بتـــــاريخ : 10/17/2008 8:47:52 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1318 0


    ماء

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة ماء

     

     

    تتفجر الأسئلة في رأس الفتى كالينابيع الساخنة، فيفزّ من رقادِهِ ويركض في شمس النهار وسط شارع مدينـته ويسمع صوتاًَ خافتاًَ يشبِه الأنين.

     

    يقول :

    في مدينتنا هذه حيان.

    في كل حي بيت واحد.

    يحدق في الأرض فيرى :

    الماء ينبع في المدينة من الأرض .والمياه تُجمَعُ . تنقلها الصهاريج . تُفرَغُ في براميل واسعة . تُنقَلُ للتخزين .وتُبَاعُ للتجار .

    ما تبقى تأخذ الدواب و الأشجار منه ما تيسر لها. و جزء تشربه شقوق الأرض .

    الفتى يسمع صوت الأنين .

    يمشي :

    الحيان في المدينة يفصل بينهما شارع ، في الجهة اليمنى يقع بيت كبير ، تتعدد غرفه ، وتتسع . يسكن فيه أناس يدورون جُلًّ الوقت متضجرين من التنقل بين شرفات واسعة، يهب عليها النسيم، و تزقزق في أرجائها خضرة ربيع دائم طوال العام .

    يلتفت :

    فيرى في الجهة المقابلة نخلة طويلة تنتصب وسط بيت.

    يقترب فيسمع صوتا يشبه الأنين، وتهب على وجهه رياح شتاء. يرى أناساً يتراكضون إلى باب غرفة وحيدة .. يدلف مع بابها . فيهش بوجهه المجتمعون ، وتنطلق من عيونهم كلمات حميمة فتملأ الجو دفئا .

    يسمع أصواتاً خافتة كالغناء .. ينصت معهم إلى غناء الكلمات الطائرة في الجو، تدور الأغنيات حول سعف النخلة.. وتبدأ الرقصة .. تخرج القامات من الغرفة، ، و تتشابك الأيدي الدافئة حول النخلة مغنية لحنا شجيا .. يدورون، فيضيء الحوش ، وتسطع الجدران و تحلق طيور أو غيوم متشابهة .و إذ ذاك ينأى الحي الآخر و يتسلل بعض الفتية منه مشتعلين بأسئلتهم .

    يهش لهم الفتى صادحا:

    في مديـنـتـنا حيان،

    واحد في ربيع دائم .

    و آخر في الشتاء .

    ينضوي الفتية إلى رقصة النخلة ملتقطين دفء الكلمات.. يرتفع نشيد باهر من الحناجر، ممتزجا بسعف النخلة:

    ثمة صوت خافت يشبه الأنين تأسره الريح.

    ثمة صوت يشبه الغناء يشربه الماء

    كلمات مفتاحية  :
    قصة ماء

    تعليقات الزوار ()