بتـــــاريخ : 10/1/2008 9:35:58 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1641 0


    أنتبه إلى الخطأ الشائع.. مقارنة الإخوة

    الناقل : ام احمد | العمر :41 | المصدر : www.arriyadh.com

    كلمات مفتاحية  :
    الاطفال تربيه اخوه

     

     أنتبه إلى الخطأ الشائع.. مقارنة الإخوة
     
    يدرك معظم الناس , ان من الطبيعي ان يكون الاخوة متميزين بطباعهم المختلفة, ولا يتوقعون ان تتساوى درجة ذكائهم او سرعتهم في التعلم, ولكن ومع هذا فان اكثر الاباء والامهات, لا يستطيعون ان يتجنبوا القيام بالمقارنة بينهم في الشكل والذكاء والتصرفات وغيرها, وهذا, وبالتاكيد, خطأ قد يرتكبه الاباء او الامهات بحق أولادهم.
    فكل طفل متميز عن الاخر, وليس من العدل في شيء ان تتم اية مقارنات بينهم, فاياك ان تقول لطفلك مثلاً "خطك في الكتابة سيء, اخوك الاصغر يكتب افضل منك" , فهذه المقارنة وغيرها من المقارنات لن تعود الا بالاذى والضرر على طفلك ونفسيته الغضة.
    اصعب الحالات التي قد تواجه الاباء والامهات, هي عندما يكون الطفل الاول من النوع السريع, وموهوباً ومتوفقاً في الدراسة, بينما الطفل الثاني, الذي على الارجح لن يكون مثله, من النوع المتمهل, هنا وفي هذه الحالة وبعد ان اعتاد الابوان على ذكاء الاول وسرعة بديهته , يجدان صعوبة في التعامل مع الطفل الثاني, الذي لا يظهر اي اهتمام لما يقولانه له, ولايبدو عليه انه يفهم ما يقال, او حتى يهتم له أو يتذكره! ويقع الابوان في حيرة وقلق.
    وعندما يبدا الطفل الثاني بالذهاب الى المدرسة, يتضح الفرق بين الطفلين اكثر , وعلى الابوين الحرص الشديد على مراقبة ما يصدر منهما من تعليقات تمدح الطفل الاول ومدى ذكائه, وتتجاهل الطفل الثاني وانجازاته التي مهما كانت, لا تكاد تصل الى مستوى انجازات اخيه/اخته الاكبر. ثم عندما يصل هذا الطفل (المتمهل) الى مرحلة هامة مثل : الشهادة الاعدادية او الشهادة الثانوية, يشعر الابوان بالحاجة الملحة الى مساعدة مدرس خاص, مما يشكل عبئاً مالياً اضافيا, وهذا يجر الى وضع الابوين تحت المزيد من الضغط النفسي, فاذا ما فشل الابن/الابنة في دراسته, كان ذلك مؤلما جدا للوالدين.
    وفي هذه الحالة, فانه غالباً ينفذ صبر الابوين, فيبدأن بمقارنته علنا بأخيه الاكثر جدية منه, او بأخته الاكثر اجتهادا! اوقد يتهمان هذا الابن/الابنة اما غبي لايفهم, او بانه مستهتر لا يهمه شيء! وقد تصدر عنهما تعليقات سلبية ومؤلمة, كفيلة بزعزة وقتل الثقة بالنفس في اعماق ذلك الابن/الابنة الى الابد. ان سبب مشاعر الغضب والحزن وخيبة الامل, التي يعاني منها الاباء والامهات, هو نتيجة عدم توافق الصورة المثالية للاولاد, التي رسمها هؤلاء الاباء او الامهات في خيالهم, مع حقيقة أولادهم التي فرضتها الطبيعة عليهم.
    اذا تصورنا ان لكل طفل جبلاً مرتفعا خاصاً به, ويتناسب ارتفاع هذا الجبل مع امكانيات الطفل التي منحته اياها الطبيعة او فرضتها عليه, فان مهمة الاباء والامهات عندئذ هي توفير الشروط وخلق الظروف المناسبة, لكي يصل كل طفل الى اعلى قمة في جبله الخاص, وليقف فوقها فخوراً ومعتزاً بذلك, دون حساب مدى ارتفاع هذه القمة, ودون مقارنتها مع ارتفاع غيرها من قمم الاخرين. فثقة الطفل بنفسه تنمو وتزدهر , عندما يشعر ان اهله يتقبلونه ويحبونه كما هو بامكانياته الحقيقية, ولا يطالبونه بالمثالية والكمال, وهذه الثقة هي الغذاء الفعلي اللازم للنمو والتطور والنضج الانساني. لذلك ارجوكم ايها الاباء وايتها الامهات, ان تتقبلوا اولادكم كما هم, وبدل محاولة تغييرهم الى شيء مختلف عن طبيعتهم, حاولوا ان تتفهموهم, واعطوهم الثقة والحب والعناية وكل ما تستطيعون من دعم وتشجيع, وهذا ما سيساعد على نضوجهم الشخصي والعاطفي والاجتماعي, وبالتالي سيساهم في شق الطريق امامهم للوصول الى ذروة جبلهم الخاص, ويغذيهم بالقوة اللازمة لتسلق ذلك الجبل وليغرسوا علم النصر على قمته.
     
    كلمات مفتاحية  :
    الاطفال تربيه اخوه

    تعليقات الزوار ()