بتـــــاريخ : 9/21/2008 8:03:28 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1411 0


    توجيهات وأفكار في تربية الصغار

    الناقل : heba | العمر :43 | المصدر : www.quran-radio.com

    كلمات مفتاحية  :

    توجيهات وأفكار في تربية الصغار

     

    إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله، وأصحابه، وسلم تسليماً كثيراً،  أما بعد،،،

    فأسأل الله عز وجل أن ينفع بهذا الموضوع الآباء والأمهات في وقت تخلى كثير منهم عن هذه المسئولية العظيمة: تربية الأبناء، فالأب في وظيفته، أو تجارته، وربما الأم في وظيفتها وزياراتها، والضحية هم الأولاد.  ألا تتق الله أيها الأب، واتق الله أيتها الأم؛ فإنكما مسئولان أمام الله عن هذه الأمانة، وتذكرا جيداً هذا  الموقف عند السؤال والحساب قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا...]رواه البخاري ومسلم وأبوداود والترمذي وأحمد . وَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ] رواه البخاري ومسلم وأحمد .وقال تعالى:} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6){ [سورة التحريم] .

    إذاً فاعلما أن مسئولية تربية الأولاد بينكما مشتركة تقتضي التعاون والتفاهم، واعلما أيضاً أن مرحلة الطفولة مهمة جداً في توجيه الولد وتأديبه، قال الإمام الماوردي مؤكداً على هذا المعنى:" فأما التأديب اللازم للأب فهو أن يأخذ ولده بمبادئ الآداب؛ ليأنس بها، وينشأ عليها، فيسهل عليه قبولها عند الكبر؛ لاستئناسه بمبادئها عند الصغر؛ لأن نشأة الصغير على شيء تجعله متطبعاً به، ومن أُغفِل في الصغر كان تأديبه في الكبر عسيراً" .

    توجيهات و أفكار:

     1- الحرص على تعويده على مراقبة الله: وغرس ذلك في نفسه كل لحظة، وتخويفه بالله سبحانه وتعالى لا بأبيه، ولا بالحرامي، ولا بالبعبع كما تفعل كثير من الأمهات، فإن الصغير يتعلق بالله، فلا يرجو إلا الله، ولا يخاف إلا الله وهذا ما يسميه علماء التربية بالوازع الديني وهذا جانب مهم جداً يغفل عنه الآباء والأمهات،  قال تعالى- حاكياً عن لقمان، وهو يؤصل هذا الجانب في نفس ولده- :} يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ(16){ [سورة لقمان] انظر للتربية العميقة: ملءُ نفس الولد بعظمة علم الله واطلاعه عليه، حتى وإن كانت هذه الحبة في حقارتها لا وزن لها ولا قيمة، ولو كانت هذه الحبة داخل صخرة صلبة، أو كانت هذه الحبة في السماوات؛ ذلك الكيان الهائل، الشاسع، الذي يبدو فيه النجم الكبير ذرة تائهة، أو حتى كانت هذه الحبة في الأرض ضائعة، فإن الله سبحانه وتعالى سيبديها ويظهرها؛ بلطيف علمه، فأين الآباء والأمهات من هذه التربية . فاملأ قلب صغيرك بخوف الله، وأخبره بأن الله يراه في كل مكان، وأنه مطلع عليه في كل حال، فإذا كذب قل له: إن الله يعلم ما تخفي، وأن الكاذب في النار. وإذا سرق قل له: إن الله يراك، وإن الله يغضب على السارق. و إذا  عصاك، فقل له: إن الله يغضب عليك، وإذا أطاعك، فقل له:إن الله يحبك ... وهكذا في كل أفعاله ذكره بالله إذاً لنربي أبناءنا على هذا المنهج . ثم بعد ذلك أطلق له العنان، فكلما حدثته نفسه بأمر سوء؛ تذكر أن الله عز وجل معه يراه، ويعلم ما يصنع.

