بتـــــاريخ : 10/21/2008 7:42:28 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1222 0


    عاشق من فلسطين

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : محمود درويش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    عيونك شوكة في القلب

    توجعني ..و أعبدها

    و أحميها من الريح

    و أغمدها وراء الليل و الأوجاع.. أغمدها

    فيشعل جرحها ضوء المصابيح

    و يجعل حاضري غدها

    أعزّ عليّ من روحي

    و أنسى، بعد حين، في لقاء العين بالعين

    بأنّا مرة كنّا وراء، الباب ،إثنين!

    كلامك كان أغنية

    و كنت أحاول الإنشاد

    و لكن الشقاء أحاط بالشفقة الربيعيّة

    كلامك ..كالسنونو طار من بيتي

    فهاجر باب منزلنا ،و عتبتنا الخريفيّة

    وراءك، حيث شاء الشوق..

    و انكسرت مرايانا

    فصار الحزن ألفين

    و لملمنا شظايا الصوت!

    لم نتقن سوى مرثية الوطن

    سننزعها معا في صدر جيتار

    وفق سطوح نكبتنا، سنعزفها

    لأقمار مشوهّة ..و أحجار

    و لكنيّ نسيت.. نسيت يا مجهولة الصوت:

    رحيلك أصدأ الجيتار.. أم صمتي؟!

    رأيتك أمس في الميناء

    مسافرة بلا أهل .. بلا زاد

    ركضت إليك كالأيتام،

    أسأل حكمة الأجداد :

    لماذا تسحب البيّارة الخضراء

    إلى سجن، إلى منفى، إلى ميناء

    و تبقى رغم رحلتها

    و رغم روائح الأملاح و الأشواق ،

    تبقى دائما خضراء؟

    و أكتب في مفكرتي:

    أحبّ البرتقال. و أكره الميناء

    و أردف في مفكرتي :

    على الميناء

    وقفت .و كانت الدنيا عيون الشتاء

    و قشرةالبرتقال لنا. و خلفي كانت الصحراء !

    رأيتك في جبال الشوك

    راعية بلا أغنام

    مطاردة، و في الأطلال..

    و كنت حديقتي، و أنا غريب الدّار

    أدقّ الباب يا قلبي

    على قلبي..

    يقوم الباب و الشبّاك و الإسمنت و الأحجار !

    رأيتك في خوابي الماء و القمح

    محطّمة .رأيتك في مقاهي الليل خادمة

    رأيتك في شعاع الدمع و الجرح.

    و أنت الرئة الأخرى بصدري ..

    أنت أنت الصوت في شفتي ..

    و أنت الماء، أنت النار!

    رأيتك عند باب الكهف.. عند الدار

    معلّقة على حبل الغسيل ثياب أيتامك

    رأيتك في المواقد.. في الشوارع..

    في الزرائب.. في دم الشمس

    رأيتك في أغاني اليتم و البؤس !

    رأيتك ملء ملح البحر و الرمل

    و كنت جميلة كالأرض.. كالأطفال.. كالفلّ

    و أقسم:

    من رموش العين سوف أخيط منديلا

    و أنقش فوقه لعينيك

    و إسما حين أسقيه فؤادا ذاب ترتيلا ..

    يمدّ عرائش الأيك ..

    سأكتب جملة أغلى من الشهداء و القبّل:

    "فلسطينية كانت.. و لم تزل!"

    فتحت الباب و الشباك في ليل الأعاصير

    على قمر تصلّب في ليالينا

    وقلت لليلتي: دوري!

    وراء الليل و السور..

    فلي وعد مع الكلمات و النور..

    و أنت حديقتي العذراء..

    ما دامت أغانينا

    سيوفا حين نشرعها

    و أنت وفية كالقمح ..

    ما دامت أغانينا

    سمادا حين نزرعها

    و أنت كنخلة في البال،

    ما انكسرت لعاصفة و حطّاب

    وما جزّت ضفائرها

    وحوش البيد و الغاب..

    و لكني أنا المنفيّ خلف السور و الباب

    خذني تحت عينيك

    خذيني، أينما كنت

    خذيني ،كيفما كنت

    أردّ إلي لون الوجه و البدن

    وضوء القلب و العين

    و ملح الخبز و اللحن

    و طعم الأرض و الوطن!

    خذيني تحت عينيك

    خذيني لوحة زيتّية في كوخ حسرات

    خذيني آية من سفر مأساتي

    خذيني لعبة.. حجرا من البيت

    ليذكر جيلنا الآتي

    مساربه إلى البيت!

    فلسطينية العينين و الوشم

    فلسطينية الإسم

    فلسطينية الأحلام و الهم

    فلسطينية المنديل و القدمين و الجسم

    فلسطينية الكلمات و الصمت

    فلسطينية الصوت

    فلسطينية الميلاد و الموت

    حملتك في دفاتري القديمة

    نار أشعاري

    حملتك زاد أسفاري

    و باسمك صحت في الوديان:

    خيول الروم! أعرفها

    و إن يتبدل الميدان!

    خذوا حذّرا..

    من البرق الذي صكّته أغنيتي على الصوّان

    أنا زين الشباب ،و فارس الفرسان

    أنا. و محطّم الأوثان.

    حدود الشام أزرعها

    قصائد تطلق العقبان!

    و باسمك، صحت بالأعداء:

    كلى لحمي إذا ما نمت يا ديدان

    فبيض النمل لا يلد النسور..

    و بيضة الأفعى ..

    يخبىء قشرها ثعبان!

    خيول الروم.. أعرفها

    و أعرف قبلها أني

    أنا زين الشباب، و فارس الفرسان

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()