بتـــــاريخ : 10/17/2008 7:51:43 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1151 0


    الأشجار وهي تضحك !!

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة الأشجار وهي تضحك

    في منحدر ذلك الوادي الواسع ، حيث تمتد السهول ؛ كانت الشجرة الكبيرة تمتد ، و تمتد.

    وكانت أوراقها تكثر ، و تكثر .

     

    و كم حملت طيلة كل تلك السنوات من الثمار .. الثمار التي يأكلها كل من يقصدها . من : الناس والطيور والحشرات و الحيوانات التي تتراكض في البراري ...

     

    اليوم : هاهي ترى النبتتين الصغيرتين تنموان

     

    إنهما ليستا بعيدا عن جذعها ؛ إنهما هناك حيث الشمس ، على حدود ظل أغصانها ..

     

    ليكن ؛

     

    فهذا موقع مناسب لهما :

     

    هما صغيرتان حتى الآن ، و تحتاجان إلى الرعاية !

     

    في الوقت الذي كانت الشجرة العجوز تحدث فيه نفسها ، كانت النبتتان الصغيرتان تضجان بشجار طويل.

     

    أما حول ماذا ؟

     

    فقد ضحكت الشجرة الكبيرة ، و هي تهز الكثير من أغصانها ، و قالت :

     

    -لماذا تتشاجران على الماء؟!

     

    -أنا أشرب أولاً.. فأنا أكبر منها .. و أغصاني أطول !!

     

    -نحن أختان !!

     

    هذا ما قالته الشجرتان الغضتان !!

     

    أما الشجرة الكبيرة ، فقد لمعت ضحكاتها من خلال بريق الأوراق ؛ قالت لهما :

     

    -الماء للجميع .. وأنتما أيضا !!

     

    -كيف؟!

     

    -الأشجار تبدأ صغيرة ، و عارية .. و مع الأيام تلبس أوراقها ، و تزهو .. و مع الأيام تخضر الأوراق ، و تكبر ..

     

    إحدى الشجرتين صاحت بفرح :

     

    -الناس يحبون ظلال الأشجار!!

     

    -كل الكائنات تحب ظلال أوراقنا !!

     

    هكذا غردت الشجرة الصغيرة الأخرى !

     

    الشجرة الكبيرة كانت مسرورة ، و هي تقول :

     

    -مع الأيام تزهر الأغصان .. و ..

     

    -الناس يستمتعون بروائح أزهارنا !!

     

    -نعم .. يحبونها .. أزهارنا تتحول إلى ثمار ..

     

    -الناس يتغذون منها .. و ..

     

    -و حتى الكائنات الأخرى تأكل منها .. إن الأشجار مأوى للكثير الكثير..

     

    -أوه .. نحن بيوت !!

     

    -نعم الأشجار بيوت !!

     

    -الأشجار مهمة في الحياة !!

     

    نطقت الشجرة الكبيرة ذلك بوقار كبير ، ثم صمتت باحترام .

     

    في هذه الأثناء ، كانت الشجرتان الصغيرتان تنظران إلى بعضهما كأختين متحابتين .. تبسمتا للشجرة الكبيرة ، و قالتا بصوت واحد :

     

    -أنت أمنا أيتها المثمرة الطيبة .. لقد عرفنا أهمية وجودنا للآخرين .. سنشرب من مائنا ، و نأكل من هذه الأرض الكريمة..

     

    - و نتعاون في مدَ ظلالنا للجميع..

     

    -ونمنح الثمار للجائعين..

     

    -نعم .. هذه هي حياتنا !

     

     

    ضحكت الأشجار الثلاث سعيدة كالماء ، و ضحك الوادي ، و الأشجار الأخرى في منازلها الخضراء ، و الغيمة المرحة التي مرت بنعومة متخللة الأوراق الكثيرة الفرحة .. وأصداء غناء الأوراق المتردد في الوادي الواسع ؛ الأصداء التي تجري في السهول ، و الغيوم الطرية الأخرى التي تظللها : كلها ضحكت !! 

    كلمات مفتاحية  :
    قصة الأشجار وهي تضحك

    تعليقات الزوار ()