بتـــــاريخ : 10/17/2008 9:55:04 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1191 0


    لكنهم وجدوا عملا

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : تركي الرويثي | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة لكنهم وجدوا عملا

     

    تشير الساعة بأن الثانية عشر قد حلت, ليبدأ الموعد اليومي للضجر, في كل يوم عند هذه اللحظة تتحـول الساعة إلى جلاد سوطه "التك" مرساه الأخير ظهري , أرى الوقت كأنه قاتـل يمشي الهوينى لقتلي ولا يجب أن أتحرك من مكاني لكن لابد أن أدافع عن نفسي  واليوم سوف أفعل

     

    يجب أن أفعل شيئا, يجب أن أبدأ بشيء ينتهي بنهاية الدوام .
    لأنهي بعض المعاملات؟! أين هي المعاملات لأنهيها  و المراجعين لا يأتون في مثل هذا الوقت الملتهب
    أأقوم بتنظيف المكاتب؟ لالالالالا وهل يصح ذلك ,ليس إلى هذه الدرجة,
    لكن يجب أن أعمل شيئــا
    هنـا هبطت ذبابة على الطاولة أمامي
    وجدتهـــا
    سـوف أتخلص من هذه الذبابة , سـوف أطردهـا من المكتب رغم أنفها , يجب أن تخرج , هـل يصح ذلك, مكتب حكومي تأتي إليه ذبابة بأمان وتخرج بأمان وكأنها في وكرها لالالا لن أسمح للدول الصناعية أن تقول ذلك , فكرت بما سوف تقوله وكالات الأنباء حينها , يا إلهي عندها سوف تحدث الكارثة الكبرى , بعدها لن يستقبلنا أحد , سـوف يعيروننـا بهذه الذبابة , لن أسمح بذلك أن يحدث.
    بعد تفكير سريع اتخذت قراري لابد من طرد هذه الذبابة من المكتب حيتا كانت أو ميتة , حاولت الإمساك بها لكنها طارت , عندها صرخت بأعلى صوتي لأعلن الحرب عليها
    - ذبانه حيه بالمكتب
    ركضت خلفها , أعبر الزملاء وأقفز المكاتب, محاولا الإمساك بها لكنها كانت أسرع مني
    ارتفعت عاليا
    الآن لم أعد أستطيع الوصول إليها ويجب أن أستخدم ما خف وزنه وسهل رمية , استخدمت كل ما وصلت إليه يداي , أقلاما كانت أو دباسات أصغر من ذلك أو أكبر , فجأة وجدت قلما يعبر بالقرب من أذني متجها نحو الذبابة ألتفت وإذ بأحد الزملاء يشاركني هذه المطاردة ويصرخ بأعلى صوته لنخرجها لنخرجها , ومع صوت ارتطام صواريخنا وصراخنـا , تفاعل كل الزملاء لتبدأ المعركة الحقيقة , معركة بين قسمنا وهذه الذبابة الدخيلة, الكل عزم أمره على طردها شر طرده أو تمزيقها شر ممزق .
    زادت الفوضى بالمكتب , جميع الموظفين واقفين على الطاولات ممسكين بأشمغتهم يلوحون لهذه الذبابة , يحاولون طردها لكنها أبت ذلك بعنــاد مقيت.
    دخل أحد الزملاء من قسم آخر لمكتبنا يسأل عن سبب هذه الفوضى قيل له ذبابة داخل المكتب ليصرخ بأعلى صوته
    - ذبانه داخل مكتبكم
    راح يركض لقسمهم ويصرخ كالمجنون
    - ذبانه بالقسم الآلي , ذبانه بالقسم الآلي "عزيزي القارئ يسمى قسمنا بهذا الاسم مع أنه خالي من الآلات والآليات"
    أنتشر الخبر في المبني كما تنتشر النار في البترول
    غص مكتبنا بالموظفين ,  يسألون عن سبب دخول هذه الحشرة ,و كيف حدث ذلك وأين كنا وقتها وأخذوا يدعون لنـا بالخلاص منها وبعضهم راح يسـاعدنا على طرد الذبابة.
    سحبت نفسي قليلا لأرى المنظر , موظفين على الطاولات وآخرين يقفزون وغيرهم يصرخون, بعضهم يتصل بالجوال على أصدقاءه بالأقسام الأخرى ليبلغهم الخبر وبعضهم يراقب الموقف بعيون شاخصة.
    كان منظرا غريبا كل هؤلاء من أجل ذبابة , لا يبدوا أنهم يمزحون بل يبدون بكامل جديتهم , قلت ربما أنقرض الذباب فأصبحت رؤيته فرجه, لكن الذباب ينقرض!!
    ازداد العدد أكثــر وأكثــــر وأكثــــــر
    لم يعد بإمكانهم الحركة فالغرفة صغيرة والعدد أكبر مما تحتمل
    عندها تحركت الذبابة من مكانها, اتجهت إلى النافذة, و خرجت بسلام.
    صرخــوا جميعا بوقت واحد والفرح يشع من وجوههم
    - الذبانه طلعت, الذبانه طلعت
    لماذا , أمن أجل ذبابة يحدث كل هذا , أنا حاولت طردها لأسلي نفسي هل هم مثلي لم يجدوا عملا , لماذا كل هذه الجدية إذا كان الأمر مجرد تسلية , غرقت في حصر الأسباب والمسببات , لم يقطع تفكيري إلا صراخ أحدهم.
    - الساعة 2,30 يا جماعة مشينا
    ومشــوا

     

     
    " لكنهم وجدوا عملا

    كلمات مفتاحية  :
    قصة لكنهم وجدوا عملا

    تعليقات الزوار ()