بتـــــاريخ : 9/21/2008 10:07:22 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 641 0


    الخلافات الزوجية أولى خطـوات الإنحراف للطفل

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : سامية فريد | المصدر : www.tarbya.net

    كلمات مفتاحية  :
    الخلافات الزوجية الإنحراف للطفل

    ما ذنب الطفل حين يتحول جو الأسرة التى يعيش فيها إلى جحيم؟، الأب والأم مشغولان بالمشاحنات والاشتباكات اليومية والأبناء ضحايا للتراشق المستمر بالكلمات، وأحيانًا بالأيدي، والنتيجة معروفة ، ابن مسلوب الإرادة، ضعيف الشخصية، يقضى ليله فى كوابيس مزعجة ونهاره فى انطواء وعزلة، وقد يتطور الأمر إلى ما هو أخطر من ذلك فيصاب ببعض الاضطرابات النفسية الخطيرة كالتبول اللاإرادى والاكتئاب والقلق النفسى ، وإذا كان الطفل على مشارف المراهقة فالأمر أخطر، فقد يجد فى أصدقاء السوء بديلاً للأسرة فيقضى ليله فى السهرات المشبوهة ويصبح بعدئذ الطريق مفتوحًا لإدمان المخدرات، والأسرة غائبة عن الوجود ، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط بل يكبر الطفل ومعه عقدة تؤثر على سلوكياته فى الحياة إلى أن يموت فيصبح أولاده ضحايا له ولتربيته الخاطئة.. وهكذا تدور الدائرة ويكون لدينا جيل ضائع مضطرب يعيش فى رعب وخوف مستمر. حاولت " وكالة الصحافة العربية " أن تفتح قلب هؤلاء الصغار وتسمع لشكواهم وتقرأ مشاعرهم ليسمعها المجتمع ويأخذ من مآسيهم عظة حتى لا يساهم البعض ـ بقصد أو بدون قصد ـ فى اغتيال البراءة مرة أخري. أول النماذج أو الضحايا التى التقيناها.. طفل فى السابعة اسمه ن.س بدأ حديثه معى بقوله: بابا وماما فى خلاف طول الوقت وأنا أعيش فى رعب من صوتهم العالى ، و فى مرات كثيرا يقوم بابا بضرب ماما وفى هذه اللحظة بتمنى الموت حتى لا أرى أمى تبكى وتصرخ ، ولا أجد فى هذه الحالة سوى الاتصال بجدتى حتى أستطيع الاحتماء بها ، وعندما تقرر الذهاب أتمنى أن تأخذنى معها وأترك المنزل ، لأننى أكره المنزل ولا أتمنى العيش به وأحلم دائما أن بابا قتل ماما. أما الطفل فادى أكرم 11 سنة بالصف الأول الإعدادى فيحكى عن زميله وائل ويقول: كان معى فى فصل المتفوقين فى المدرسة وفجأة أصبح دائم السرحان فى الفصل ولم يعد يجيب عن الأسئلة بالدقة التى كنت أعرفها عنه، ولم يعد يشاركنا اللعب فى المدرسة، وأهمل الأنشطة المدرسية التى كان مشهوراً بها وأصبح المدرسون يتهمونه بالتكاسل، ولأنه جارى فى المنزل فقد عرفت أن والده يتغيب لفترات طويلة خارج المنزل وعندما يعود يعرف كل الشارع أنه حضر من خلال مشاجراته الدائمة وصوته العالى وعندما سألت وائل عن تدهور مستواه قال إنه لا يستطيع أن يركز فى المذاكرة ويتمنى أن ينفصل والداه حتى يتخلص من هذا الجحيم.