بتـــــاريخ : 10/12/2008 7:55:49 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 432 0


    تبا لتلك الشهرة

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أحمد ثروت القاضي | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    تبا لتلك الشهرة

     

    أعلم أنني لن أتزوجها .. وهي تعلم ذلك أيضا .. لكنني لم أكن أستطيع أن أحيا بدونها يوما واحدا .. بل ساعة واحدة .. فقد كانت بالنسبة لي هي كل الدنيا .. كانت لي هي كل الأشياء .. لا زلت أذكر أنها كانت السبب الرئيسي فيما وصلت إليه الآن .. لكنني إفتقدتها بعد أن أوصلتني إلى القمة .. يجول كل ذلك بخاطري وأنا أعلم أن المذيع التليفزيوني ينتظرني كي أجاوبه على سؤاله الأخير .. أبتسم إبتسامة دون روح .. أجيبه بنفس الإجابة الكاذبة التي أمقتها .. نفس الإجابة التي التي طالما كررتها في كل مقابلاتي التليفزيونية .. نفس الإجابة التي زادت من شهرتي أكثر وأكثر كشاعر كبير: إنها زوجتي الحبيبة .. ملهمتي في كل وقت وفي كل أوان
     
     

     

     
    يروق للناس دوما أن يروا الإنسان الناجح مستقرا في حياته الأسرية .. يعشقون رؤيته في صورة المحب لزوجته المستقر في بيته .. يشيدون به ويلتفون حوله أكثر إذا ما رأوه كذلك .. لذلك كان لزاما علي أن أكذب .. لكن كل ذلك لا يعنيني .. ما يعنيني الآن هو أنني لا أستطيع أن أتقابل مع حبيبتي في الأماكن العامة بعد أن أصبحت مشهورا

     

    يجول طيفها في خيالي وأنا أتهيأ للرحيل من مبنى التليفزيون .. كانت تقرأ أشعاري وتعجب بها بينما كانت زوجتي تسخر مما أكتبه .. كنت أهرب إليها متعللا بأنني أريد أن أريها قصيدة جديدة .. لكنها في الحقيقة كانت تلهمني أكثر وأكثر .. كانت دائما تشجعني على أن أطرق أبواب دور النشر المختلفة .. بل هي من ساعدتني في التعرف على بعض الناشرين .. فقد كانت الملهمة .. وكانت الدليل

     

    لقاء تليفزيوني آخر .. يسألني المذيع هذه المرة سؤالا جديدا مختلفا: لم توقفت عن كتابة الشعر طوال تلك المدة الطويلة؟ أين هي أعمالك وإبداعاتك الجديدة؟ لا أعلم بماذا اجيبه هذه المرة .. لم أتقابل مع ملهمتي منذ شهور طويلة .. ولم أكتب بيتا واحد من الشعر منذ أمد بعيد .. هل أصارحه بحقيقة ملهمتي الحقيقية التي كانت سببا فيما وصلت إليه؟ أأهدم منزلي المستقر كي أتمكن من كتابة الشعر مرة أخرى؟ ألح على المذيع في سؤاله .. أحرجني كثيرا بإلحاحه ذلك .. كانت مفاجأة مدوية عندما أعلنت أمامه عن إعتزالي كتابة الشعر إلى الأبد

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    تبا لتلك الشهرة

    تعليقات الزوار ()