بتـــــاريخ : 10/12/2008 7:58:06 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1193 0


    بعد إقلاع الطائرة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أحمد ثروت القاضي | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة بعد إقلاع الطائرة

     

    أعشق تلك الأوقات التي تلي إقلاع الطائرة مباشرة .. أنقطع عن العالم وينقطع العالم عني .. تتوقف الحياة في جهازهاتفي النقال رغما عن أنف الجميع .. ألعن ذلك الجهاز ولكنني لا يمكنني أن أحيا بدونة .. الآن فقط لن يستطيع أحد أن يصل إلي وكأنني قد رفعت إلى السماء مؤقتا .. إنه وقت للراحة لا أنعم به أبدا وأنا على سطح الأرض سواء كان الوقت صباحا أو مساء .. أسافر كثيرا جدا ومع ذلك أنتظر السفر بفرحة شديدة .. فهو الوقت الوحيد الذي أختلي فيه بنفسي وأنا على يقين بأنني لن يزعجني أحد مهما حدث
     
     

     

     
    أبدء في طقوسي المعتادة .. أضع سماعات الأذن لكي أستمع إلى بعض الأغاني أو الموسيقى الخفيفة .. يخيل إلي وكأن جميع الطائرات قد جهزت بالأغاني التي تذكرني بجراح قلبي التي لا تطيب رغم الزمان .. أنظر إلى ذلك الجالس بجواري أو الجالسة أمامي .. الجميع يتبع نفس طقوسي تقريبا .. هل كل هؤلاء جرحى من داخلهم مثلي؟ ربما .. أبتسم من غرابة تفكيري وأطرده بعيدا .. أسرح بخيالي مع نغمات الأغاني مرة أخرى .. أجدني أتذكرعينيها رغما عني

     

    تتسارع في عيني جميع لحظاتي معها .. أحس بطعم حلاوة أيام حبي لها .. كانت أحلى أيامي على الإطلاق .. أو يمكنني أن أدعي أنها الأيام الوحيدة التي شعرت فيها بأنني على قيد الحياة .. لا أعلم إذا كانت تدري بأنني مسافر الآن أم لا .. كانت دائما تتظرني كي أطمئنها على سلامة وصولي مهما كان الوقت متأخرا .. تخبرني كل مرة أنها لازالت تنتظر تلك المرة التي أسافر فيها .. إليها هي

     

    عندما أشعر بتلك القطرات التي بللت وجنتي .. أدرك أنني أبكي بشدة دون أن أدري .. لازلت أبكي كلما تذكرت أنها تركتني ذات يوم وهي تعلم أنها كل الحياة بالنسبة لي .. وبدونها أنا مجرد قطعة من الجماد تتحرك أمام الناس .. شعرت يوم أن إختفت من حياتي وكأن روحي قد فاضت رغم أنني ما زلت أتنقل على سطح تلك الأرض .. لا معنى للحياة منذ ذلك اليوم وحتى الآن .. وربما لأيام طويلة قادمة

     

    يعلن قائد الطائرة عن الإستعداد للهبوط .. سأعود إلى الإتصال بالعالم مرة أخرى بعد لحظات .. سيتوقف إنفرادي بنفسي الآن وسأبدأ إنشغالي من جديد .. وسأتمكن من تناسي ذكراها مجددا .. كم أمقت تلك الأوقات التي تلي إقلاع الطائرة

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصة بعد إقلاع الطائرة

    تعليقات الزوار ()