    ويؤكد النبي صلى الله عليه وآله وسلم  على هذا المنهج، فنجده يوصي ابن عباس وهو صغير، فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ:كُنْتُ رَدِيفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:[ يَا غُلَامُ أَوْ يَا غُلَيِّمُ أَلَا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ] فَقُلْتُ: بَلَى فَقَالَ:[ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا] رواه أحمد والترمذي. هكذا كان يغرس هذه المعاني الجميلة في نفس ابن عباس وهو صغير. وعن حماد بن زيد قال: كنت أسير مع أبي، فمررنا بجدار فيه تبن، فأخذت عود تبن، فقال لي أبي:لم أخذت؟ ينهاني، فقلت: إنه عود تبن، فقال أبي: لو أن الناس كلهم مروا من هاهنا، فأخذوا عود تبن هل كان يبقى في الجدار تبن يا بني؟ هكذا كانوا يربونهم لا تمتد اليد على أحقر الأشياء، حتى إذا كبر لا تمتد يده إلى أي شيء مهما كان صغيراً أو كبيراً .

    وعن سهل التستري قال:" كنت مع خالي صغيراً، وكان يقول لي وأنا ابن ثلاث سنين يقول: لي ألا تذكر الله الذي خلقك قلت: كيف أذكره، فقال لي خالي محمد بن سوار: قل بقلبك من غير أن تحرك به لسانك: الله معي، الله ناظر إلي، الله شاهدي ثلاثًا، ثم سبعًا، ثم أحد عشر". تأصيل رقابة الله عز وجل في نفس الصغير، حتى وإن كان ابن ثلاث سنين. فهذه بائعة اللبن تقول لأمها:" يا أماه إن كان أمير المؤمنين لا يرانا، فإن رب أمير المؤمنين يرانا".

     فعلّم الصغير من هو الله، وأنه هو الذي خلقه وأنعم عليه؛ ليمتلئ قلبه بحب الله، فيحرص بعد ذلك على أن لا يخالف الله بقول أو فعل . ذكر ابن سعد في" الطبقات": أن أم سُلَيْم كانت تلقن أنساً ولدها الشهادتين قبل أن يبلغ سنتين.

    2- التأكيد على تعليمه للوضوء والصلاة:  لماذا لا يجلس الأب أو الأم وقتاً يسيراً لتعليم صغارهم هذا الركن العظيم، وذلك بالتطبيق العلمي أمامه، ثم ليطبق الولد ما يراه، فإن أخطأ؛ وجِّهه بدون تعنيف، إن   الصغار كثيراً ما يندفعون لتقليد آبائهم وأمهاتهم في الصلاة، فيقفون بجوارهم، ويفعلون كما يفعل آباؤهم ولذلك نوصي الأب بأن يحرص على صلاة النوافل والرواتب في البيت بل هذه هي السنة، فقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[... صَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الْمَكْتُوبَةَ] رواه البخاري ومسلم . وفي صلاة النافلة في البيوت فوائد كثيرة منها: تشجيع الزوجة والأهل على العبادة، وإحياء البيت، وطرد الشياطين، وكثرة مشاهدة الصغار والدهم وهو يصلي وهذا ما يسمى عند علماء التربية بأسلوب التربية بالعادة، وهو من أسهل الأساليب وأفضلها.

    وكم نغفل عن هذا المنهج النبوي في أمر الصلاة، فقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ] رواه أبوداود وأحمد .  إذاً في هذا الحديث يمر الصغير بثلاث مراحل: قبل السبع، وهذا أمر مندوب إليه أن يشجع الصغير بالتلميح للصلاة، وما بعد السبع وهنا يجب على الأب وعلى الأم أن تعلّم أو يعلّم صغيرهما على الصلاة وأركانها وما يقول فيها، ثم المرحلة الثالثة عند العشر وما بعدها، فإن لم يستجب الصغير؛ فكما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[...وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ...]ولا يستعمل  الضرب إلا بعد فشل جميع الوسائل والعقوبات الأخرى: من وعظه وتعنيفه وهجره، أي: لا يكلمه ولا يمازحه ويحرمه بعض ما يحب.

