بتـــــاريخ : 10/14/2008 3:53:29 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 963 0


    لوحت بيدي مودعاً

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د.طارق بكري | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة لوحت بيدي مودعاً

    لوحت بيدي مودعاً

    لكننا.. فجأة.. وقبل أن تكتمل فصول روايتنا.. غيّرنا الواقع وبدّلناه.. ‏
    غير أني ما تغيّرت ولا تبدلت.. لكنْ تقزّمت في نفسي وقائع الأحلام.. ‏
    ولم تتقزم هي عندي ولم تتبدد..‏
    ‏"لستُ أنا من يبيعك الوهم".. ‏
    لم تقلها.. ومع ذلك سمعتها..‏
    قلت برهبة: "جدر عالية.. لم تبدُ في أحلامي..".‏
    سمعتُ من بعيد.. جملة مكررة أبغضها: (الأحلام شيء والواقع شيء آخر)..‏
    خَطفت قلبي من ورائي.. ثقبت فيه نفقاً.. لم يعد هناك حلم يجرؤ أن يقع فيه.. حملت أوراقي ‏وصمتي - وربما مصيبتي - لم أتمالك حتى أن ألقي تحية.. ومن بعيد.. كمن يخشى نفسه.. كفارس ‏سقط من صهوة جواده في قلب معركة.. لوّحت بيدي مودعاً.. قبل أنْ أعود جاثياً... ‏
    لم أعرف قبلها (أنثى) حرون مثلها.. ‏
    فيها ما ليس بغيرها.. اكتشفتُ أشياء وأشياء.. لكنها قاومت.. قاتلت كلّ الأحلام.. ولم تنتصر.. ‏
    صاحت: "لا للأحلام..". ‏
    وعندما هوت الأحلام تحت قدميها.. لم تدسها.. فهي لا تعرف أن تدوس من تكره فكيف من ‏تحب؟!‏
    لم ترفض.. ‏
    لم تعترض.. ‏
    لكنها لا تستسلم.. "أنت جرئ جداً.. أنا لا أحبك ولا أكرهك.. ربما مع الأيام أحبك".‏
    عطرها طبيعي.. "لا أحب المساحيق.. أنتِ أجمل من الحلم نفسه"..‏
    تضحك بلطف، تنظر إلى أعلى.. ثم تعود للنظر نحوي نظرات حالمة: "أما زلت تحلم؟!".‏
    ‏"الحلم صديقي ورفيق دربي.. وأنت أعظم أحلامي"..‏
    ‏"ألم يقل لك أحد من قبل أنك نصاب؟".‏
    ‏"هل تسمحي؟".‏
    ‏"بماذا؟".‏
    ‏"أريد أن أقبل أصابع قدميك"..‏
    تطل دهشة من عينيها.. ترفض ببريق عجيب.. "مستحيل".‏
    ‏"أرجوك".‏
    ‏"مستحيل.. كيف.. كيف؟ لا يمكن..".‏
    تضم يديها إلى صدرها بخوف، مع أنّ كثراً حاولوا تقبيل تراب يقع من أسفل نعلها، باهظ الثمن.‏
    كانت عندي أثمن من كل الوجود.. وكنت لها أثمن من (لثم قدم).. ‏
    قالت بحزم: "لا توجد مرة ثانية..".‏
    اعتدت أن استجيب لها بلا نقاش.. ومضيتُ حيث لا أعود.. مضيت إلى مجهول.. ‏
    إلى عالم لا يعرف كيف يحلم؟؟.. كيف يمضي؟؟.. ‏
    غادرتُ بلاداً وبلاداً.. قطعت جبالاً وودياناً.. ‏
    مشيت نحو الضياع بقدمي هاتين.. غرزتُ في عمق أحلامي خنجراً مسنوناً..‏
    لكنها بقيت.. ‏
    تصنع كل تفاصيلي.. تجعل مني قطعاً لألعابها الصغيرة.. ‏
    تشعل في أنفاسي مشاعرها الرقيقة.. ‏
    وترسم في مخيلتي طقوسها الفريدة..‏
    وبقيت كل الأحلام.. تاجاً مرصعاً على هامتها.. وبقيت أنا مصلوباً على جدران مدينتها.. ‏
    أخط في جوار الوتد المغروز في كفيّ الداميتين: "لا تسألوني ما اسمه حبيبي".

    كلمات مفتاحية  :
    قصة لوحت بيدي مودعاً

    تعليقات الزوار ()