بتـــــاريخ : 10/26/2008 1:56:58 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1817 0


    أقنعني هلً هناك حقاً حياة يعد الموت؟؟؟

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : المحتوى | المصدر : forum.merkaz.net

    كلمات مفتاحية  :

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أحياة بعد الموت؟؟؟


    من رواية لغز قرون الذهب.‏
    بمكتبات جرير ، تهامة ومكتبات العبيكان وغيرها

    قال يوسف للأمير قندير بعد أن سأله الأمير إن كان هناك حقاً حياة بعد الموت.‏
    زرت مرة بدوياً في الصحراء وكان الوقت ربيعاً والأرض تزينها شجيرات وبقع خضراء متناثرة ‏على البساط الرملي. وتسلقت بعض تلك الشجيرات على أطراف الجبال الصخرية الصغيرة , وقد ‏أطلت تلك الجبال برئوسها الحجرية من تحت الأرض وكأنها رؤوس حيتان ضخمة صعدت من ‏تحت الماء واخترقت صفحته لتتنفس الهواء فتجمدت في مكانها بلونها الداكن. كانت الأرض ‏باردة في المساء والخيام ترفع أطرافها و تغتسل في نسيم ربيعي خفيف قبل الغروب.وبالليل ‏وعندما ملأت صفحة السماء نجومها وأخذت عيونها البراقة تتغامز من فوقنا وقد استلقينا على ‏الرمل الناعم، ومن تحتنا نامت فرشات صوفية رقيقة تقوست وتشكلت مع الرمال حسب راحة ‏أجسامنا و بينما حلقت أروحانا تتبع أبصارنا إلى المسافات الامتناهية في السماء، خرج صوت ‏رقيق من ابن البدوي الأوسط واسمه صالح . وعلى صوته هبطنا من تحليقنا في السماء إلى ‏حلقتنا البشرية على الأرض، كان صوت الفتى على صورة سؤال عفوي مباشر .. " أبي هل ‏هناك حقاً حياة بعد الموت ؟ " ونظر الإخوة الباقين إلى أبيهم يبحثون بأعينهم عن نفس الجواب. ‏واختصر الأب مدة الصمت واخترق صوته سكون الليل ليقول.." كنت انتظر هذا السؤال من ‏أخوتك الكبار لأني كنت على اتفاق مسبق معك ومعهم على أن يسألني كل واحد منكم بعد ولادته ‏وبلوغه الرشد هذا السؤال وقد أتفقت معكم على جوابه ألا تذكرون ذلك الإتفاق؟ " فأجاب كل ‏واحد منهم في تردد وحيرة أنهم لايذكرون شيئاَ من ذلك فقال الرجل موجهاَ كلامه إلى ابنه ‏صالح فقال .. " إن لي يابني اسلوب خاص في رعايتكم من قبل أن تولدوا وهو أني أدخل إليكم ‏في بطن أمكم قبل أن تخرجوا إلى الدنيا من رحمها الصغير، وذلك في شهر الحمل الأخير وتلك ‏طريقة خاصة عندي لاتسألوني عنها حتى أنتهي من حديثي معكم" وأكمل يوسف يقول.."وتربع ‏الرجل في جلسته وقد جلس صالح أمامه وبقية الإخوة من حوله وأنا من خلف صالح يأخذني ‏الذهول فيما أسمع ثم أكمل البدوي يقول .." بعد دخولي إلى بطن أمكم صغيراَ في حجمٍ أصغر ‏من الجنين أقتربُ من الواحد منكم وهو يطفو في كيس الرحم, فلما أقبلتُ عليك ياصالح فتحت ‏عينيك في دهشة وسألتني .." من أنت؟" فقلت لك .." أبوك" فسألت مرة أخرى.." ومن أبي؟" ‏فقلت لك.." أنا منبع وجودك في هذا المكان أودعتك في بطن أمك قبل تسعة أشهر" فعدت تسأل.. ‏‏" أمي؟ ومن أمي؟ فأجبتك.." أمك شريكتي في وجودك هنا وهي تحملك في بطنها منذ تسعة ‏أشهر ويغذيك جسمها مما تأكل هي وتشرب، ويأتيك كل ذلك عن طريق هذا الحبل اللحمي ‏الملتصق بك في وسط بطنك و00" ولكنك قاطعتني بسؤال آخر.." ماذا تعني بتحملني هل معنى ‏هذا أني في داخل شخص آخر بمعنى أني أعيش داخله؟" وقبل أن أجيبك سألت مرة أخرى ..‏
    ‏" اين تسكن هي؟ ومن أين جئت أنت و00" فقاطعتك أنا هذه المرة.." يابني خارج عالمك ‏الصغير هذا حياة أخرى مختلفة كل الإختلاف عن عالمك الذي تعرفه، فهناك أرض" فقاطعتني..‏
