بتـــــاريخ : 9/21/2008 10:56:08 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 6532 0


    سلوك الفرد وعلاقته بالمجتمع

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أسامه قراعه | المصدر : www.tarbya.net

    كلمات مفتاحية  :
    الفرد المجتمع

     

    يتصف سلوك الفرد بصفة عامة غرائزية بالذاتية والانانيةوحب الذات واتباع هوى النفس وحب البقاء وكذلك يتصف بالقدرة علي التحكم والسيطرةالاختياري والتفضيلي في توجيه سلوكه وفق لخبراته المكتسبة من التعامل الاجتماعيةنظرا لان الفرد هو اساس اي مجتمع ولا يمكن تحقيق الاهداف الاجتماعية الا بتفاعلوتعاون ومساعدة الافراد وبعضها البعض.
     
    ويعتمد المجتمع علي اللافراد كمصادر قوة ويدعاملة لاصلاح المجتمع ونتيجة لهذا التفاعل يتوقع المجتمع من كل فرد القيام بعمل اومهمة او وظيفة او دور للمشاركة في تحقيق هذا الهدف، ويحدد المجتمع لجميع افرادهالسلوك المناسب والمتوقع لاداء هذا الدور في شكل واجبات يلتزم الفرد بادائها وفقلمعايير الاداء المتوقع من المجتمع بصرف النظر عن دوافعه ورغباته الشخصية ويعتبرفرد مخالف في حالة عدم الالتزام بها او الاهمال فيها, ويحدد له المجتمع شروط هذاالدور واختصاصاته وطبيعة اداءه وعيوبه ومميزاته المتوقعة ويوفر له جميع البياناتوالمساعدات اللازمة لنجاح هذا الدور او الوظيفة والذي يترتب عليها نجاح المجتمع ككلكلما زاد عدد الافراد الناجحين والمحققين لتوقعات المجتمع..
     
    ومن هذا المفهوم وفيسبيل هذا الهدف يقوم المجتمع بتاهيل افراده بجميع الوسائل الممكنة قبل اداء الدوروبتقديم المساعدات اللازمة للنجاح اثناء القيام بالدور وتقديم المكافأت المناسبةبعد اداء الدور كمكافأة للنجاح وكحافز للاجيال القادمة, كما ان السماح اوالتجاوز عن التقصيير من قبل الافراد في القيام بهذه الادوار يعتبر مساهمة في قوىالجذب السلبية للمجتمع في طريق الضعف والتقهقر وعدم تحقيق الاهداف.. وبصرف النظر عنقيمة هذا الدور في المجتمع سواء ريئسي او ثانوي لانه ان لم يكن مخطط لتحقيق هدف فلاداعي له من الاصل بل يعد عيب من عيوب التخطيط للمنهج الاجتماعي من الاساس.
     
     وهناك وسائل عديدة ونظم وخطط علمية لضمان تحقيق اكبر قدر من النجاحات فيما يخصالادوار الاجتماعية للافراد.. ويعتبر الدور الاجتماعي هو الشغل الشاغل للفردوالمجتمع فعليه تترتب الواجبات التي يحاسب عليها اجتماعيا وكلما زاد عدد الادواروالوظائف والمهام زادت الواجبات والالتزامات وزادت مكانة الفرد في المجتمع وزادتأثيره فيه بالسلب والايجاب ووفق لما يلاقيه من نجاح خلال ممارساته لتلك الادواركذلك كلما زاد معدل النجاح للفرد في الالتزام بالواجبات كلما زاد معدل تمتعهبالحقوق وتمكن من ضبط اهدافه الفرديه علي اساس الثقة بالنظام الاجتماعي والعكسصحيح.
     
    ويمكن تقسيم الادوار الاجتماعية حسب الزمان والمكان والقيمة والتأثيرالاجتماعي الى اقسام عديدة الا ان التقسيم وفقا لاولوية ممارسة الفرد لها قد يكوناوضح واقرب للتصور.. وعلي ذلك يمكن تقسيمها الي ادوار رئيسية وهي تتصف بالبعد الزمنيوالترتيب والاولوية وتحقق اهداف اجتماعية اساسية، وادوار ثانوية تتصف بالبعد الزمنيوتحقق اهداف فردية اساسية واجتماعية ثانوية وادوار مصاحبة تحقق اهدافا فردية..
     
