بتـــــاريخ : 10/12/2008 6:38:37 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 298 0

    موضوعات متعلقة


    ثقافة التطوع الغائبة طوق النجاة

    الناقل : ام احمد | العمر :41 | الكاتب الأصلى : ياسر رفعت | المصدر : al7our.maktoobblog.com

    كلمات مفتاحية  :
    التطوع
    264333
    كلما نظرتُ في تجربة بنك الطعام المصري والتي ترفع شعار ( معاً ضد الجوع ) ازددتُ يقيناً بأن ( العمل التطوعي ) هو أحد أهم ركائز الإنقاذ في المجتمع العربي عامة والمصري خاصة في ظل تراجع الأداء الرسمي الحكومي علي كل الأصعدة ! وفي ظل التصاعد المستمر لمنحني الفقر والجوع والعوز في تلك المجتمعات !!
    وهو نفس الشعور الذي ينتابني وأنا أتابع مشاريع الداعية عمرو خالد التنموية والمجتمعية والتي كان منها مشروعه الخاص بمكافحة الإدمان والمخدرات والذي حقق نجاحات جيدة تُغري الجميع بالتأمل فيها والوقوف علي ما فيها من أسرار !! .....
     ولعلك تقف مُتعجباً من فريق العمل الشبابي والمُسانِد لعمرو خالد وهو يبذل قصاري جهده وعصارة فكره ويسخر قدراته وإمكاناته وإبداعاته للمشاريع الذكورة وعبر منظومة بذل وعطاء متناغمة ومتراصة بكل يسر الناظرين .... فتقول وأنت تخاطب نفسك : إن فريقا بهذا الحال يستحق أن ينال احترام وتقدير المجتمع وأن يتفاعل معه الجميع ....
    وأنا لا أنكر أن وراء التجربتين المذكورتين دعماً إعلاميا ودعائياً ضخماً رسمياً وغير رسمي يساهم بقدر كبير في تحقيق أهدافهما وتعريف القاصي والداني بهما ! ... وهو ما لفت نظري قبل يومين وأثناء استضافة عمرو أديب للقائمين علي مشروع بنك الطعام ! مما يساهم في تحقيق نجاحات كبيرة للمشروع ؛ ربما يكون أقلها الحصول علي 10 مليون جنيه من متبرع واحد وعبر اتصال تليفوني قصير لم يستمر إلا بضع ثواني !!
    وهذا هو نفس ما حدث مع مشروع عمرو خالد مما وفر له زخما إعلامياً أحدث صخباً مجتمعيا مما جعل المشروع حديث الناس في الشارع والمجالس !....
     
    الإسلام وثقافة التطوع :
     
    وأجد رابطا مهما بين كلمتي ( الوقف ) و ( التطوع ) في أثناء تصفحي لأوراق الشريعة الإسلامية ومقاصدها ! فكلاهما ( صدقة جارية ) تبغي الصالح العام ورفع الحرج عن العباد ونصرة الدين وتحسين صورته ! ومن هنا فإنه يجب النظر إلي العمل التطوعي علي أنه حق خالص للمجتمع بكل أفراده وفئاته ؛ كلٌ بما يُحسِن وجيد (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) (التغابن:16).... وهي آية عظيمة مليئة بالعبر وتستأهل التدبر وتُعتبر أصلا في الموضوع المذكور ... ولها نظائر متعددة في القرآن الكريم ..
     
    والإسلام يجعل التطوع باباً لحصول الأجر والفضل والمنزلة العلية في الآخرة ! بل ويجعله بابا لتحقيق المراد من حاجات الدنيا وفي النصوص النبوية دلالات كثيرة علي هذا المعني منها ما رواه الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : (( أتي النبيَّ صلي الله عليه وسلم رجلٌ يشكو قسوة قلبه !
    قال صلي الله عله وسلم : أتحب أن يلين قلبك ؟ وتدرك حاجتك ؟!
    ارحم اليتيم .. وامسح رأسه ... وأطعمه من طعامك !
    يلن قلبك ...... و تدرك حاجتك )) – الصحيحة 854 –
     
    وهو صريح مباشر في المعني المقصود ! ... والذي يجعل للعمل التطوعي في الإسلام ميزات متعددة ....
    ..................
     
