بتـــــاريخ : 10/26/2008 4:48:29 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 973 0


    حوار مع سجادة

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : اخت المصري | المصدر : forum.merkaz.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة حوار سجادة

    لاشك أن كل ابن آدم ينام , وكل إنسان يؤوي إلى فراشه ليلاً , ولكن هل
    تعرفون كيف
    نومتي تلك الليلة ؟

    ما أكثرها

    وقد استلقيت على فراشي , وغرقت في نوم عميق جداً , فاستيقظت قبل الفجر
    من عطش شديد
    ألم بي ,فقمت لأشرب الماء فسمعت أنيناً يخرج من الأرض , تلفت حولي فذهب
    الأنين
    ثم ذهبت وشربت الماء ثم عدت إلى الفراش , وإذا بالأنين يعود مرة أخرى ,
    وفي هذه
    المرة كان الأنين قوياً وكأنه صوت بكاء , فتحسست الأرض بيدي , حتى
    أمسكت سجادتي
    فسكتت

    قلت متعجباً: أأنت التي تأنين يا سجادتي ؟

    قالت: نعم
    قلت: ولماذا

    قالت: لقد أيقظك عطشك , وشربت من الماء حتى ارتويت , وأنا بحاجة إلى
    الماء ولا أجد
    من يرويني الماء



    قلت: وهل تريدين أن أحضر لك كأساً من الماء ؟
    قالت: لا ليس هذا هو الماء الذي يرويني , إنما يرويني دموع العابدين
    التائبين



    قلت: ومن أين لي أن آتي لك بهذا النوع من الماء ؟

    قالت: وهذا هو سبب بكائي فقم يا عبدالله وصل لله ركعتين في ظلمة الليل
    ; حتى تنير
    لك ظلمة القبر والجزاء من جنس العمل , ولم يبق من الوقت إلا القليل
    وبعدها يؤذن
    المؤذن لصلاة الفجر


    قلت: دعيني وشأني يا سجادتي

    قالت: يا عبدالله قم لصلاة الفجر , فإنها حياة للقلب وللروح , وقد حان
    موعد الأذان

    ليردد: ( الصلاة خير من النوم , الصلاة خير من النوم ) وأنت تستجيب
    لنداء الدنيا
    كل يوم في الليل والنهار. ولا تستجيب لنداء العزيز القهار ؟

    قلت متضايقاً: دعيني أنام يا سجادتي .. فأنت تشاهدينني كل يوم , لا
    أعود إلى
    المنزل إلا وأنا منهك متعب .. ثم أخذ اللحاف ووضعه على صدره فشعر
    بالدفء واستسلم لسلطان
    النوم

    قالت السجادة: يا عبدالله. وهل تعطي للدنيا أكثر مما تعطيه لدينك ؟


    قلت بلهجة تهكمية: أسكتي يا سجادتي. أرجوك لا تتكلمي.. فإنني متعب
    ومرهق. أريد أن
    أنام

    فسكتت السجادة برهة متأثرة بما قال عبدالله وقالت بصوت حزين: آه لرجال
    الفجر !! آه
    لرجال الفجر

    ألم تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم: لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع
    الشمس
    وقبل غروبها ـ يعني الفجر والعصر ـ . وقال عليه الصلاة والسلام: من صلى
    البردين
    دخل الجنة . وقال: بشروا المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام
    يوم
    القيامة . وقال أيضاً: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء
    ولو يعلمون ما
    فيهما لأتوهما ولو حبوا

    فانتبه عبدالله من غفلته وقال: فعلاً إن صلاة الفجر مهمة
    السجادة: قم يا عبدالله قم

    قال: غداً أبدا إن شاء الله .. ولكن اتركيني اليوم لأنام فإنني مرهق

    السجادة: وهي متحسرة من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع
    الأحوال



    ثم قالت: ستنام غداً في قبرك كثيراً يا عبدالله , وستذكر كلامي ونصحي …
    ثم تركته
    السجادة , ونام عبدالله , ولكن ! كانت أطول نومة ينامها في حياته فقد
    مات تلك
    الساعة. فأنشدت السجادة حين علمت بوفاته قائلة




    يـا من يـــعد غـداً لتـوبـتـــه *** أعلى يقين من بلوغ غد

    المرء في عيشه على أمـــل *** ومنيته الإنسـان بالـرصد

    أيـــــــام عـمـرك كلـهـا عـدد *** ولعل يومك آخر العدد

    كلمات مفتاحية  :
    قصة حوار سجادة

    تعليقات الزوار ()