بتـــــاريخ : 10/12/2008 7:54:32 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 935 0


    إبتسمت

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أحمد ثروت القاضي | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة إبتسمت

     

    قررت اليوم أخيرا أن تحيا تجربة جديدة .. قررت أن تسير على غير هدي .. كان دائما ينصحها بذلك .. قال لها ذات يوم: أتدرين كيف يمكننا أن نستدعي الذكريات؟ فقط سيري هكذا في طرقات المدينة متوجهة إلى اللامكان .. لا تقيدي عقلك بأية حدود أو إتجاهات .. جربي ذلك يوما .. وستتفاجئي بأنك ستذكريني .. أعدك بذلك .. صدقيني

     
     

     

     
     

     

    خطت أولى خطواتها وهي تقاوم عقلها في أن يفكر في أي شيء .. تفاجئت أمامها بمفترق للطريق وكأنه قد إفتتح لها خصيصا في تلك اللحظة .. ترددت لثوان .. أتسير يمينا أم يسارا؟ عليها ألا تتقيد بأية حدود أوإتجاهات .. هكذا قال لها .. إنها تذكره فعلا كما وعدها .. إبتسمت .. توجهت يمينا دون أن تفكر لماذا .. فهي تسير على غير هدي كما نصحها

     

     

     

    لطيف ذلك المقهي الجديد الراقي .. أحبت واجهته الزجاجية البنية اللون .. تبدو من خلفها أشباح بعض القتيات والفتيان يتسامرن في سعادة واضحة .. لمحت إحداهن وهي تضع يدها في راحة يد حبيبها الذي تجلس معه .. تذكرته عندما قال لها يوما: أريد أن أضمك إلى صدري .. إستغربت كلماته وجرأته في أن يطلب ذلك منها أمام الجميع .. لكنه فاجئها بأن أمسك يدها بكلتا يديه .. قال لها: الآن أحس بأنني أحضنك ..  يكفيني أن أحس بيديك بين يدي .. عجبا .. إنها تذكره فعلا كما وعدها .. وإبتسمت

     

     

     

    لم تفكر أبدا في أن تتناول أي طعام داخل ذلك المطعم الصيني العتيق .. يبدو لها وكأنه أحد الآثار المتحفية القديمة رغم كونه جميلا ومرتبا أيضا .. قال لها يوما: يتوجب عليك أن تسافري إلى الصين ذات يوم .. ستفتقدين ربع مشاهدات العالم إذا لم تذهبي إلى هناك .. إنها تذكره فعلا كما وعدها .. وإبتسمت

     

     

     

    مفترق طريق آخر .. لماذا كثرت تلك الإختيارات في هذه الأيام؟ كانت الطرقات كلها موحدة الإتجاه قبل ذلك .. يتعين عليها أن تختار .. لكنها لا بد وألا تتقيد بوجهة محددة كما نصحها .. إختارت أن تسير يمينا مرة أخرى دون أن تقرر الهدف من ذلك الإختيار .. إنها تذكره فعلا كما وعدها .. وإبتسمت 

     

    أوشكت الشمس على أن تغرب .. ستظلم السماء عما قريب .. لابد وأن تعود إلى منزلها الآن .. تذكرته عندما قال: أن عليها ألا تتقيد بأية حدود أوإتجاهات .. لكنها الآن مرغمة على أن تحدد إتجاها محددا يعود بها نحو منزلها .. تبا .. ستفسد تلك الجولة التي بدأتها لأول مرة .. لن تسير على غير هدي الآن .. هل ستفقد الآن الذكريات لمجرد أنها لن تسير على غير هدي؟ لا .. لن تسمح بأن تفقد الذكريات .. ستعتصر رأسها لكي تذكره .. نعم تذكره .. لازالت تذكره .. إنها تذكره فعلا كما وعدها .. إبتسمت .. ثم أجهشت في بكاء طويل

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصة إبتسمت

    تعليقات الزوار ()