بتـــــاريخ : 10/14/2008 6:59:14 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1255 0


    الرائحة المحرمة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة الرائحة المحرمة

     

    اعتقدت بأنها وحدها عندما دخلت غرفتي .. كنت ممداً في الجانب الآخر من السرير اقرأ كتاباً .

    شعرت بها تدخل غرفتي متسللة .. وراحت تفتش عن شيء ما من خلال عينيها . ودلفت أنا بجسدي إلى تحت سرير . شاهدت ساقيها تقترب ببطء من حافة السرير ، بدت وكأنهما نحتتا من الزجاج . ثم جلست .. فدهشت . فأي جسد تحمله هاتان القدمان الرقيقتان .. وكاد فراش السرير أن يخنقني .. لم يكن الجو بارداً .. كان حاراً وحاراً . ثم راحت تغني .. بصوت خفيف أغنية حب ، كانت تحشر اسمي بين كلمات الأغنية . تذكرت الصيف الماضي عندما شاهدتها لأول مرة هنا في بيت جدي .. كانت قد سمعت عني كثيراً من خلال خطيبتي الساذجة .

    عندما عدت إلى المدينة اكتشفت بأنها دست لي بين ثيابي رسالة .. يا للهول ، كانت رسالة ركيكة مليئة بكلمات حب وغزل .. إنها طائشة .. هكذا فكرت .. إنها غلطة خطيبتي فهي دوماً تحكي لها عني حتى جعلتها تحبني دون قصد .

    لن أكن أعرف بأني سأنتظر كثيرا وأنا تحت السرير يخنقني ثقلها الغريب .. بدأت أعرق كأني اغتسلت .. لم أشاء أن تعرف بوجودي معها بنفس الغرفة .. كان صوتها الرخيم هو سلوتي الوحيدة في المكان الكئيب المخيف كما بدا لي . ثم بدأ الفراش يهتز رويداً رويداً .. أحسست بها تتمدد على السرير .. فكرت ، ماذا تريد ؟ ! أن تنام ! ثم بدأت تتقلب .. وأنا تحتها أتقلب غيظاً .. ثم شاهدت قدميها تعودان إلى مكانهما .. وفجأة رأيتها تذهب من الغرفة .. انتظرت دقائق قليلة لعلها تعود .

    وخرجت .. كأني خرجت من بئر كان جسمي كله مبتلاً بالعرق .. نظرت إلى ثيابي رثيت لحالها قبل حالي . أسرعت بخلع قميصي ثم سروالي .. وبقيت نصف عارٍ ، جلست على حافة السرير حيثما هي كانت جالسة تغني .

    رفعت رأسي قليلاً عن صدري .. كانت هناك واقفة عند مدخل باب غرفتي محدقة إليّ بعينين مفزوعتين وشفتين مهترئتين .. كانت تردد كلمات لم أفهمها وهي تحدق في جسمي نصف العاري والفراش غير المرتب وثيابي المبعثرة بإهمال في الغرفة .

    نظرت بدهشة إليها .. أدهشتني نظراتها المفزوعة التي لم أرها هكذا .

    تمتمت : ماذا هناك يا جدتي .. لم أنت هكذا واقفة … وصمت .

    تذكرت وفكرت لم هي هكذا واقفة .. الفتاة خرجت منذ دقائق قليلة من الغرفة .. وهي تبعتها .. بالتأكيد صادفتها في الممر المؤدي إلى غرفتي .. حاولت أن أقول شيئا .. لكن لساني التوى إلى الداخل .. ماذا أقول ؟ .. شاهدتها تحملق في ثيابي ثم في جسدي نصف العاري ، وراحت تتكلم بكلمات متقاطعة .. استغفر الله .. استغفر الله .. ثم صرخت ، فركضت نحوها لأسكتها .. لكنها قذفتني إلى الأرض .. لا أدري من أين جاءت بهذه القوة .. كنت أصرخ بها : لم يحدث شيئ .. لم يحدث شيئ .. إنها لم تكن تعلم بوجودي .. كنت في …

    قذفت في وجهي كلمات كانت تلحقها رشات من لعابها : هي قالت لي بأنها كانت تنظف الغرفة .. لقد رأيتها تدخل منذ ساعة ماذا أقول لا .. يا للفضيحة .

    حاولت أن أفهمها بأنني كنت مختبئا تحت السرير عندما دخلت .. لكنها لم تصدق .. وأصرت على نشر الخبر .. خبيثة وعنيدة .. حتى وصل الأمر إلى حد المساومة فطلبت مني أن أسجل نصف الأرض التي ورثتها من أمي باسمها ففعلت ذلك غصبا .. ثم قالت وقد لمعت على شفتيها ابتسامة خبيثة :

    رتب ثيابك .. وارحل الآن ولا تعود أبدا .

    هززت رأسي موافقا .. ثم سألتها بحذر : وهي ؟ !

    أجابت وهي تطوي الورقة ثم تضعها في صدرها المهترى : قلق عليها .

    قالت ذلك ساخرة وكأنها تتكلم عن حشرة .. تابعت وقدمت وجهها نحوي : سوف أطردها .

    كنت دائما أكره رائحتها ، فجسدها دائما مبلل بالدهون .. لكن تلك الرائحة قد اختفت الآن .

    أشم رائحة أخرى ليس منها .. رائحة خوف .. قلت وأنا أحاول أن أخفي اهتزاز جسدي الغريب : جدتي أرجوك .. إنها بريء..ة .

    قالت وهي تدير لي جسدها ، صه .. ارحل الآن .

    كم تمنيت دوما أن أحطم هذا الجسد الهزيل .. لكنني ، الآن ، أرى نفسي عاجزا حتى عن رفع يدي عاليا .

    ما كادت قدماي تلج إلى السيارة حتى سمعت صرخة قوية لن أنساها أبدا .. كانت صرخة امرأة عمي .

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصة الرائحة المحرمة

    تعليقات الزوار ()