"الذهن لا يحيد عن مكانته الثابتة، إنما نحن الذين نصنع فيه جنةً من الجحيم، أو جحيمًا من الجنة" (جون ميلتون). عالَمنا هو العالَم الذي اخترناه لنعيش فيه عن وعي أو عن غير وعي، فإذا اخترنا السعادة، كنا سعداء، وإذا وقع اختيارنا على الشقاء لم يكُن نصيبنا سواه. ولأجل أن نسير في طريق النجاح، لا بدّ من تحديد مطامحنا وأهدافنا كي نبدأ العمل بعد ذلك، وينبغي أن نعيَ النتيجة التي نحصل عليها، وتكون لنا المرونة الكافية لخلق التغيرات في أنفسنا إلى أن نبلغ النجاح. ونظير هذا الأمر يصدُق أيضًا على المعتقدات والأفكار؛ إذ يتوجب أن تعرفوا ما هي المعتقدات المفيدة في بلوغكم ما تصبون إليه من أهداف. إنها المعتقدات التي تأخذ بأيديكم إلى مطامحكم، وإن لم تكُن أفكاركم من هذه الفئة فما عليكم إلاّ نبذها وتبنّي معتقدات جديدة. في ضوء ما مر بنا أعلاه يسجل انطواني رابينز سبعة أصول للنظام الفكري الذي يتمتع به الناجحون والمتفوقون، ويرى أن احتذاء هذا النموذج والإفادة من تجارِب هؤلاء الأشخاص يؤهلنا لإنجاز أعمال كبيرة والوصول إلى نتائج باهرة. [MOVE="right"] [/MOVE] الأصل الأول: لا معلول من دون علة وغاية، فوراء كل حدث مصلحة قد تتضمن العديد من المنافع، ويجب التركيز -حيال كل ظرف- على جوانبه الإيجابية دون السلبية، والخطوة الأولى لمثل هذا التغيير معرفة ذلك الظرف، فالأفكار المقيدة تكبل الإنسان، ولا بدّ من التغلب على القيود، ومبادرة الأعمال بقوة واقتدار وأفكار راسخة، كي يمكن الوصول إلى النتائج المرجوّة. الأصل الثاني: ليس ثمة شيء اسمه الفشل، ولكن حصيلة كل تجْرِبة مجرد نتيجة نتوصل إليها، والناجحون في كل مجتمع هم الذين إذا اختبروا شيئًا ولم يصلوا إلى النتيجة التي كانوا يرغبون فيها استخدموا هذه التجْرِبة للنجاح في اختبارات أخرى، أي أنهم يبدؤون مشروعًا جديدًا ويصلون إلى نتائج جديدة. يقول وليام شكسبير في هذا المجال: "المشكلات والشكوك تخوننا، وتجعلنا نخسر فرصة بلوغ الأشياء الحسنة؛ لأننا نخاف السعي والجد". الخوف من الفشل يسمم الذهن، وهو من أبرز القيود التي تكبّل معظم الناس. إذن فلنعلِّم أذهاننا أنه لا يوجد شيء اسمه الفشل، وإنما ثمة نتائج فقط، ويمكن بتغيير أساليبنا التوصل إلى نتائج جديدة. الأصل الثالث: تحمّلوا مسؤولية كل ما يحدث، فتقبّل المسؤولية من أهم المعايير الدالة على قدرات الشخص ونضجه، والواقع أنكم بتقبلكم مسؤولية أعمالكم وأفكاركم ستصلون إلى كل شيء، وإذا سيطرتم على أنفسكم كان النجاح حليفكم. الأصل الرابع: للانتفاع من الشيء، ليس من الضروري معرفته بالكامل، ومعنى هذا أنه للاستفادة من الشيء فلا حاجة إلى أن نعرف كل شيء حول ذلك الشيء، فالاستفادة من الأجزاء المهمة والضرورية من دون الدخول في التفاصيل ستؤدي إلى نتائج مُرضية، والناجحون غالبًا ما يقتصدون في الوقت. إنهم يأخذون من كل شيء لبابه وما يحتاجون إليه، ولا يبالون ببقية الأجزاء. إنهم يعلمون ما هو المهم والأساسي، وما هو الشيء غير الضروري. الأصل الخامس: الآخرون أعظم أرصدتكم. يحملون مشاعر احترام وإكرام للآخرين، ويشعرون تجاههم بالوحدة والاشتراك في الأهداف، ويحترمونهم بدل إيذائهم، فلا توجد أية فرصة ثابتة من دون التضامن والتلاحم مع الآخرين، كما أن الناجحين يتقنون اللغة التي يسألون به الآخرين. الأصل السادس: العمل ضرب من الترفيه والتسلية. فمن مسالك بلوغ النجاح، خلق ترابط وثيق بين العمل والرغبة، بأن نمنح لأعمالنا طابع الترفيه والتسلية. يقول مارك تواين: "يكمُن سر النجاح في أن تجعلوا من أعمالكم ممارسات مسلية"، وعليه فإذا كان لكم -في أثناء أعمالكم- تلك الرغبة والاندفاع والحيوية التي تبدونها عند الترفيه والتسلية لتضاعفت النتائج الإيجابية والعطاء في حياتكم. الأصل السابع: ما من نجاح دائم يتأتّى دون مثابرة. ليس الناجحون أفضل ولا أذكى ولا أقوى من الآخرين، وإنما كانت لهم مثابرتهم وإصرارهم المميز. تقول الروسية المعروفة آنا باولوفا بالرين: "تابعوا الهدف دون كلل أو توقف، فهذا هو سر النجاح"، فبمعرفة الهدف، واستلهام النماذج الراقية، والمبادرة إلى العمل، وتركيز الدقة واليقظة للمعرفة ستخطون بمحصلات ممتازة. والإصرار على هذه الآليات إلى حين إحراز الأهداف المرسومة يمثل المعادلة الذهبية لنجاح حاسم. عمومًا يحاول الناجحون أن يبلغوا مطامحهم بأي ثمن، وهذه من الخصائص التي تميزهم عن سائر الناس. وتذكروا دومًا أن كل نجاح سوف يترك آثارًا. اقرؤوا سِير الناجحين وتبصروا فيما كان لهم من الأفكار والآراء التي ضاعفت قدراتهم على الجِد والعمل وأدت إلى إحرازهم نتائج قيمة. لقد كان لهذه الأصول تأثير أكيد في الناجحين، وبإمكانكم أيضًا أن تسيروا في نفس الطريق إذا عقدتم العزم. أخوكم الطائر الجريح الحزين الشادي بن العواضي