    وكم نقع في أخطاء تربوية جسيمة مع الصغار في أمر الصلاة بدون أن نشعر ومن هذا مثلاً: الحرص الشديد على إيقاظه للمدرسة، والاهتمام بألا يتأخر لحظات، وربما عقابه لو تأخر، أما صلاة الفجر: فتأخذ الأم الشفقة والرحمة بإيقاظ ولدها، فلا يصليها إلا عند ذهابه للمدرسة، مع أن الولد بلغ العاشرة، وتجب عليه الصلاة في وقتها مع جماعة المسلمين، ولا شك أن الأم آثمة في مثل هذا الفعل، وأن الشفقة والرحمة إنما هي في إيقاظه وصلاته مع المسلمين، ولذلك قال عز وجل:} يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا(6){ [سورة التحريم] .  

    3- القدوة الصالحة: فإن الصغار يبدءون التقليد من السنة الثانية أو قبلها بقليل، وهم يتعلمون بالقدوة والمشاهدة أكثر مما نتصوره، فالطفل يحاكي أفعال والده، والطفلة تحاكي أفعال أمها، وهذا يؤكد أموراً منها:ألا نظهر أمامه إلا بصورة حسنة، فانتبهي أيتها الأم لأفعالك وأقوالك خاصة أمام صغارك.

    ومنها: الابتعاد عن المتناقضات في الحياة، فإنها تهلك الطفل، وتمزق نفسيته، وخذ أمثلة على ذلك: المدرس يحذر الطفل من التدخين، وخطره، وأنه محرم، ثم إذا رجع الطفل إلى بيته وجد أباه يدخن، وأخاه،   فما هو تأثير ذلك على هذه النفسية؟! فأي جريمة نرتكبها بحق هؤلاء الصغار ونحن لا نشعر؟ 

    وقد تنبه السلف الصالح إلى هذا الأمر وأهميته، فهذا عمرو بن عتبة ينبه معلم ولده لهذا الأمر، فيقول: "ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك؛ فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت". 

    4- الدعاء : فإن للدعاء واللجوء إلى الله، أثراً عجيباً في صلاح الأولاد واستقامتهم، ولقد كان الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أكثر الناس دعاء بإصلاح أولادهم، ومن الأمثلة على ذلك:

     فهذا إبراهيم عليه السلام يقول- كما يخبر الله عنه- :} وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ(35){ [سورة إبراهيم] . ويقول:} رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ(40){ [سورة إبراهيم] .

     وهذا زكريا يقول:} رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ(38){ [سورة آل عمران] .

      ويخبر الله على لسان المؤمنين الصالحين:} رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا(74){ [سورة الفرقان] . واحذروا من الدعاء على الأولاد، خاصة أنت أيتها الأم خاصة عند الغضب،  فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ] رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد. وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[...لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ لَا تُوَافِقُوا مِنْ اللَّهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ...] رواه مسلم .وهذا نهي صريح في عدم الدعاء على الأولاد، فأكثروا أيها الآباء والأمهات من الدعاء لأولادكم، وألحوا عليه في ركوعكم وسجودكم، واستعينوا بالله في تربيتهم، فإنه خير معين، وإذا استعنت؛ فاستعن بالله.

    5- الحرص على تعويذ الأولاد وتعليمهم الأذكار: فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ:[ إِنَّ أَبَاكُمَا كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ] رواه البخاري والترمذي وأبوداود وابن ماجه وأحمد .

