بتـــــاريخ : 10/15/2008 8:52:23 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1483 0


    الكعكة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : صدقي موسى | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة الكعكة

     

    نفث دخان سيجارته بعنف، استطعم مذاق الهواء الذي تجمع في فمه، ازدرد لعابه، عيناه ترمقان احدى المحطات الفضائية تبث احدى نشراتها الاخبارية، تناول   "الريموت كونترول"، ضغط إحدى أزراره بعصبية، الموسيقى ملأت محله، أخذت اصابع يديه تتراقص مع الانغام، شبح ابتسامة ارتسم على شفتيه، وبانت اسنانه الصفراء، تناول قطعة حلوى، فرمتها اسنانه ببطئ واصابع يديه ما زالت تتقافز على سطح الطاولة الزجاجي طربا.

     

    أسرع بأكل ما تبقى من قطعة الحلوى وتخفيض صوت التلفاز عندما دخلت امرأة في الخمسينيات من عمرها، مظهرها يدل على النبل مع نظرات حزينة تطل من عينيها، بادرها بقوله: اهلا وسهلا حجة.

     

    -: اريد كعكة

     

    -: من أي نوع؟ يوجد عندنا...

     

    -: شوكلاته

     

    سارع وتناول الكعكة من الثلاجة الكبيرة،...طازة؟ بالطبع يا حجة شغلنا كله جديد

     

    -: هل هي كعكة عيد ميلاد؟

     

    -: نعم لولدي باسم

     

    -: الله يخليلك ياه وعقبال مئة سنة، ماذا اكتب عليها؟

     

    تنهدت بعمق وقالت: عقبال السنة القادمة وتكون بيننا.

     

    رفع راسه ونظر اليها متسائلا: واين هو ولدك؟

     

    لهجتها بدت قوية وهي تجيبه: يؤدي ضريبة دفاعه عن الوطن.

     

    للوهلة الاولى ظهرت عليه علامات عدم الاستيعاب الا انه سرعان ما قال: في السجن؟!!

     

    هزت رأسها وقالت: حكموا عليه بأربعة مؤبدات.

     

    ابتسمت بشفتين مطبقتين بينما رفع حاجبية وعقب: الله يرجعه لكم في اقرب وقت.

     

    وسارع لكتابة الكلمات، على كعكة لن تصل لصاحبها.

     

    حدثته نفسه بأن لا يأخذ ثمن ما اشترته وحول ذلك لقول الا انها شكرته وقدمت له ثمن الكعكة ودعت له: الله يحفظك يمه.

     

    ودعها بعينيه، تنهد بعمق، الدخان ما زال يتصاعد من سيجارته التي ركنها على حافة الطاولة، تناول "الريموت كونترول"، وخيم صمت على المكان
    كلمات مفتاحية  :
    قصة الكعكة

    تعليقات الزوار ()