بتـــــاريخ : 9/21/2008 9:38:51 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 671 0


    ابني لا يكفي أني أحبك

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : جريدة الأيام | المصدر : www.tarbya.net

    كلمات مفتاحية  :
    الابن الوادلين العلاقه بينهم
    كيف نوقف سلوك الأبناء السيئ؟

     لو سألنا انفسنا هل يتوقف ابناؤنا عن سلوكهم السيئ.. لو ان خطابنا لهم اخذ شكل الامل والتمني ليتوقفوا عن ذلك السلوك.. المثال الذي سأستعرضه يرينا اننا نحلم اذا كنا نظن انهم سيتوقفون. شهرزاد طفلة في الرابعة من عمرها.. وجدت جهاز الكمبيوتر امامها في غرفة مكتب والدها.. فأثار فضولها.. وارادت ان تعبث بمفاتيحه عندما دخلت امها الغرفة قالت الام: شهرزاد اتمنى منك ان لا تلعبي مع كمبيوتر والدك. ماذا فعلت شهرزاد؟ تجاهلت كلام امها وامنيتها.. وتابعت العبث بمفاتيح الطباعة حاولت معها والدتها مرة اخرى كي تترك الجهاز قائلة: شهرزاد انت تعلمين ان والدك لا يعجبه ان تلعبي بجهاز الكمبيوتر. لكن شهرزاد واصلت العبث بمفاتيح الطباعة.. وبدأت الام تفقد اعصابها قالت بحدة: لقد بدأت اغضب من تصرفك.. واتمنى فعلا ان تتوقفي قبل ان يزداد غضبي.

     ماذا فعلت شهرزاد..؟ واصلت العبث بمفاتيح الطباعة. وهنا أسأل القارئ.. هل وجد في كلام الام عبارة واضحة تقول من خلالها لابنتها ماذا تتوقع منها او ما هو المطلوب منها حتى تتوقف عن اللعب بجهاز الكمبيوتر؟ الواضح ان شهرزاد لم تسمع هذه العبارة. الامل والتمني والرغبة.. المشاعر التي ابدتها الام لابنتها لكي تتوقف.. ليست لها علاقة بان ابنتها يجب ان تتوقف.. وطاعتها تعتمد على اختيارها هي.. ولا تعني انها يجب ان تتوقف. الابناء عندما يقابلون عبارات شبيهة بهذه العبارة يحاولون جس نبض الطرف الآخر.. بان يجربوا عمل العكس لكي يتأكدوا ان هذا الطرف جاد فيما يطلب.. وهذا ما فعلته شهرزاد عندما واصلت اللعب بمفاتيح الطباعة في جهاز كمبيوتر والدها. هناك طريقة سلبية اخرى يستخدمها الآباء.. هي اعادة الطلب للطفل وتذكيره به لكي يتوقف عن سلوكه الخاطئ.

    وسأستعرض مثالا حتى يدرك الآباء ما هي هذه الطريقة ليتفادوها مع ابنائهم استلقى علي على الكرسي في غرفة التلفزيون يشاهد برنامجه المفضل بصوت عال تضايق والده من علو صوت التلفزيون فناداه من الغرفة الاخرى: علي اخفض صوت التلفزيون. لكن علي تجاهل طلب والده فهو متشوق لاحداث الفيلم الذي يشاهده مرت عدة دقائق وصوت التلفزيون لا زال عاليا. صرخ والده بعد ان بدأ يفقد هدوء اعصابه. تجاهل علي مرة اخرى طلب والده .. مما اثار الاب.. فدخل الغرفة مندفعا غاضبا ووقف بين ابنه وجهاز التفزيون قائلا: هل ستقفل التلفزيون بنفسك ام اقفله انا؟ حينذاك فقط اخفض علي صوت التفزيون. لنحلل ذلك الموقف التربوي لندرك اين نقاط الضعف فيه التي تجعل الولد لا يلتزم بكلام والده من البداية. عندما تجاهل علي طلب والده لاول مرة.. لم يفعل الاب شيئا.. وعندما رجاه في المرة الثانية ولم ينفذ علي رجاءه.. لم يفعل الاب شيئا.. اذا كان والد علي لم يفعل شيئا لوقف سلوك ابنه. فلماذا يهتم علي؟.. وكذلك حدث الامر نفسه في المرة الثانية.. فلماذا يأخذ علي كلامه مأخذ الجد؟ هناك اذا رسالة غير واضحة يرسلها الاب لابنه.. تحيره.. والده يطلب منه ان يخفض صوت التلفزيون.. لكن فعله يقول لابنه: لن افعل اي شي اذا لم تخفض الصوت.. على الاقل في الوقت الحاضر اذا كنت تريد ان تشاهد برنامجك بصوت عال. اي ان الولد سيتبع هذه الرسالة التي لمسها في تصرف والده.. وهي عكس ما يريده الاب. يخطى الآباء كثيرا عندما يعيدوا ويذكروا ابناءهم دون قصد منهم. لانهم يعلمون ابناءهم كيف يتجاهلونهم.. وامثال علي ووالده كثيرون في المجتمع.. لذلك يشتكي الآباء من عدم طاعة ابنائهم لهم. ان الطفل لا يتوقف عن سلوكه السيء الا اذا وجد موقفا حازما جادا من الاب.. بان يمنع الطفل لمدة محددة من مشاهدة التلفزيون لانه لم يلتزم بما طلبه منه.. ما يقوله الآباء للابناء ليتوقفوا عن سلوك سلبي.. يجب ان يتبعه فعل حازم يحترم به الابناء ما يطلبه منهم آباؤهم.. ولا اكتفي بهذه الاساليب المتسامحة غير المؤثرة.. لان هناك المزيد منها علينا كآباء الالمام بها لكي نستفيد منها في وضع الحدود لابنائنا ليعرف كل فرد في العائلة اين حقوقه وواجباته. سأتناولها في حلقات اخرى

    كلمات مفتاحية  :
    الابن الوادلين العلاقه بينهم

    تعليقات الزوار ()