     
    الادوار الاجتماعية الرئيسية:
    وطبقا للتسلسل الزمنى يكون منها (الابن – الطالبالعامل – الزوج الزوجة – الاب الام – الرئيس – العالم - القائد – المرجع المستشارالحكيم - المتقاعد الكهل والعجوز - الواصي الكفيل – الشاهد). وهذه الادوار تتصفبالتأثير المباشر في المجتمع سواء علي المدي القريب او المدي البعيد ولذا يسعيالمجتمع لتوفير كافة الامكانيات والوسائل المتاحة للتخطيط لها وتاهيلها واعدادهاواكسابها جميع الخبرات والمساعدات اللازمة لممارسة ادوارها بنجاح، ويفرض عليهانظام رقابي مستمر ونشط وحازم وفعال بهدف منع الافراد من الاهمال في الاداء او عدمالالتزام بالمعايير السلوكية للدور او الفشل في ممارسة الدور لحماية المجتمع منالتأثير السلبي المباشر عليه. ويؤدي الفشل او الخلل في السيطرة علي سلوك الافراد عندممارسة هذه الادوار الي اصابة المجتمع بالظواهر السلوكية المرضية الغير مرغوبة.
     
    والدور الرئيسي هو دور يمارسه الفرد اساسا لتحقيق اهدافه الشخصية ومنفعته ووفقلاختياره وحسب درجة عضويته الا انه مؤثر تأثير مباشر علي المجتمع وكلما ارتقي الفردبه وحقق اعلي مستوي في الاداء والمحافظة علي الواجبات حقق اكبر قدر ممكن من المنفعةوالاهداف الشخصية لنفسه وفي نفس الوقت ساهم في رقي المجتمع وتحقيق اهدافه.. واذاتعارضت الاهداف الفردية والاجتماعية لاي سبب من الاسباب فتكون الغلبة لاهداف الفردالشخصية الا اذا وجد نظام رقابي يمنعه من تحقيقها وقد يمارس الفرد الواحد نوع واحدمن الادوار او مجموعة من الادوار في نفس الوقت. ولذا يجب علي المجتمع عدم السماحللافراد بممارسة الادوار الاجتماعية الا بعد التاكد من تأهيلهم واكتسابهم للخبرةالمطلوبة باي صورة من صور التقييم لانه وبطبيعة الحال ووفق للطبيعة الفردانية وحبالذات التي لا يمكن التحكم الذاتي فيهما, يلجأ الفرد تلقائيا لممارسة الدورالاجتماعي لتحقيق رغباته واهدافه الشخصية حتي وان كان يعلم بعدم اكتسابه المهارهالمطلوبة علي امل اكتساب هذه المهارة بالممارسة الشخصية او علي امل عدم اكتشاف امرهاو بدافع المغامرة وحساب قدرته الشخصية علي تحمل الخسائر والنتائج المترتبه عليفشله في الدور الا ان الخسائر الاجتماعية تكون اكبر بكثير وغير محسوبة لعدم ظهورهاعلي المدي القريب في معظم الاحوال او عدم ظهورها بشكل مادي محسوس بالمجتمع...
     
    وعليسبيل المثال فان حالة فشل الزواج في اسرة واحدة في المجتمع قد تؤدي الي اضافة مايقرب من ثلاثة ابناء حرموا من التاهيل لادوارهم الاجتماعية او مصابين ببعض الامراضالنفسية والتي ينتج منها ثلاثة اسر قد تكون فاشلة بعد خمسة وعشرون سنة اذا لم يقمالمجتمع بتاهيلهم وفي نفس الوقت قد تؤدى الي اهمال الزوج والزوجة لادوارهمالاجتماعية الاخري لبعض الوقت وقد تودي الي العداء والصراع بين عائلتين وانشغال عددمن رجال الامن والقضاء لحل هذا النزاع وقد تعرض المصالح العامة للتعطيل ان كاناحدهم مسؤؤل خدمة في حالة غياب الرقابة الادارية.. وبالطبع هذا المثل هو ناتجومتوقع في اي مجتمع لا خلاف في ذلك ولكن كلما انخفض المعدل من الف حالة مثلا اليخمسمائة حالة كان افضل للمجتمع وهذا الانخفاض هو ناتج مباشر وغير ملموس وربما عليالمدي البعيد لا يتحقق الا عن طريق التاهيل للادوار الاجتماعية ويقاس علي هذا المثلجميع الادوار الاخري مع اختلاف طبيعتها الاجتماعية وبالمفهوم النظري اذا تمكن مجتمعمن تاهيل الافراد لادوارهم الاجتماعية الاساسية واكتسبت تلك الافراد مهارة الاختياروالتفضيل ومهارة الاتصال والتعبير عن العواطف وفق لمعايير المجتمع ومارس ولي الامرنظام ضبط اجتماعي علمي وحازم وعادل... انخفض معدل الفشل في ممارسة الدور وزادمعدل النمو والرقي وتحقيق الاهداف وقل معدل الانحراف السلوكى والامراض السلوكيةوالاجتماعية وقل معدل التأثير الخارجى على سلوك المجتمع وحافظ المجتمع علي صفاتهالسلوكية المرغوبة من التعديل او التغيير الا بما يتفق مع تطوره ومراحل نموهالاجتماعي الطبيعي المتوقع الادوار الاجتماعية الثانوية..
     