     
    التطوع حق الوطن :
     
     
    فالتطوع الذي يُجمل صورة الوطن ! كنظافة شارع وإصلاح طريق وتزيين مباني وتعليم الأميين وتطوير إمكانات وقدرات الشباب والنساء و ..... ؛ كل ذلك يزيد من انتماء هؤلاء المتطوعين لأوطانهم .....
    فهم يبحثون عن مصلحة الوطن والمواطن ويسدون الخلل الحكومي العاجز عن تحصيلها ! ويحتسبون عند الله أجرهم ..
    وكل هذا من أجل أن تكون أوطاننا أجمل ؛ ومعيشة الناس فيها أيسر ! فكما أننا شركاء في الهم والضيق والغلاء !! فإننا حتما شركاء في العلاج والتصدي والمواجهة لمثل تلك المصايب التي وقعت علينا !
    وقد تتعجب وأنت تطالع الدراسات التي تتابع الشأن الأهلي والتطوعي في عالمنا العربي والتي رصدت أنه قد بلغ عدد المنظمات الأهلية التي جرى إشهارها قانونيًا في 8 دول عربية في العام 2002 وحده !! إلي 8590  منظمة ، منها 7000 جمعية ومنظمة في المملكة المغربية وحدها ، تليها - بفارق كبير- مصر التي شهدت تسجيل وإشهار 700 جمعية ومنظمة أهلية جديدة ، ثم اليمن (326) ، ولبنان (219) ، وتونس (157) ، والسودان (112) ، والبحرين (58) ، وسوريا (18) . إضافة إلى تسجيل وإشهار 5 مبرات خيرية في دولة الكويت. !!!
    ونحن نسأل بدورنا هل هذه الكيانات التطوعية تؤتي أكلها أم أصبحت عبئاً علي العمل المجتمعي العام !
    وفي أقل درجات تفاعلنا مع هذه الأرقام فإننا نود أن تتم عملية تصحيحية تستهدف تفعليها والاستفادة منها !!
     
    التطوع والشباب :
     
    وإن كان المجتمع كله مُخَاطَباً بتفعيل ثقافة التطوع فإننا نري أن الشباب هم الأحق بها وأهلها ! وهم في فترات العطاء والبذل وما أحلي أن ينشأ الشاب في طاعة الله وفي حب وطنه ومجتمعه وأهل العوز فيه
    وتجربة الداعية عمرو خالد في صناع الحياة وغيرها تؤكد المعني وهو أكبر إنجازات عمرو خالد ؛ إذ استطاع توفير كتائب تطوعية من الشباب !! وفتح لهم آفاق العمل المجتمعي التطوعي والإغاثي والتنموي ..
    وهو ما ينبغي أن يُحسَب للرجل ولمشروعه الضخم !....
    ولا يستطيع منصف أن تغافل عن دور العمل التطوعي في تعزيز انتماء ومشاركة الشباب في مجتمعهم ومشاكله !! ؛ وكذلك دوره في تنمية قدراتهم ومهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية .
    كما أنه أحد أهم الأبواب المطروقة من أجل إحداث التغيير والإصلاح في المجتمع ! وهو باب يتيح للشباب الفرصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم في القضايا العامة ...
     
     
     
    ثقافة التطوع ما زالت مفقودة
     
     
    وهي النقطة التي ينبغي علي كل صاحب مشروع إصلاحي ونهضوي أن ينتبه إليها ! فما زلنا نتحدث مع مجتمع لاهٍ ! ومع شعب مفصول بقوة عن همومه المستقبلية وتحديات مجتمعه ! ....
    إننا نتحدث عن شباب فقد الانتماء لوطنه وينتظر الساعة التي يفارقه فيها بغير عودة ! حتي وإن كانت تلك المغادرة مجرد مغامرة قد تُفقده حياته وهو هارب في إحدي السفن الغارقة في البحر المتوسط ليصل إلي أوروبا !!
    إننا نتحدث عن مجتمع لا يعي مستقبله ولا ينظر إليه !! وهو علي أعتاب الضياع إن لم يتدارك المصلحون الأمر ويجددون خطابهم ! ويتعاملون بشكل أكثر عملية مع تلك المشاكل والهموم التي غرق فيها المجتمع !!
    ولعلنا نثير قضية ( التطوع ) من هذا الباب ! والذي نظن أنه أحد أطواق النجاة المتاحة حتي يتيسر لنا إنقاذ هذا المجتمع عامة ... وشبابه خاصة !!......
     
     
     وهو ما سنتكلم عنه لاحقاً بعون الله تعالي
    كلمات مفتاحية  :
    التطوع

    تعليقات الزوار ()