      وعند البيهقي في "الآداب" بلفظ:كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَيَقُولُ:[ أُعِيِذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ] ويقول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ عَوِّذُوُا بِهَا أَوْلَادَكُمْ فَإِنّ إبْرَاهِيِمَ عَلْيهِ السَّلَامُ كَانَ يُعَوِّذُ بِهَا إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ] ولذلك ليحرص الوالدان على تشجيع صغارهم على تعلم الأذكار وحفظها، ومن أفضل الوسائل لذلك ما يلي:

     القدوة: أن يرى الصغار حرص آبائهم وأمهاتهم على الذكر،  ثم أيضاً: ليرفع الأب والأم أصواتهما؛ ليسمع الصغار، فإذا سمع الصغار كثرة الذكر بلسان الأب أو بلسان الأم؛ تجد أن الصغير يردد هذه الأذكار بدون أن يشعر . ثم أيضاً: الحرص على اختيار القصير من الأذكار وأيسرها لفظاً، فعند النوم- مثلاً- رددي أيتها الأم على الصغار قوله صلى الله عليه وسلم:[رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ أَوْ تَجْمَعُ عِبَادَكَ]رواه الترمذي وأبوداود والنسائي وابن ماجه وأحمد .  

     

     وضع المسابقات والحوافز التشجيعية والهدايا: كلما حفظ الصغير شيئاً من هذه الأذكار، وسيرى الوالدان بعد فترة قصيرة أن الصغير يعتمد على نفسه بترديد هذه الأذكار، بل أقول ربما ذكّر هو أمه أو أباه بهذه الأذكار.

     6- الحذر من جهاز التلفاز عامة ومن أفلام الكرتون أو الصور المتحركة خاصة: فأكثر أفلام الكرتون: خيالية تحمل عقائد وثنية، وهذا النوع من الخرافة يفسد عقلية الطفل وتفكيره، ويطبعه بطابع خيالي بعيد عن الواقع. وبعض أفلام الكرتون: تدور قصصها حول الحب والغرام كما هو الحال بالنسبة لمسلسلات الكبار، تعريض بالفاحشة، وتحريض على تكوين علاقات الحب والغرام . وبعض الأفلام:   تظهر فيها علامات العنصرية وتشويه الصورة . والحديث عن التلفاز وأخطاره يطول،وقد تخلص أعداد كبيرة من الناس من هذه الأوهام والحيل الشيطانية، وعاشوا بدون التلفاز عيشة سعيدة، بل والله وجدوا راحة القلب والاستقرار النفسي لما جربوا هذا، وأصبح أولادهم من الأوائل والمتفوقين هذا من الناحية الاجتماعية. أما من الناحية الشرعية، فيكفيك لضيق الوقت هذا الحديث المفزع الذي قال فيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ]رواه البخاري ومسلم وأحمد . فهل إدخال مثل هذه الوسائل للبيت وعكوف الصغار عليها ليل نهار هو نصح للرعية أم غش لها؟ نصح لأولادك أم غش لهم؟ اسأل نفسك قبل أن يسألك الله عن هذا الأمر. ومن المقترحات للبديل عن التلفاز: مثلا شراء الكمبيوتر، والحرص على اختيار الألعاب العقلية التي تنمي عقل الصغير وتفيده . ومن البدائل أيضاً: اجعل لأولادك الصغار مكتبة صغيرة خاصة بهم تحتوي على أشرطة خاصة للصغار من تلاوات للقرآن مناسبة لهم، وقصص ومواقف وأذكار وأناشيد . 

    7- اصطحابهم في بعض الأوقات في نزهة خارج المدينة: لممارسة بعض الألعاب، وما دمت تريد أن تخرج مثل هذه الوسائل من البيت، فلابد أن تحرص على أن تجالس الأولاد، وأن تقضي بعض أوقات الفراغ معهم . 

     8- الحرص على مشاركة الأطفال في لعبهم ولو في بعض الأحايين وتوجيه الأخطاء من خلال اللعب: وهذا أفضل وسائل التوجيه ومداعبة الصغار وملاطفتهم ويتوسط في هذا الأمر فلا إفراط ولا تفريط، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع في فمه قليلا من الماء البارد، ويمجه في وجه الحسن، فيضحك . وكان صلى الله عليه وسلم  يمازح الحسن والحسين، ويجلس معهما، ويركبهما على ظهره . وكان صلى الله عليه وسلم يخرج لسانه للحسين، فإذا رآه أخذ يضحك . وكان صلى الله عليه وسلم يخطب مرة الجمعة، فإذا بالحسن يتخطى الناس، ويتعثر في ثوبه الطويل، فينزل صلى الله عليه وسلم  من منبره، فيرفع الحسن معه . وَقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:" إِنْ كَانَتْ الْأَمَةُ مِنْ إِمَاءِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ" رواه البخاري وابن ماجه وأحمد . هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا كان منهجه مع الصغار . 