وبمرور الوقت وكثرة المشاكل حصل وائل على درجات ضعيفة فى امتحان آخر العام وخرج بذلك من فصول المتفوقين بعد أن كان من أوائل المدرسة. وتقول "نونا محمد" 12 سنة مشاجرات أبى وأمى تشعرنى بالخوف والرعب، فهما أصبحا مثل الأعداء كل منهما يحاول القضاء على الآخر بالإهانة المتبادلة، وأنا عندما أسمع شجارهما أغلق باب حجرتى وأبدأ فى البكاء وأضع الوسادة على رأسى حتى لا أسمع شتائمهما وأظل أبكى حتى أنام، وأصبح بداخلى يقين أننى عندما أكبر لن أتزوج حتى لا أعيش تلك الحياة التعيسة التى تعيشها أمي، التى أسمعها تحكى لجدى أن أبى لا يحبها وتتمنى الانفصال عنه لولا وجودى أنا وأخوتي، لذلك لن أتزوج حتى لا أنجب أطفالاً يتعذبون مثلي. أما أصغر ا لأطفال الذين إلتقيناهم معهم فكان تيمور 6 سنوات يتكلم بكلماته البريئة ويقول :ماما وبابا لا يحبوننى ودائمًا يصرخان فى وجهى وإذا ذهبت أطلب شيئاً من بابا يقول لى روح لأمك وتقول أمى نفس الشيء، وهما دائمًا يتشاجران لذا أفضل الذهاب إلى منزل عمى لأنه هاديء وأتمنى أن أعيش فى منزله طوال حياتي. مراهقة فى خطر. ومع انتقال الأطفال إلى بداية المراهقة تزداد معاناتهم ويتضح ذلك من كلام أيمن . ل 15 عاماً ـ فيقول: بصراحة أنا مللت من الحرب الدائرة فى بيتنا.. وأنا صغير كنت أبكى كلما تشاجر والداي، حتى تربيت على الحزن والاكتئاب الذى يخيم على منزلنا وكنت أحياناً أتعاطف مع أمى وأحياناً أخرى مع أبى حتى أحترت فى امرهما ففضلت الهروب من جو البيت مع كل مشاجرة وفى تلك الظروف تعرفت على مجموعة من الأصدقاء عن طريقتهم عرفت التدخين والسهرات المشبوهة فقد أخرجونى من كآبتي، فليس من المعقول أن أعيش فى حزن دائم ومشاكل مستمرة.أما ربيع محمود ـ 14 عاماً ـ فيقول: نحن فى البيت مثل أمريكا والعراق، فأفراد الأسرة منقسمون إلى فريقين فريق بابا ومعه أخى الأكبر وأختى الصغرى وفريق ماما وأنا معها واختى التى تلينى ونحن نعيش دائماً فى حرب، الكل يتبارى كيف يكسب قائد فريقه، والمشاكل لم تعد بين بابا وماما فقط بل انتقلت إلينا كأبناء حتى أصبحنا نكره بعض ولا يهمنا نجاح الآخر أو فرحه كأننا غرباء بل أعداء نعيش تحت سقف واحد.. بصراحة أنا كرهت المنزل وكرهت كل الناس، أتمنى أن أكبر وأهاجروأعيش فى بلاد غريبة ولم لا وأنا أشعر بالغربة والوحدة وأنا وسط عائلتي. ** المرض النفسي وعن رأى المختصين فى خطورة الخلافات الزوجية على الطفل يقول: د. أحمد سعد ـ رئيس مركز الطب النفسى بجامعة عين شمس ـ: إن أى خلل فى علاقة الزوجين يؤثر على الأسرة كلها والأكثر تأثرًا بهذا الخلل هو الطفل الصغير فالوالدان وصورتهما لدى الطفل يحددان بشكل كبير طريقة تعامله مع الآخرين، فإذا كانت تلك الصورة سلبية فستنعكس على تعاملاته والعكس صحيح أيضًا، فإذا كانت علاقة الأبوين على ما يرام سيتعامل الطفل مع الآخرين بشكل جيد، ويبدأ فى اكتساب الثقة فى المجتمع، والكبار يخطئون حينما يتصورون أن الطفل الصغير لا يدرك لأن الأطفال دون السادسة أو الخامسة تنطبع فى أذهانهم صورة خلافات والديهم مهما كانت بساطتها. ويضيف "د. سعد " عندما يفتقد البيت إلى مشاعر المودة والرحمة ويرى الطفل أن بيته مختلف عن بيوت الآخرين التى تنعم بالحب أو حتى يختلف عما يراه على شاشة التليفزيون فى المسلسلات