كثير من الناس يعيشون معنا - وهم محسوبون على البشر، ولا أقصد لوناً أو جنساً معيناً بل أتكلم عن كل البشر - ولكنهم ليسوا مؤثرين..
فهم كالصفر الذي يأتي على الشمال..!
فلا يتغير بوجودهم شيء..، ولا يضعون نقطة على حرف..
فوجودهم في هذه الحياة عبء على الأرض التي يعيشون عليها.. واستنزاف للهواء الذي يتنفسونه - ولا يدفعون ثمنه - فلا تنعشهم برودته فيهرولون.. ولا تلسعهم حرارته فيتمددون.
وهناك ممن ملأ الهمّ قلبه- لدنيا أو لآخرة - فحرك الجبال الرواسي.. وقاد الأسود الضواري.. ، وجعل الصحراء جنة ، وغيّر فكر أمة..
مات قبل ألف عام واسمه يملأ الآذان.. ، لم ينجب ولداً ولم يترك مالاً ولكن ذكره على كل لسان.. ، ميت ويصنع للأحياء حياتهم.. ، فيعلّم هذا ويقود ذاك..
فالشعلة التي كانت في صدره حين حياته صارت كالبذرة التي أثمرت عندما دفن في التراب ، وانفجرت كالبركان الذي لم يتحمل المكوث تحت وطأة الأقدام..
تحلل الجسد فصار هواء يتنفسه كل صاحب همّة فيطير بذلك النفس عالياً..
إنه روح الحياة التي لا تستطيع السكون.. وغيره حي وهو في عداد الأموات..
ويتساءل البعض هنا ويقول: ماذا أستطيع أن أفعل لأغيّر أو أحرك هذا السكون..؟؟
ونقول له: على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. ، وعلى قدر همتك وعزمك يكون عملك..
فالبعض يكتفي بأجر إماطة الأذى عن الطريق (وهو عمل مهم)..
والآخر يسعى في قضاء حوائج الناس..
ومنهم من يوصل الكلمة الطيبة..
ومنهم من يخالط الناس ويصبر على أذاهم (وأجره كبير)..
ومنهم من يخطط ويفكر..
ومنهم من يخترع ويبتكر..
فالمجال مفتوح أمامك..
والسجل ما زال قابلاً للإضافة ما دامت الأنفاس والروح في هذا الجسد.. ولا يمنع حركته العوائق - ونحن رأينا من يعاني الإعاقة ولكن عمله أفضل من عمل ألف صحيح - ولا تكن كمليارات البشر الذين قيل عن حياته: أنه ولد ومات!!
ولا تكن كمن وصفه سيدنا عمر بأنه سبهللة ليس في عمل دنيا ولا في عمل آخرة.
فلا بد أن تبحث لك عن دور تحرك به سكون حياتك..
سؤال بريء جداً:
هل أنت ممن حرك الساكن ؟!!
أم ممن لم يحرك نفسه؟!!
أم ممن أوقف المتحرك؟؟؟!!
ضع نفسك حيث شئت.. والتاريخ سيضعك في موضعك الصحيح..