بتـــــاريخ : 10/17/2008 9:11:16 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1258 0


    صديق الحمام

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة صديق الحمام

    صديق الحمام

    يكثر من اللعب في المدرسة ؛ بل إنه كثيراً ما كان يلعب في الفصل ، و كان المعلمون يزجرونه :

    • انتبه للدرس يا ناصر .

    ينتبه قليلاً ، ثم يعود للعب ... و عندما يخرج من المدرسة يرمي حقيبته بسرعة ، ثم يتناول غداءه ، و يأخذ بندقيته الصغيرة ، و يركض مطارداً العصافير و الطيور حتى الغروب .

    في استراحته كان يحلم بصيد الحمام من الجبل الصغير المجاور للقرية .. وضع خطة لذلك .. و في صباح يوم الخميس تسلل إلى هناك .. خرج من البيت و المزرعة راكضاً :

    • اليوم الصيد العظيم .. لن أضيّع الوقت في المشي !!

    كانت سعادته تزداد كلما اقترب من الجبل .هاهو يقترب ويقترب حتى يصل مدخل الوادي الذي يقوده إلى عمق الجبل .

    • يا الله ما أكبر هذه الصخور ، و ما أجمل منظرها مع الأشجار .. لا أصوات هنا غير أصوات الطيور .. أوه لقد نسيت أن ألبس حذائي .. ستؤذي الأشواك قدميّ .. إنني عطشان و لم أحضر مطّارة الماء .. كل ذلك غير مهم .. المهم أن أصطاد الحمام .. الحمام !!

    دخل الجبل متهيباً قليلاً :

    • ماذا لو هاجمني ذئب ، أو ثعلب ، أو حيوان متوحش ؟ .. لا ... لا .. الحيوانات المتوحشة تختبئ في النهار .. بل إنها غير موجودة في جبل صغير كهذا ..أريد الماء .. أوه قدمي ..

    مشى متمهلا بين الأشجار ، حتى لمح شبح طائر يتحرك بين الأغصان .. اقترب بحذر ، و صوّب بندقيته ، لكن الطائر فرّ .

    • يا الله ، إنها حمامة سمينة .. لقد أحست بحركتي فطارت .. عليّ أن أجد أخرى .. عليّ بالصبر .

    مرّ وقت طويل وصلت فيه الشمس منتصف السماء ، و هاهو يلهث .. لقد أنهكه المشي ، و يحتاج إلى الماء .. رفع رأسه إلى السماء :

    • الشمس حارّة جداً .. لقد جعت .. لا أستطيع الرجوع ، فالمزرعة بعيدة ..أوه أين الحمام ؟ لن أعود إلا بصيد ..أجلس تحت هذه الشجرة حتى تحطّ عليها حمامة فأصطادها ...

    حطّت حمامة فوق غصن الشجرة القريبة منه .. صوّب بندقيته نحوها .. ثم أطلق الرصاصة .. طارت الحمامة منحدرة ، و سقطت ريشتان من جناحها على الأرض ، و هوت على شجرة أخرى .. ركض زاعقاً :

    • لقد اصطدتها !!

    عندما اقترب من الشجرة طارت الحمامة إلى شجرة أخرى ..

    • إنها مصابة !!

    رمى بندقيته و ركض ليمسك بها .. طارت إلى شجرة أخرى ، طاردها ..أخذت تصعد إلى الأشجار العالية .. كان أحد جناحيها ثقيلا :

    • ستكون بيدي بعد قليل !!

    لكنه لم يمسك بها حتى الآن .. و قد صعد عاليا مع ألأشجار حتى وصل إلى صخور عظيمة .. حيث يبدأ الجبل بالارتفاع ، و تقل الأشجار .. جلس بالقرب من صخرة ، و كانت الحمامة فوق غصن الشجرة التي يراها في الصخور التي ترتفع هناك ..حلقه جاف ، و هو متعب و جائع ..

    • أوه .. لقد امتلأت رجلاي بالأشواك .. كل هذا لا يهم .. المهم هذه الحمامة ..

    بدأ مشوار الركض من جديد .. حتى سقط .. أثناء ذلك خيّل إليه أن الحمامة تحدثه :

    • لماذا تريد قتلي ؟ لدي أولاد أحبّهم كما تحبّك أمك .. أنت عطشان ؟ حسنا .. الماء خلف هذه الصخور .. هيا اتبعني لتشرب و تعود إلى بيتك ... هيا ...

    نفض رأسه المتعب ، و سحب جسمه المنهك إلى حيث الصخرة الكبيرة .. و في الطريق إليها أغمي عليه، و سقط .

    كانت الحمامة تمسح وجهه .. و تقول :

    • احضروا الماء من العين ..إنها خلف هذه الصخرة !!

    ارتعش من الماء الذي يرشّ على وجهه ، و فتح عينيه بصعوبة ، فشاهد أمه ،و أباه ، و أخاه الكبير ، و خاله . التفت إلى الشجرة العالية .. كانت الحمامة هناك و عيناها تلمعان من الحزن . قالت أمه :

    • لماذا فعلت ذلك يا بني ؟ .. لقد ساعدتنا هذه الحمامة المسكينة عند دخولنا الوادي .. كانت تطير أمامنا ، و تحط ، و تطير ، و تحط ، و هي تومئ برأسها .. و قد تبعناها حتى وجدناك ..

    قام ناصر ليعود مع أهله .. التفت إلى الحمامة الساكنة و ابتسم .. في اليوم الثاني أخذ يحدث زملاءه عن ذكاء الحمام ولطفه و وداعته .. و في الأسبوع الثاني دعا زملاءه إلى بيته للمذاكرة و مشاهدة برج الحمام الذي بناه هو خاله ..

    و لكثرة حديثه عن الحمام صار أصدقاؤه يدعونه بــ (( صديق الحمام ))

    كلمات مفتاحية  :
    قصة صديق الحمام

    تعليقات الزوار ()