    9- الحرص على المظهر الخارجي للطفل من لباس وشعر ونحوه: فعود الطفل على المظهر الرجولي،   والبعد عن ملابس الميوعة، والطفلة عودها على الستر في الصغر؛ تلتزمه في الكبر، وعلى الحجاب، وإياك واللباس القصير خاصة للفتيات، والابتعاد عن الملابس التي فيها صور؛ فإن الملائكة لاتوجد في المكان الذي فيه صورة، فهل ترضى أن تحيط الشياطين بطفلك؟ لأن المكان الذي فيه صورة تحل فيه الشياطين بلاشك .

    10- تعويده على احترام الكبير وتقديره: وذلك بتقبيل رأسه، والسلام عليه، ومنه احترام الضيوف والسكون عندهم هذا بالنسبة للذكور . وعدم السماح للإناث بالدخول على الرجال في المجالس خاصة بعد سن الرابعة .

    11- الحذر من تحطيم المعنويات العالية عند الطفل: بل ارفع من معنوياته، وأشعره بأنه مهم، وأنه يستطيع أن يفعل أفعالاً عظيمة، فإن هذا من الأسس لبناء شخصية قوية متميزة للصغير.

    وإذا كان الطفل كثير الحركة وفيه شدة وشراسة فإن هذا دليل على فطنته وذكائه، لا كما يعتقده بعض الآباء . وعلى الوالدين توجيه الصغير لاستغلال نشاطه وحركته فيما يفيده . وإعطاؤه الفرصة للكلام والحديث، والإجابة على أسئلته، والاهتمام به .

    12- عدم القسوة على الصغير بشدة: لماذا نلاحظ أن بعض الصغار مزعج لوالديه، معاند لهما؟ لاشك أن لذلك سبباً، والسبب هو القسوة على الصغير، وضربه بشدة من قبل أبويه، أو أحدهما، وعدم إظهار المحبة له، ولذلك، فإن الصغير يعاند قاصداً إزعاج والده والانتقام منه، وعلاج ذلك: أن يظهر الوالد لولده المحبة. وربما كان سبب المعاندة هو: شعوره بتفضيل إخوانه عليه، وقد اتفق الباحثون على أن أشد العوامل إثارة للحسد في نفوس الأطفال هو: تفضيل أخ على أخ أو أخت أو العكس . 

    13- تعويده على الآداب الاجتماعية والإسلامية: مثل آداب الطعام، والشراب، والاستئذان، والسلام، والدخول والخروج، وآداب العطاس، وغير ذلك . 

    14- لابد من مخالفة هواه أحياناً: فلا يعطى كل ما يطلبه: من أكل، أو لعب، أو غير ذلك، فإنه إن اعتاد على ذلك، ولم يسمع كلمة: لا أو غير موجود في منزله؛ فسيؤثر ذلك على سلوكه وتصرفاته، فلا يخطر بباله أن يقال له: لا، وإذا تعود على هذا السلوك؛ أصبح من الصعب مستقبلاً أن يتحمل عدم تحقق رغباته، فيصطدم بمشكلات الحياة المتنوعة، فيصيبه اليأس، وربما الانحراف.

     15- تشجيع الصغير على الإقدام وإعطاؤه الثقة بنفسه: فمن الخطأ المبادرة بمساعدته، أو القيام بالعمل عنه، بل لابد أن يعتاد على مواجهة الصعوبات والتغلب عليها.

