بتـــــاريخ : 10/17/2008 8:25:47 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 952 0


    الــدار

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة الــدار

    دار الصمت حول البيت القديم عدة دورات ، حطّ ، و عشعش هناك :

    ألقى بأغراضه الكثيرة دفعة واحدة ، ثم أخذ يرتبها في غرف البيت النائم ؛ أقام حفل عشاءه ، ثم استلقى : مطمئناً ، مبتسماً ، ساهراً ، ممتعاً نفسه بالظلمة ، و رنين الهواء في الشبابيك الواسعة المفتوحة ، و بعد أن فتنه الهدوء ، مدّ فراشه و نام .

     

    عندما استيقظ البيت القديم ، في صباح لا شمس له ، عقدت لسانه الدهشة ، و هو لم يجد غير الصمت ممدداً في أرجائه كمسافر منهك أكله التعب فنام .

     

    دار بنظرات نوافذه الواسعة داخل الغرف .. فلم يجد غير أثاث الصمت .. دار بنظراته خارجاً ، فوجد الأشجار تلعب مع بعضها ، والغيوم تتجه شمالاً ، والطيور تتقاطع في السماء ، و حيوانات صغيرة تتقافز .. لمس أعشاش العصافير في نوافذه ، و بيوت العناكب في زواياه ، و الزواحف المطمئنة تسرح في الأرجاء .. حتى الأوراق المتساقطة ، و الأعواد ، و ريش الطيور ، و الرمل ، و الغبار تتجمع في خاصرته ..

     

    حزن لذلك كثيراً ، و بكى زمناً طويلاً .. انتظر .. انتظر .. و لم يهمس صوت ما ، لم تشهق ضحكة ، لم ترتفع أغنية مطلة برأسها من بعيد ، لم يعلو شجار….

     

    أين الأطفال الذين يوجعون جدرانه بركلات كراتهم ؟

     

    و يطعنون أبوابه بصراخهم ؟

     

    أين الرجل الذي يرتق ثوبه بالطين و التبن ؟

     

    أين المرأة التي تلتقط الأعواد الصغيرة من جسد باحته ؟

     

    أين الفتاة التي تزرع سنابلها في مرياه ؟

     

    أين ؟ و أين ؟

     

    لم يحر جواباً ، فركن إلى الصمت و طلب وده ، و فتح بابه لأولاده :

     

     

    الريح و الغبار و النسيان ، و منحها حرية العيش و الحركة في كل أرجائه .. أما هو ، فبعد أن ينام الصمت يبقى وحيداً في الليل ، مفكرأ ، يراقب أشباح الأشجار التي لا تنام .. ترى لو كان مقبرة هل سكن الصمت فيه ؟

    كلمات مفتاحية  :
    قصة الــدار

    تعليقات الزوار ()