بتـــــاريخ : 10/12/2008 7:50:30 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1017 0


    كان ذلك عندما قرأت

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أحمد ثروت القاضي | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :

    أخذت قرارا جريئا بأنا تقتحم مكتبة زوجها لتنظفها .. خمس سنوات مرت وهو يمنعها من أن تحرك ورقة واحدة من تلك التلال التي تملأها .. لكن عدد الكتب وحجم الأوراق زاد عن الحد لدرجة تنذر بخطر شديد من وجود الحشرات والقوارض .. كان ولابد أن تنظف تلك المكتبة ولو بالقوة .

     

    إستغلت سفره لعدة أيام وبدأت في مهمتها الصعبة .. كانت مهمة غاية في القسوة .. لاحظت أن زوجها على إطلاع واسع بشتى فروع العلم والأدب والدين .. بل إنها وجدت كتبا تتحدث أيضا عن ممارسة الجنس .. ضحكت كثيرا عندما عرفت عنه ذلك .. وبينما هي ترتب وتنظم وتنظف .. وجدت ملفا كبيرا مكتوب عليه: مذكراتي .. تصفحته في فضول سطحي .. وجدت أن الأوراق تحمل تاريخا قديما .. يسبق سنوات زواجهما بكثير .. نظفت الملف بعناية وجلست على الأرض وقد بدأ الفضول يتملكها أكثر وأكثر.

     

    وقرأت: السنة الأولى بعد تخرجي من الجامعة .. أكان كل ذلك وهما؟ لقد كنا على إتفاق تام في كل الطباع .. يندر الزمان بأن أجد مثلها في مثل هذا التوافق .. وأنا متأكد أنها لن تجد من يتوافق معها مثلي .. كيف تركتني هكذا عند أول إختبار لحبنا؟ ألم يكن ما بيننا حبا أم وهما؟ أتتركيني هكذا وقلبي ينزف دمعا؟.

     

    ثم قرأت: السنة الرابعة بعد تخرجي من الجامعة .. مللت من كل تلك الضغوط التي تمارسها أسرتي علي لكي أتزوج .. قابلت فتيات كثيرات من كل نوع .. عبثا أن أجد من تتوافق معي كما كانت حبيبتي الأولى .. هل أستمر في البحث عنها أم أستسلم للحياة التقليدية؟ مللت الإنتظار .. ومللت البحث

     

     

     وقرأت: السنة العاشرة بعد تخرجي من الجامعة.. أتزوج الآن كما تزوج أبي وجدي .. أتزوج لأنني لابد أن أتزوج .. لا أدري كيف شعور زوجتي هي أيضا الآن .. أخالها سعيدة بالزواج .. ولا أنكر بعضا من السعادة بداخلي أنا أيضا .. لكنها ليست متوافقة معي كحبيبتي الأولى .. وأنا لن أرهق نفسي بالبحث عن نسختها المستحيلة الوجود.

     

    ثم قرأت: السنة الحادية عشرة بعد تخرجي من الجامعة .. السنة الأولى بعد زواجي .. بيني وبين زوجتي حائط ضخم وطفلة صغيرة .. لا أستطيع تحطيم هذا الحائط .. والحائط يزداد علوا يوما بعد يوم .. ولا أستطيع أن أغادر المكان .. كائن ما يربطني بها ولا أريد أن أسبب له ألما في المستقبل .

     

    ثم قرأت: السنة الثالثة عشرة بعد تخرجي من الجامعة .. السنة الثالثة بعد زواجي .. زوجتي لم تشعر بعد بأن بيني وبينها حواجز كثيرة .. تلح علي في أن ننجب طفلا آخر .. لا أدري لما أتردد .. فالرابط بيننا موجود بالفعل .. هل ستقوى الروابط إذا زاد عدد الأطفال فيما بيننا؟ فلننجب طفلا آخر .. لن يغير ذلك من الأمر شيئا .. ولربما أزال ذلك الطفل بعضا من الحواجز.

     

    وقرأت: السنة الخامسة عشرة بعد تخرجي من الجمعة .. السنة الخامسة بعد زواجي .. لم تتغير حبيبتي القديمة رغم كل تلك السنوات الطويلة .. أرهقتنا الحياة ونحن متباعدان وأخيرا وجدنا أنفسنا من جديد .. ندمت حبيبتي كثيرا على أنها تركتني .. وأنا سامحتها لأنني لا أريد أن أفتقدها مرة أخرى .. لكن يكون هناك في العمر خمسة عشرة سنة أخرى كي نضيعها .. فلنستعيد كل ما فاتنا في الماضي إبتداء من الآن.

     

    قلبت الصفحة التالية .. وكتبت: السنة السادسة عشرة بعد تخرجي من الجامعة .. السنة الأولى بعد طلاقي

     

     
    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()