    16- الحرص على تنمية مواهب الصغير، وهواياته النافعة، وتشجيعه: كالإلقاء مثلاً، والخطابة، أو الاهتمام بالأجهزة والمخترعات، فإننا نرى بعض الصغار لديهم بعض هذه الأمور، أو تنظيم البيت وتجميله عند بعض الفتيات الصغيرات، ولابد أن يتحمل الأبوان كثرة الأخطاء والمحاولات، بل وتشجيعه ومكافأته.

     17- عدم إهمال أسئلة الصغار: فهي كثيرة جداً، وبعضها مهم، وبعضها تافه. ومن الخطأ إهمالها، وعدم الإجابة عليها؛ ظناً بأنه صغير لا يعقل، أو أن الأم أو الأب مشغولان عنه . 

    18- الحرص على تعليمه في سنواته الخمس الأولى: فإن العادات يمكن أن يكتسبها بسهولة كلما كان سنه أصغر، كما أن الطفل في هذه الفترة يميل إلى إرضاء والده، ويحاول أن يخرج منه عبارات الثناء والإعجاب، فمن البديهي أن يستغل الوالد هذه الفترة الهامة في تعليمه وتوجيهه الوجهة الحسنة . 

    19- التغافل عن الطفل وعدم فضحه إذا أخطأ وحاول هو ستر خطئه وإخفائه: فإن إظهار ذلك ربما جرأه على ارتكاب الخطأ مرة أخرى، وأصبح لا يبالي بظهور أخطائه . 

    20- تذكير الصغير بشكل مستمر بمواقف بطولية: لأبناء الصحابة والسلف الصالح؛ ليتأسى بهم وتمتلئ نفسه عزيمة وقوة؛ فإن الصغار يتعلقون بالقصص بل ويطلبونها من آبائهم بإلحاح . 

    21- الحرص على انتقاء المدرسة الجيدة بإدارتها ومدرسيها: فإن هناك من المدارس من تخلص في توجيه الصغار، وإفادتهم، وزرع الخير في نفوسهم . 

     22- أن يتحرى الآباء أكل الحلال: فإن لأكل الحلال أثراً كبيراً، وواضحاً على صلاح الأولاد، و  لأكل الحرام أثر كبير على فسادهم، وسوء أخلاقهم، وهذا أمر محسوس مشاهد . 

    24- على الآباء والأمهات الاجتهاد في توزيع الحب على أولادهم بالتساوي: ولا يفرق بينهم حتى وإن كان بعضهم أفضل من بعض، ولا تعقد المقارنات بينهم، فإن هذا كله يولد فيهم الأحقاد والضغائن. 

    25- استغلال قدرة الصغار على الحفظ : يمتاز الصغار بقدرة عجيبة على الحفظ فعلى الوالدين استغلال هذه الفرصة، وعدم إهمالها، وأقصد بإهمالها: أن يترك الطفل يحفظ أي شيء . 

     26- من الخطأ أن يكون الصغار ضحية لمزاجية الأم أو الأب: فإذا حصل خصام، أو سوء فهم بينهما؛ صبت الأم غضبها على الصغار، أو الأب أيضًا. وهذا من الظلم الذي لا يرضاه الله، فعلى الأبوين ضبط النفس قدر الإمكان، وعدم الخصام بين الأولاد، وإن ظهر هذا؛ فمن الظلم العظيم أن ينتقل هذا الأمر إلى الأولاد بدون سبب.

     27- ألا يُعَوَّدُ الطفل الوقوف على باب الدار، ولا الخروج إلى الشارع: أو الجلوس مع أولاد الحي في الشارع، فهي قاصمة الظهر، فمن الشارع يتعلم الألفاظ السيئة، وبذاءة اللسان، ومن الشارع يبدأ الضياع . ولحل مشكلة الشارع هذه وأخطائه: ننصح بوجود ملعب، أو استراحة في وسط الحي لأطفال وصغار الحي، ويتم تجهيزه، والإشراف عليه، ومتابعته من قبل أولياء الأمور . و كذلك المراكز الصيفية للصغار فهي فكرة جديدة جميلة نشكر القائمين عليها، ونتمنى أن نرى تطويراً لها واهتماماً ببرامجها لحفظ أولاد المسلمين. 

