بتـــــاريخ : 10/23/2008 5:06:16 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1224 0


    سخط ضميــــــــــــــــر

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : اسد العراق الخالدي | المصدر : forum.merkaz.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة سخط ضمير

    سخط ضميــــــــــــــــر

    --------------------------------------------------------------------------------


    واقفا هناك ....على الشاطئ في مدينته الصغيرة حيث اعتاد الرجوع اليه
    كلما المت به مصيبه هاربا من جرح ..او من ذنب ..او من هــــــــــــــم
    لكنه اليوم واقفا ساكنا امام نهر هادئ لحظه ومتلاطم الامواج لحظات
    تبعثرت في ذلك المنظر امواج فكره تذهب مع موجه وتعود مع اخرى
    فذكرى (أمـــــــل) كانت الاقوى بين كل ذلك حيث امتلكت فيه الروح والجسد
    والفكر والعاطفة .. نفسا ..نبظا..حزنا..فرحا..والما مشاعر متضاربة مع بعضها
    فهي الحب العارم ذلك الحب الذي يقتحم قلب الشاب لاول مرة حب بكل المعاني
    حب يجمع بين الحقيقة والخيال بين السهل والمحال بين الشوق والاهات بين الماضي والأت فهو من كان لا يؤمن بشئ اسمه الحب ولا يتصفح اوراقا بها قصص للعشاق كان بعيدا عن كل هذا وذاك كان يهزأ بكل محب
    ويسخر بمشاعر الحب وحيدا لا يعرف غير طريق بيته ومدرسته
    فهو اليوم الحبيب الذي يعشق اعتاب ابواب المدينه ويعبد باب بيت الحبيبه
    يراها ملاكا ..يراها ولا يرى غيرها اجمل ما يكون واطهر ما يكون
    هي الام هي الاخت هي الحبيبة هي الامل المنشود هي الضالة التي شغلت الفكر
    فلا تشرق شمس ولا تغيب الا وذكرى امل في قلب الحبيب صار يردد كل اغنية
    فيها اسم الحبيبة فلن يكون امل له في الحياة كأمل هذه التي يتنفس عشقها وينبض في قلبه حبها لن يغفو له جفن الا ويذكر همسها الا وهو يحتظن ذلك الحب
    أحبها بكل صدق كيف لا وهي الحب الاول احبها بكل صمت وبكل عنف
    صار له معها موعدا على الهاتف ورؤيا من باب الدار لانه يبحث عن اي وسيلة
    ليشبع بها صدق حبه وعنفوان روحه وغرور شبابه
    واستمر هذا الحب بين الاثنين قرابة عامين او اكثر .... وذات مرة
    أخذ منها عهدا على الحب والاخلاص ليغيب فيه عنها مدة قد تكون شهر او يزيد
    فالامتحانات النهائية قد اقتربت وحسم المستقبل على الابواب
    فرجع الى بيته لا يعلم بما يفكر
    في مستقبله الذي سيحدد في هذه الفترة ام في ملاكه الذي تركه وحيدا ؟؟
    لكنه أقر في قرارة نفسه ان ينتبه الى مستقبله لانه الطريق الى امــــــــل
    وامــــل هي طريق المستقبل .. غاب تلك الفترة عن العالم الخارجي كله
    لا يرى احدا سوى اهله ولا يسمع همس الحبيبة
    كيف استطاع ذلك ؟؟حتى هو لا يعلم ؟؟
    لكنه نجح في كبح جماح الشوق والحنين اليها ومع ذلك فهو يخط اسمها
    في اول صفحة الكتاب كي لا تغيب عن مخيلته ساعة ومرت الايام
    بثقلها وهمها وسهرها متجرعا كأس الصبر الذي سقاه لنفسه
    فسرعان ما نسى كل ذلك ليذهب الى الموعد الى ملاكه الجميل الساحر
    الى روحه التي تركها في بيت امـــــل ذهب وكله شوقا لرؤياها
    صارت الطرقات بعيدة...لكنه وصل
    فهو طائر في السماء يريد ان يحط على اللارض اجل انه سيحط لكنه يحط وهو جريح تقطر الدماء من قلبه اين روحه ؟من يجمعه ؟من يلثم جرحه ؟ ويوقف نزفه
    الله ...ليس هناك ابشع ولا امر من طعم الخيانه
    انه يراها تقف على نفس الاعتاب مع شخص اخر
    انه يراها تضحك معه وتلاطفه ناسيتا ان هناك قلبا ينبض شوقا لرؤياها
    كيف تكافئين حبيبك؟؟كيف تستغفاين من احبك ؟؟
    أه...فأمـــــل خائنه ...متلاعبه ...مغرورة وانا مخدوع بها
    جمعت ما تبقى في من بقايا انسان ورحت بخطا عمياء اصفعها
    فسقطت ارضا ودموع الخطيئة تغسل وجنتيها
    أه...على الحب الكبير ..أه على الحبيب عندما يظلم
