بتـــــاريخ : 10/21/2008 9:37:12 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1444 0


    آه.. عبد اللّه

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : محمود درويش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    قال عبد الله للجّلاد :

    جسمي كلمات ودويّ

    ضاع فيه الرعد

    و البرق على السكّين،

    و الوالي قوي

    هكذا الدنيا..

    و أنت الآن يا جلاد أقوى

    ولد الله ..

    و كان الشرطيّ!..

    عادة، لا يخرج الموتى إلى النزهة

    لكن صديقي

    كان مفتونا بها.

    كلّ مساء

    يتدلّى جسمه، كالغصن، من كل الشقوق

    و أنا أفتح شباكي

    لكي يدخل عبد الله

    كي يجمعني بالأنبياء!..

    كان عبد الله حقلا و ظهيرة

    يحسن العزف على الموّال،

    و الموال يمتد إلى بغداد شرقا

    و إلى الشام شمالا

    و ينادي في الجزيرة.

    فاجأوه مرة يلثم في الموال

    سيفا خشبيا.. و ضفيرة..

    حين قالوا: إنّ هذا اللحن لغمّ

    في الأساطير التي نعبدها_

    قال عبد الله:

    جسمي كلمات.. ودويّ

    هكذا الدنيا،

    و أنت الآن يا جلاد أقوى

    ولد الله

    و كان شرطي

    عادة، لا يعمل الموتى،

    و لكن صديقي

    كان من عادته أن يضع الأقمار

    في الطين ،

    و أن يبذر في الأرض سماء.

    و أنا أفتح شباكي

    لكي يدخل عبد الله حرّا و طليقا

    كالردى و الكبرياء ..

    كان عبد الله حقلا

    لم يرث عن جدّه إلاّ الظهيرة

    و انكماش الظّل و السمرة

    عبد الله لا يعرف إلاّ

    لغة الموّال، و الموّال مفتون بليلى

    أين ليلى؟

    لم يجدها في الظهيرة

    يركض الموّال في أعقاب ليلى

    يقفز الموال من دائرة الظل الصغيرة

    ثم يمتدّ إلى صنعاء شرقا

    و إلى حمص شمالا

    و ينادي في الجزيرة:

    أين ليلى؟

    كان عبد الله يمتدّ مع الموّال

    و الموّال ممنوع

    يقول السيّد الجلاّد :

    إن البعد في الموّال لغم

    في الأساطير التي نعبدها

    ..و تدلّىرأس عبد الله

    في عزّ الظهيرة .

    آه، عبد الله

    و الأمسية الآن بلا موتى

    و أنت الآن حل للحلول

    آه.. عبد الله ،

    رموز

    و فصول

    آه.. عبد الله،

    لا لون و لا شكل لأزهار الأفول

    آه ..عبد الله،

    لا أذكر بعد الآن ما كنت تقول

    آه ..عبد الله،

    لا تسمعك الأرض

    و لا ليلى ..

    و لا ظلّ النخيل.

    و لد الله

    و كانت شرطة الوالي

    و مليون قتيل!..

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()