     28- احرص أيها الأب على أخذ أولادك معك لمجالس نافعة كالدروس والمحاضرات: واجعل عيونهم تكتحل برؤية الصالحين والمشائخ، فإنهم يفخرون بذلك أمام أقرانهم، ويتمنون الوصول لمكانتهم. وعوِّدهم على مجالس الرجال، والتأدب فيها، واحرص على إلحاقهم بمجالس تحفيظ القرآن في المساجد مع المتابعة والحرص . 

    29- عَوِّدْ الصغار على البذل والعطاء وحب الضعفاء والمساكين: وليخبر أن له إخواناً من المسلمين لا يجدون ما يأكلون ولا ما يلبسون، وأعطه بعض المال وشجعه على التبرع والتصدق ببعضها؛ ليتعود البذل في الكبر ...أشركه في الإنفاق على بعض مشتريات البيت البسيطة، وليدفع هو من حصالته الخاصة ثمن شراء كيس خبز للبيت- مثلاً- ... قص عليه قصة ذلك الصغير الذي تبرع ببعض ألعابه لأولاد جيرانه المحتاجين، فإن هذه الوسائل تحرره من البخل، وحب جمع المال، وتعوده حب الفقراء والمساكين، والبذل، والعطاء.

    30- لنحذر من كثرة خوف الصغير مما حوله من الأشياء والأشخاص: فإن كثرة مخاوفه تدل على جبنه وهلعه؛ وذلك بأن نجنبه قدر الإمكان ما يؤذيه ويخيفه كالتخويف بالحرامي مثلا أو البعبع كما أسلفت  أو من تخويفه ببعض القصص المرعبة حول الشياطين والجن؛ فإن هذه الأمور تزرع في نفس الطفل الرعب والفزع، وينشأ خوّافًا كما نرى في بعض الصغار.

    31- اعلم أيها الأب وأنت أيتها الأم أن الصغير لا يدرك الكذب إلا بعد الخامسة من العمر: أما قبل هذا، فإن خياله واسع، فيكون كذبه في هذه الفترة غير مقصود ولامتعمد، وهو بحاجة للتوضيح والتوجيه في هذه المرحلة بدلًا من عقابه وزجره كما يفعل بعض الآباء ظناً منا أنه تعمد الكذب علينا. واعلما أيضًا: أن الكذب خلق يكتسبه الصغير من بيئته، فالوالد الذي لا يفي بوعوده لأولاده؛ يزرع الكذب فيهم بدون أن يشعر، فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ قَالَ: دَعَتْنِي أُمِّي يَوْمًا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِدٌ فِي بَيْتِنَا فَقَالَتْ: هَا تَعَالَ أُعْطِيكَ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيهِ] قَالَتْ أُعْطِيهِ تَمْرًا فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:[ أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تُعْطِهِ شَيْئًا كُتِبَتْ عَلَيْكِ كِذْبَةٌ] رواه أبوداود وأحمد.

     فيأيها الوالدان: إن أجركما عند الله عظيم متى إن حرصتما على القيام بالواجب عليكما تجاه أولادكما، فلابد من الصبر، وعدم الملل في متابعة الصغار، وتربيتهم واحتساب الأجر والثواب من الله .

     

    وعلينا أن نحرص، وأن نصبر على تربية أولادنا، ونحتسب الأجر عند الله، ولن يكون ذلك إلا بالتدريب والمتابعة .فأهدي هذه التوجيهات إلى الآباء والأمهات، معطرة بالحب، والتقدير، والدعاء بالتوفيق لكل أبوين حريصين على تربية أولادهما، وصلاحهم، وغفر الله لمن تجاوز عن الزلات، والتمس لي العذر في النقص والتقصير... سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك، وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
    استغلال الأوقات وبعض المناسبات السارة: لتلقينهم بعض الأذكار كالخروج للنزهة في البر أو الحدائق، وتعليمهم دعاء نزول المكان: [ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ] .

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()