فتبدأ اضطراباته النفسية التى تؤثر على شخصيته ، مشيرا إلى مشكلة أكثر خطورة حين يلجأ بعض الأزواج إذا استفحلت مشاكلهم إلى ما يسمى الطلاق العاطفى على الطلاق الحقيقى وهذا أخطر ما يمكن، فالزوجين المنفصلن يعرف الطفل مصيرهما، أما المنفصلان عاطفيًا فتختل صورة كل منهما لدى الطفل، ويحتار إلى أى طرف يميل، وعمومًا الخلافات الزوجية تسبب عدة اضطرابات نفسية لدى الطفل منها الانطواء، والعدوانية أو بعض الأمراض النفسية فى الكبر مثل الاكتئاب ، إلا أن ولكن من رحمة الله علينا أن كل الرواسب السيئة التى تسببها الخلافات الزوجية تزال بمجرد تسوية المشاكل والخلافات وتهيئة الجو المناسب للأسرة ، لأن الطفل لديه قابلية للنسيان، أما بالنسبة للمراهقين فالخلافات الزوجية تساعدهم على الهروب من البيت والانتماء لعالم آخر مكون من الأصدقاء والأقران التى قد تكون بعضها صداقات غير سوية تؤدى إلى الانحراف. أما د. زينب بشرى ـ أخصائية علم نفس الأطفال بطب عين شمس ـ فتقول: الخلافات الزوجية من أهم الأسباب التى تؤدى إلى الاضطرابات النفسية لدى الأطفال مثل التأخر الدراسى والتلعثم فى الكلام والتبول اللاإرادى والقلق النفسى وأكبر خطأ يقع فيه الزوجان هو عدم إخفاء خلافاتهم عن أطفالهم فهم يفقدون أعصابهم أمام أبنائهم مما يجعل الطفل يضطرب، فالصوت العالى يوتر الطفل ويؤثر على سلوكه، وقد يكون من نتائجه إعراض الطفل عن الطعام أو اللعب، بل ويمكن انتقال توتر الوالدين للطفل فيعيش فى قلق دائم.تضيف "د. زينب" إذا وصلت الخلافات الزوجية إلى درجة لا تحتمل فمن الأفضل للزوجين أن ينفصلا حتى لا يتربى أطفالهما فى جو غير سوى وإذا حدث الانفصال فيجب مراعاة حقوق الطفل فلا يحرم من زيارة أحد والديه مثلاً أو أن يتحدث أحد الوالدين عن الآخر بطريقة سيئة أمام الطفل.. وهكذا حتى يتربى الطفل بطريقة سوية. أما د. ليلى كرم الدين أستاذ علم النفس لمعهد الدراسات العليا للطفولة ـ فتقول إن السنوات الأولى من عمر الطفل خطيرة جدًا فإما أن يثق الطفل فى الأهل ويطمئن إليهم أو يفقد الثقة فيهم، وبالتالى يفقد الثقة فى كل أفراد المجتمع، والأسر الذكية هى التى تنأى بخلافاتها بعيدًا عن أطفالها حتى ينمو الطفل بطريقة سوية يشعر خلالها بالأمان ، والطفل بطبيعته ذو حساسية عالية فبمجرد ظهور أى تغير على وجه الأم أو الأب يراه الأولاد ويحسون به ، كما أن الأبناء الذين يعيش والديهم فى خلافات دائمة يعانون غالبًا من التأخر والفشل الدراسى والاكتئاب وضعف الشخصية وسرعة الانقياد إلى أصدقاء السوء، وقد تظهر عندهم اتجاهات سلبية نحو فكرة الزواج أو يصاب بعضهم بالانحراف الجنسى مؤكدة أنه إذا حل الوالدان خلافاتهم مبكرًا وتعاهدا على حياة سليمة وسعيدة، فإنهما يستطيعان بناء ما دمر من نفسية طفلهما فى الفترة السابقة ومعالجة الصورة المشوهة التى سجلت فى ذهن الأبناء فى فترة الخلافات ولكن بشرط أن يتم ذلك قبل فوات الأوان

    كلمات مفتاحية  :
    الخلافات الزوجية الإنحراف للطفل

    تعليقات الزوار ()