    وطبقا للتسلسل الزمني يكونمنها (الاخ الاخت – الصديق – القريب – الجار – الزميل – الرفيق في العمل – المتطوعللخدمة – البائع - المالك -.....الخ) وهذه الادوار تتصف بتحقيق اهداف فرديةاساسية للافراد من خلال تعاملهم المباشر مع بعضهم البعض ويقل تأثيرها علي المجتمعككل طالما وجد نظام ضبط اجتماعي عادل وحازم قادر علي المحافظة علي حقوق افراده وقدتترك شروط ممارسة الدور وطبيعته للافراد انفسهم لتحديدها وفق لشروط تعاقدية تحددالحقوق والواجبات لكل منهم، الا انها تؤثر في المجتمع اذا ما تعارضت اهدافالافراد مع بعضها البعض وينتج عن ذلك النزاعات والصراعات وقد يغتصب حقا من حقوقالافراد داخل المجتمع ويتعارض ذلك مع اهداف المجتمع والتي هي حماية حقوق افرادهولذا يلجاء المجتمع لنظام التاهيل الغير مباشر والنصح والارشاد ويمارس قواعد ونظمالضبط والسيطرة علي سلوك الافراد ويساعدهم لتحقيق اهدافهم دون ان تتعارض اهدافهموبعضهم البعض ويقوم بالفصل بينهم فيما ينشأ من صراعات بالعدل والقانون والفرد فيهذا الدور يسعي بنفسه لممارسته ولا يجبر عليه وله حق الاختيار بين البدائل المتاحةوليس للمجتمع حق في المراقبة او فرض سلوك معياري او سلطة في التدخل الا بطلب مناحدي الاطراف في حالة تعارض الحقوق.. ويجب ان يتصف هذا التدخل بالحياد التام بينالافراد والمساواة بين جميع الافراد والقدرة علي حماية الحقوق وضبط السلوك للمخالفوفق لمعايير الافراد السلوكية المتفق عليها ووفق للمعايير الاجتماعية المتوقعة فيحالة عدم نص العقد علي خلاف ذلك فيما بين الاطراف وبما لا يضيع حقا من حقوق الافراداو المجتمع الادوار الاجتماعية المصاحبة وتتمثل في جميع المواقف التفاعلية التىيمارسها الفرد من خلال تعاملاته الفردية والشخصية والتي تعود بالنفع او الخسارة عليالفرد نفسة ويسعي الفرد ذاتيا لتحسين ادائه فيها لتحقيق اكبر منفعة ممكنة مثل(السائق لعربة الخاصة – المتسوق – المؤجر – المستخدم للطريق العام– عابر السبيلالمستخدم للخدمة العامة -.... الخ)، وهذه الادوار تعود بالنفع علي الفرد في ذاتيةوله كامل الحق في ممارستها طبقا لرغباته الخاصة واهدافه الفردية ووفق للقواعدالمتفق عليها والمعايير الاجتماعية السلوكة المفروضة وهو المسؤؤل عن تعلم مهارتهابالوسائل الذاتية.
     
    وهذا النوع من الادوار لا يؤثر علي السلوك الاجتماعي ككل طالماتم ممارسته وفق للقواعد والمعايير الاجتماعية ولذا يكتفي المجتمع في اغلب الاحيانبفرض المراقبة الضابطة لهذا النوع من الادوار وفق لقواعد ثابتة يسهل الحكم فيها امابالمطابقة للمعايير والقواعد فلا يعارض ويتمتع بكامل الحق في الممارسة واما مخالفةفيستحق العقوبة او الضبط السلوكى او العزل والمجتمع غير مطالب في هذه المخالفاتباعادة التاهيل للفرد..
    كلمات مفتاحية  :
    الفرد المجتمع

    تعليقات الزوار ()