    رجع بخطا وئيدة تارة وسريعة تارة اخرى
    لم تفعل بي امل كل هذا ؟
    لم تزرع بأناملها الحب في قلبي فينمو ويزهر ؟
    ولم تقتلع زهور الحب بمخالبها ؟ لم كل هذا الظلم ؟
    ومرت الايام به وهو لا ينساها فللحب الاول طعم خاص
    فهجر مدينته الصغيرة هاربا من ذكريات الماضي المؤلمة لمدة ليست بالقليلة
    وعاد وقد اوهم نفسه بأنها اصبحت من الماضي وقد شاءت الاقدار ذات مرة
    انهما التقيا مصادفة وتقابلت فيه العيون لوهلة ..احس فيها وكأن الماضي قد دبت فيه الحياة لكنه سرعان ما تدارك الموقف وتضاهر بموقف الانسان القوي
    ومرت عليه ايام وهو خالي البال وعلى اسوء حال فقد رفع سماعة الهاتف
    واختار رقم من مخيلته ليرن في منزل فتاة بالصدفة علها تخفف من همومه
    وتنسيه احزانه فأذا بصوت حنون دافئ هو صوت (......) راح يفهمها
    بكل عنفوان تارة وانكسار تارة اخرى انه لا يريد سوى شخص يسمع همومه
    ان قبلتي فأهلا بكي وان لا فعذرا منكي وكأن شيئا لم يكن
    وكانت (......) بكل صدق تستقبل الفكرة وتكلمت معه بكل احترام
    وابدت له كل اهتمام وانتهى اتصالهما بطلب من (......) لكنها ظلت في فكره
    اهي جديرة بالحب .. اهي بديلة تملأ الفراغ فكر مرات عدة ... هل يتصل بها ؟وهل انها ستتقبل الفكرة فرقم الهاتف كان في ذاكرته دائما
    بالرغم من ان اتصاله كان عشوائيا ...لكنه اتصل وكانت (.......) وكأنها تنتظر
    فهي قد احست بداخلها بشئ من الاهتمام به
    واعتاد ان يكلمها كل يوم ان يراها كلما سنحت له الفرصة بذلك
    فقد استطاعت ان تسد الفراغ الذي تركته في حياته أمـــــــــل
    وهي قد احبته كحبه لامل فهي لا تغفو الا على همسه ولا تصحو الا على حلم يجمعها به واحبها ...لكنه ظل متخوفا دائما يخشى الغدر ويخشى الكذب ويخشى المراوغة في الحب صار حكيما في الحب صار مدرسة روادها العشاق
    قد وضعها في عدة اختبارات ولكنها كانت تنجح وبتفوق
    ومع ذلك فقد كان دائما يخشى المجهول
    فقد اتخذها وسيلة ليتغلب بها على صعابه عن قصد او عن غير قصد
    فقد اعتزم في قرارة نفسه
    أه...الا يعلم كم كان قراره ذلك قاس على قلب ضعيف واهن
    ف(لــــــيلــــى) كانت مريضة بمرض لا علاج له
    وقد طلب منها اجراء عملية جراحية نسبة نجاحها ضعيفة جدا
    لكن الحبيب لا يعلم ...فحاولت ان تتصل به ذات ليلة
    تلك الليلة الظلماء ذات الوقع المرير والمؤلم على نفسها
    فهي تصارع الموت من جهة وتصارع المشاعر من جهة اخرى
    هل تتصل ام لا ؟ لكنها اتصلت فكان اتصالها الاخير
    توسلت اليه ان رتاه غدا ....رؤيا قد تكون الاخيرة
    لكنه لم يأبه بذلك ...فقد تكلم معها بكل برود وحسبها تمثل دور المرض
    اي حكيم هذا ...فقد اختلطت به الامور
    فالوهم حسبه حبا .... والصدق حسبه كذبا
    ليته تكهن بما تكن له الاقدار يومها ليته ذهب على الموعد ليراها
    ويطفئ نار الشوق التي المت بها لكنه لم يسمع نداء الحب والوفاء
    بل استمع الى نداء الغدر ونداء الظلم وكأنه كان يشك في كل النساء
    وكأن كل النساء عنده هي امــــــــــل
    فبعد ايام قليلة
    يعلن في مدينته الصغيرة نبأ ليس كباقي الانباء انه فاجعه
    بكى عيها كل من سمعها انه سرطان في جسم (لـــيلـــى) قد قتلها
    لــــيلـــــى ....مسكينه انت كنت في كل يوم تموتين موتا بطيئا
    أه ....كم كان الحبيب قاسيا أقسى حتى من المرض
    فقد انهالت دموعه يومها دما ساخنا فقد حقد على نفسه حقدا لا مثيل له
    فأن كانت امل قست عليه وهو حي يرزق
    فهو قد قسى على ليلى وهي اليوم بين الثرى
    أه ....وكم أه.... تنطقها الشفاه فلولا الظلم ما عرفنا الأه
    وأسف على حبيب بين الثرى خسرناه
    (لـــــيلــــــى) ليست الاسم الحقيقي لكن اكرام لها لكونها قد ماتت
    فلن اذكر اسمها ابدا

    كلمات مفتاحية  :
    قصة سخط ضمير

    تعليقات الزوار ()