية والثقافية تجاه الطلاب وألا تكون وظيفته تلقين المنهج فقط بل يحاول ربط الموضوعات بالمجتمع وألا تنحصر مسئولية الطالب في الكتاب المدرسي فقط ولكي يصبح التعليم كما في الماضي بدون مشاكل يجب عودة الثقة بين المعلم والطالب وولي الأمر وأن يؤدي كل منهم دوره بأمانة
فجوة عميقة
تقول امل يوسف – وكيلة مدرسة – إن الطفل يجد فجوة عميقة بانتقاله من مرحلة إلى أخرى مثل انتقاله من الصف الثالث الابتدائي إلى الرابع وليس فقط في زيادة المناهج ولكن بانتقاله من مدرس الفصل الواحد إلى مدرس لكل مادة كذلك يجب على الوزارة ان تخفف المناهج وتبعد عن الحشو والتطويل الذي يضطر المدرسين إلى أخذ حصص الأنشطة وأرى انه من الضروري توصيل المعلومة للطفل من خلال الأنشطة حتى ترسخ في ذهنه .
يقول الأستاذ حسن البري – ناظر مدرسة : أتعامل مع الأطفال كأنهم أولادي ، ولكن من خلال تجربتي وجدت أن معظم التلاميذ يهتمون بواجباتهم ويلتزمون في الحضور خوفا من العقاب وقد جريت معهم نظام المكافآت فلم يجد .
جذب التلاميذ
تقول د . رضا عبد الستار – الخبيرة بالمركز القومي للبحوث التربوية : المفروض من الناحية التربوية أن تكون المدرسة جاذبة ومشوقة للتلاميذ وكل ما تقدمه من تعليم محببا للتلاميذ لكن نظام التدريس الآن يعتمد على الحفظ والتلميذ يشعر انه سواء أنتبه للمعلم أو لم ينتبه فإنه سيحفظ الدرس وبالتالي فالحصة غير مشوقة له .
وتشير د . رضا إلى ضرورة أن تخدم الأنشطة المدرسية المنهج الدراسي وان تسهم في إشباع ميول ورغبات التلاميذ ، فالنشاط يكمل جزءا من شخصيتهم كما أن المدرسة أصبحت بلا قيمة عند أولياء الأمور أو التلاميذ لأن الطالب يعتمد اعتمادا كليا على الدروس الخصوصية وهو في الحصة إما نائم وإما مشاغب .
وعلى أولياء الأمور أن يكون لهم دور فاعل في القضاء على الدروس الخصوصية التي تثقل كاهل التلميذ والأب معا لتصبح المدرسة بيئة جاذبة للطالب وليست سجنا للتأديب والتهذيب والإصلاح الذي لا يتحقق منهم شيء .