بتـــــاريخ : 10/12/2008 6:26:18 PM
الفــــــــئة
  • طرائف وعجائب
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 402 0

    موضوعات متعلقة


    العبرة فى قصة احمد بن نصر الخزاعى

    الناقل : ام احمد | العمر :41 | المصدر : al7our.maktoobblog.com

    كلمات مفتاحية  :
    الشخصيات

    هذه قصة يحوطها جلال الشهادة ! وقد فاحت من بين كلماتها رائحة الجنة ! ولها عبق خاص يجعلها عنوان الأصالة والرفعة ! ؛ وبطلها رجل فاضل نبل عاش همَّ أمته وتحرك به ! وهو فيما أزعم أول من أًصَّلَ للفكر الإسلامي الحركي والتنظيمي الرافض لبدع أهل الحكم وفسوقهم ! وكان صاحب مشروع تغييري كامل ! وله منهج وأتباع ورصيد فقهي مذهل ! وإن كنتُ – شخصياً – لا أري رجحان رأيه في خروجه علي الحاكم بسبب فرية ( خلق القرآن ) !..
     
    ولقد دلنا الأستاذ محمد أحمد الراشد علي الرجل في تسجيل قديم له وعبر محاضرة أعتبرها من كنوز الانترنت ؛ ثم سجل قصته في بعض كتبه الحديثة ... حتي أجد نفسي مضطراً لتذكره وأنا أتصفح كتاب الراشد الجديد ( منهجية التربية الدعوية ) وكأن الراشد يقصده بكلامه لمّا قال : ((  .... فالنتيجة المقصودة من التربية الدعوية هي صناعة مؤمن واع يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويتقن عملاً شمن أشكال العمل الكثيرة التنوع التي يتألف من مجموعها الأداء الدعوي الشمولي ويكون مستعداً لبذل روحه ودمه في سبيل الله إذا اقتضى الصراع ذلك.... ))
     
    إنه الإمام الحافظ الثقة أحمد بن نصر الخزاعي والذي أجمع العلماء – في حدود علمي - علي توثيقه بل بالغ يحيي بن معين- وقد عاصره -  في توثيقه علي تشدده في ذلك ! وما كان يذكره إلا قال (( ختم الله له بالشهادة )) وبمثله كان يتحدث الإمام أحمد بن حنبل عن الرجل حتي قال : (( رحمه  الله ما كان أسخاه  بنفسه  لله !! ، لقد جاد بنفسه له  !! )) ...
     
     
    ولقد نال الرجلُ الشهادة – نحسبه كذلك والله حسيبه – في العام 231 من الهجرة ! وهو .. هو نفس العام الذي شاركه الشهادة فيه الإمام البويطي لما قتله الواثق أيضاً بسبب تلك الفتنة ... ومما يؤثر عن الرجل العظيم – البويطي- أنه قال وهو يُساق للموت (( .... ولأموتن في حديدي هذا حتى يأتي قوم يعلمون أنه قد مات في هذا الشأن قوم في حديدهم  ...)) .... وجاء القوم !! وعلموا !! وترحموا علي الرجل الفاضل وكل من قام لله بحجة !
     
    ............................
     
    فقه آخر !!
     
     
    كان أحمد بن نصر الخزاعي صاحب فقه ورواية ! ولم يكن في مستنداته الفقهية وأسانيده الشرعية ما يسوغ له الصمت والقعود عن فتنة ( خلق القرآن ) تلك وبدع أهل الحكم فيها ! ولم يستحسن مواقف أهل العلم ساعتها وإن كانوا ثقات عدول من أصل الصلاح .. فالصمت والتواري لا يكفي ! ولابد من فعل !!
     
    فقام الرجل وبالغ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ! وأيده من العلماء كثيرون ؛ ومن العامة كثيرون ! حتي بايعوه علي ذلك ! وقد تطور فقهه حتي دعاهم للخروج علي الواثق وبدعته ! وكأن قناعاته تقول :
     
     الذين يعرفون متى يواجهون ومتى لا يواجهون سينتصرون .....
    الذين يعرفون كيف يستفيدون من الكثرة والقلة سينتصرون
    الذين يتفقون على الأهداف الكبرى والصغرى سينتصرون
    الذين يستعدون وينتظرون لحظة عدم استعداد الخصم سينتصرون
     
    وصنع الرجل تشكيلاته التغييرية ! ووضع لها الضوابط والسياسات ! ووزع المهام وحزم أمره وحسم خياره وتوكل علي الله !! وقبل ليلة واحدة من التنفيذ تورط بعض المغفلين من العامة فكشفوا أمره وعلم أهل الحكم بتخطيط الرجل وحركته !! وتتابعت الأحداث وتصاعدت وتيرتها ! وقتله الواثق وجز رأسه وشهد بعض الناس أن الرأس كانت تقول ( لا إله إلا الله ) ! وفي قصته كرامات تحتاج إلي قراءتك ..
     
    .......................
     
    علماء مجرمون !!
     
     
    نعم هم مجرمون !! فقد جمع الواثق ( علماءه ) وهو يحاكم أحمد بن نصر فقال لهم : ( ما تقولون في هذا الرجل ؟ )....
     
    وظلوا يطنطنون وأطالوا ألسنتهم في الرجل الفاضل ...
    ولكن المصيبة أن واحداً ممن كان علي مودة مع الرجل قال : (( يا أمير المؤمنين هو حلال الدم ))  !!  
     
    ثم تطوع ( عالم ) آخر !!! وقال : (( اسقني من دمه يا أمير المؤمنين ))
     
    بينما علا صوت صاحب العمامة المبجلة وقال :
     
    ((هو كافر يستتاب لعل به عاهة أو نقص عقل ))
    وعندها لم يجد الواثق بُداً من تنفيذ رغبة ( العلماء ) !! شامات الشريعة !!
    ومات الرجل شهيدا في مثل هذا الشهر ( شعبان )
    فرحم الله الرجل الشهيد
    رحم الله الرجل والرجولة
    وقبح الله وجوه أهل الزور والبهتان


     

     

    كلمات مفتاحية  :
    الشخصيات

    تعليقات الزوار ()