    ‏ " أرض؟" ففسرت لك.." نعم جرم سماوي ضخم جداَ يسبح في الفضاء الشاسع الذي ليس له ‏نهاية، وتدور الأرض مع غيرها من الكواكب الأكبر منها والأصغر بسرعة فائقة في مدار محكم ‏حول الشمس" وعدت تقاطعني.." الشمس؟ " فوضحت لك.." نعم نعم، نجم أكبر من الأرض يشع ‏حرارة ونور لتتغذى من نوره الأشجار على الأرض، وتأكل من تلك الأشجار حيوانات نعيش ‏نأكل منها ونركب عليها، فنحن البشر نأكل من الأشجار والحيوانات و00" ولكنك يابني لم تصبر ‏حتى أكمل وعدت تسأل.." أشجار؟ حيوانات؟ بشر؟ ماهذا؟ كل هذا في عالم غير عالمي هذا؟ " ‏فقلت لك .." نعم وما الغريب في هذا إنه حقاَ موجود " ولكنك لم تصدقني ونظرت إلي بنظرة ‏غريبة وقلتها صريحة.." أنت تحكي عن أشياء غريبة لا أراها الآن ولن أصدق بها. أنا لا ‏أعرف ولا أصدق إلا بعالمي هذا الذي أعيش فيه و000" فأردت أن أثبت لك صدق قولي فأكملت ‏لك التوضيح بسؤال.." حسناَ يابني أنظر إلى نفسك ألا ترى أن هناك أجزاء منك غريبة لا ‏تستخدمها هنا في عالمك الصغير ويبدو أنها معدة لعالم آخر؟" فسألتني.."مثل ماذا؟" فقلت لك في ‏حماس.." مثل هذه الأرجل التي تضمها إلى صدرك وهي أداة مشي وتنقل ستمشي بها على ‏الأرض وليس هنا، وهذه السواعد واليدين لمسك الأشياء وقطف الثمار ، وتلك الأكياس داخل ‏صدرك لتصفي بها الهواء وتأخذ منه ما تريده عندما تخرج إلى العالم الآخر ، وهذه العيون ‏لتبصر بها البعيد والقريب عندما تمشي عل الأرض وتحذر من دعس ودهس المخلوقات التي ‏هي أصغر منك "... وتوقفت انا عن الكلام لتجيبني ولكنك عدت تسأل.." أنت قلت لي أني أعيش ‏هنا من غذاء أمي يأتيني من هذا الحبل فهل سأخرج وهو متصل بي؟ وكيف سأعيش من دونه ‏سأهلك ستنقطع عني أسباب الحياة ؟ ".. فأسرعت أخفف من روعك.." لا يابني كما قلت لك ‏ستعيش حياة أخرى مختلفة تماماَ بل وحياة أفضل وأطول حتى بعد فصل هذا الحبل السري، ‏مصدر حياتك، عنك" فقلت منزعجاَ .." لا كيف سأعيش وقد انقطعت عني سبل الحياة التي ‏أعيش بها الآن، لا أريد أن أغادر هذا المكان أنا آمنٌ فيه دعوني وشأني" فقلت لك مطمئناً.." لا ‏تخف يابني ولكن لا بد لك من أن تغادر هذا المكان فسيصبح ضيقاً عليك وستصبح خطراً على ‏أمك و00 " فسألتني "وكيف سأغادره؟" فأجبتك وأنا خائف عليك.." عبر هذا الممر الضيق جداَ ‏فقد تختلف أضلاعك وأنت تخرج منه" فقلت مذعوراَ.. " تًقطع عني أسباب الحياة وأًضغط عبر ‏هذا المكان الضيق وتدعي أني سأعيش بعد ذلك لا بد أنك تهزأ مني فأسرعت أضيف إلى الطين ‏بله.." أود أن أخبرك أن هناك حياة أخرى هي بعد الحياة التي ستخرج إليها وهي أكبر وأفضل ‏وأطول حياة " وبدى عليك الذهول مرة أخرى فقلت لي في صوت هادئ.." لن أصدق أي شيئ ‏تخبرني به حتى أرى بعيني دلائل على ما وصفته عن خروجي من هنا والعالم الذي سأخرج ‏إليه" فقلت لك ببتسامة.." حسناَ سأصبر حتى تخرج من عالمك المحسوس هذ إلى حياتنا ‏خارجه، عالمُ الغيب عندك، وسأصبر عليك حتى تكبر وتصدق ماأخبرتك عنه الآن عندها ‏ستسألني عن الحياة بعدها فهل ستصدقني إن أخبرتك بأن هناك حياة بعدها؟" فأجبتني واثقاَ .." ‏نعم إن خرجت من هنا كما وصفت لي ورأيت العالم الأوسع كما ذكرت، فسأصدق أن هناك حياة ‏أخرى بعدها، ولكن عندي سؤال كيف سأخرج من الحياة القادمة إلى الحياة بعدها؟" فصمتُ قليلاَ ‏ثم أجبتك.. " عبر مكان ضيق تختلف فيه أضلاعك أيضاَ، اسمه القبر "000 وعاد يوسف ليقول ‏ياسادة ياكرام " رفع البدوي بصره إلى السماء ثم عاد ببصره و بوجهه العطوف نحو ابنه صالح ‏ثم أجابه.." ‏
    نعم يابني هناك حياة لنا بعد أن نموت ونغادر هذه الدنيا ‏
    لأن وجودنا في هذه الحياة هو المعجزة وما بعده فكله معقول".

    مع تحياتي ومحبتي للجميع‏
    ‏‎©‎‏ صالح عبدالله الزاحم ‏

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()