بتـــــاريخ : 10/14/2008 3:51:38 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1266 0


    ريشة شاعر

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : د.طارق بكري | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة ريشة شاعر

    ريشة شاعر
    وفي يوم.. ساعة مساء.. ‏
    والمساء في نفسي مزدحم على الدوام.. ‏
    مساء رسمته ريشة (أبوماضي) السحرية من شعر وأحلام.. ودمع وأمل. ‏
    ذاك مساء رأيتها حلماً متجلياً بصفاء، أو ربما طيفاً عابراً كضياءً..‏
    كانت نجوم سمائي في أمكنتها كالعادة.. ترسم في ليالي نفسي هشيماً من فرح..‏
    كان مساء لألاء وضاء.. ‏
    طيف ظهر دون استئذان.. ‏
    نبت كريحانة في أرض تكاد تموت من العطش..‏
    أشرق كشمس في ليلة ليلاء... ‏
    ودون توقّع وترقّب.. هلّت نسائم عطرية سحريّة.. جاءت من بعد أحلام.. ‏
    توسدت قلباً.. بل تملكته.. وهو لها من قبل أن تشرق ذلك المساء.. ‏
    لم يصدق القلب ما يرى.. لم يع للفراغ امتلاءً كلحظتها.. ولم تدرك الروح انطلاقاً كلحظتها.. ‏
    تجمّعتُ حول نفسي أبحث عن أجزائي المبعثرة المفقودة.. ‏
    تفرّستُ في حقيقتها.. في جوهرها.. في حركاتها وسكناتها.. وصحت في أعماقي: "ألستُ أحلم؟! ‏أليس حلماً أن تتجسد الأحلام أمامناً.. فلا نصدق ما تراه العين وما تسمعه الأذن..".‏
    ‏(عجباً لأمرك أيها الإنسان.. كأنّ خبزك اليومي لا يمكن أنْ يكون غير عذاب.. غير قهر.. تكتب ‏على نفسك الألم حتى في لحظات الفرح.. عندما تكون شاباً تفكر دائماً بالهرم.. وعندما تكون غنياً ‏تخاف دائماً الفقر.. وعندما تكبر تتحسر على أيام الشباب).‏
    صارت نظراتي ترتجف في اللحظة الأولى .. وكنت بتفاصيلي أرتعد مثل نور مصباح جدتي ‏القديم.. ‏
    قد يكون ذلك مجرد توجّس لا مبرر له.. أو صدمة غير متوقعة.. ربما.. لست أدري..‏
    ثم توارت في حجاب.. كنجمة خلف سحابة.. تسرق الأحلام من واقعها.. تملأ البحر ماء.. تزرع ‏شهب السماء.. ‏
    لكنها وفي كل حال بديعة كتلك اللحظة.. فما أبدع الأحلام حين تتراءى في جنبات حقيقتها!.. ما ‏أنبه النفس حين تتقمص أحلاماً تضيء في دياجير لا تنتهي!.. ‏
    وفي لحظات تبدّل كلّ شيء... ‏
    لم يعد المكان هو المكان.. ولا الزمان هو الزمان.. هي هي.. أما أنا فلست أنا...‏
    كانت الأفكار تترى.. تتصاعد مثل دخان مدفئة حطب في ليلة شتوية باردة...‏
    تجمدت ألأطراف.. ‏
    ابتلعت ريقي.. ‏
    لكن الريق انقطع.. ‏
    سمعت صوت فيروز يتراقص مغرداً من بعيد..‏
    ‏ ‏
    ‏(ما تاري الكلام بيضلو كلام ‏
    وكل شي بيخلص حتى الأحلام) ‏

    فهل الأحلام تنتهي حقاً؟؟؟.. هذا مستحيل.. فالحياة مجموعة أحلام.. والحياة لا تتوقف إلاّ ‏بالموت.. وحتى إننا نحلم بالحياة ما بعد الموت، فكيف تموت الأحلام وتنتهي..!‏

    ورحت أنشد مع فيروز في همس وخشوع:‏

    لاتسألوني ما اسمه حبيبي.. ‏
    أخشى عليكم ضوعة الطـّـيوب.. ‏
    والله لو بحت بأيّ حرف.. ‏
    تكـدّس الليلك في الدروب.. ‏
    لاتسألوني ما اسمه.. ما اسمه.. ‏
    ما اسمه حبيبي..‏
    ترونه في ضحكة السّواقي... ‏
    في رفـّـة الفراشة اللعوب.. ‏
    في البحر في تدفق المراعي..‏
    وفي غناء كلِّ عندليب.. ‏
    في أدمع الشـّـتاء حين يبكي.. ‏
    وفي عطاء الديمة السّكوب..‏
    محاسن لا ضمـّـها كتاب.. ‏
    ولا ادّعتها ريشة الأديب..‏
    لاتسألوني.. ما اسمه.. ‏
    كــفــاكــم.. فلن أبــوح باســمه.. ‏
    حــبــيــبــي

    كلمات مفتاحية  :
    قصة ريشة شاعر

    تعليقات الزوار ()