بتـــــاريخ : 5/10/2008 1:18:42 PM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1237 0


    الحياة مع تأخر الإنجاب.. آمال وصعوبات!

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : محاسن أصرف ـ ميرفت عوف | المصدر : www.lahaonline.com

    كلمات مفتاحية  :

    النظرة في المجتمع العربي لمن تأخر إنجابها قاتمة تحكمها العادات الموروثة باعتبارها المسئولة عن تأخر الإنجاب في ظل نظرة الكمال والفضيلة التي يمتاز بها الرجل بعيداً عن تحمله بعضاً من مسئولية تأخر الإنجاب باعتباره الأقوى والأقدر والأكمل!!.

    يؤكد الأطباء أن عدم حدوث الحمل لدى النساء للعام الأول من الزواج ليس دليلاً على تأخر الإنجاب ومنهم من يضيف عاما أخراً للحكم على الحالة بتأخر الإنجاب إلى المجتمع والكثير من النساء  لا يصبرون على هذه النصيحة الطبية فيبدؤون رحلة العلاج بالعقاقير والأدوية باكرا جدا، " لها أون لاين " في التقرير التالي يعرض لمشكلة تأخر الإنجاب لدى الأزواج وما تواجهه المرأة من ضغوطات نفسية ومجتمعية في ظل نظرة قاتمة تحملها وحدها المسئولية، تابع معنا:ـ

     

    بين كفيها كان تحمل مجلة صحية قلبت صفحاتها وما إن وصلت إلى إحداها حيث صورة مكبرة لطفل وليد حتى أعلنت فيض الدموع من مقلتيها، السيدة بدت نضرة الوجه لم تتم عامها الخامس والثلاثين لكنها تعاني من مشكلة تأخر الإنجاب، يحاصرها أهل الزوج بأسئلة عن سبب تأخر الحمل وسط تهديدات بتزويج ابنهم من أخرى إن لم يحدث الحمل سريعاً فهم يريدون الفرح بالأحفاد ومداعبتهم خاصة أن زوجها هو البكر لأهله، المرأة لم تجد بداً من الذهاب إلى الأطباء واحداً تلو الآخر والجميع تشخيصاته قريبة من بعضها مع اختلاف أنواع العقاقير التي حولت جسدها إلى صيدلية تتفاعل كيميائية محدثةً أثارها على شكل جسمها الذي تضاعف كثيراً عما كان عليه بسبب عقاقير الهرمونات التي تتناولها.

    تقول السيدة:"مع بداية العام الثالث على زواجي اتجهت للأطباء علّي أجد سبباً لتأخر الإنجاب لدي فكانت المشكلة تكيس في المبيض وقرر الطبيب إجراء عملية جراحية وأتممتها بفضل الله لكن مرت الشهور ولم يحدث الحمل وبدأت الأسئلة من جديد تحاصرني أشاروا عليَّ بعمل عملية تلقيح صناعي واستمعت للاقتراح ليس فقط إرضاءً لهم بل لأشبع رغبة بداخلي أن أكون أماً لكنها لم تفلح أبداً وانتابتني حالة من الإحباط واليأس ومع استشارة أطباء آخرين قررت أن أقوم بعملية زراعة طفل أنابيب رغم تكلفتها العالية تكبدت جل مصاريفها لأنعم بمشاعر الأمومة "، منذ شهرين تتلقى السيدة إبر وعلاجات كتهيئة لعملية الزراعة وتأمل أن يمن الله عليها بالنجاح.

    أيد فلسطينية بخبرات مكتسبة

    كثيرة هي الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الإنجاب لدى الأزواج لسنوات تتجاوز على الأغلب الاثنتين يسعى معها الأزواج إلى إيجاد وسيلة ناجعة لإنهائها أملاً في إنجاب طفل يحول حياتهم الراكدة إلى ثورة من الفرح والسعادة.

    حتى العام 1983 لم يكن حلم الإنجاب لدى الأزواج الفلسطينيين المتأخر إنجابهم لسنوات طويلة ليتحقق بطريقة أخرى من طرق المساعدة على الحمل، وقتها كان الألم يخالج صدور الزوجات فلا يجد سبيلاً للتعبير إلا الصمت والصبر والرضا بقرار الزوج من ثانية إن كان سبب تأخر الإنجاب منها والرضا بالحرمان من مشاعر الأمومة وفاءً للزوج الكريم ولكن الحال تبدل في سنوات قادمة وبات حلم الإنجاب قريب المنال لدى المتأخرين في الإنجاب والسبب ابتكار علاج العقم بواسطة أطفال الأنابيب.

    د. بهاء الغلايني مدير مركز البسمة للإخصاب وأطفال الأنابيب بغزة، يؤكد أن أطفال الأنابيب باتت أمل كبير للمتأخرين عن الإنجاب لسنوات طويلة لافتاً إلى بدايات فكرة الإخصاب في فلسطين حيث تعود إلى العام 1983 حينما كان يعمل ضمن أول فريق في العالم بجامعة كامبريدج ببريطانيا استطاع أن يوثق إنجاز ولادة أول طفل أنابيب في الخامس والعشرين من يوليو تموز عام 1978، ويتابع د. الغلايني عمدت إلى نقل التجربة إلى بلادي فلسطين بتأسيس مركز البسمة للإخصاب وأطفال الأنابيب ليكون أول مركز فلسطيني يعمل بأيدي فلسطينية ذات خبرة مكتسبة ويساهم في إدخال البسمة إلى قلوب من عانوا تأخر الإنجاب لأيٍّ من الأسباب المرضية أو التي أثمرتها الممارسات الصهيونية أثناء التعذيب للأسرى الفلسطينيين في سجونهم.

    تأخر الإنجاب بيد الخالق

    في كتابه العظيم أوضح الله سبحانه وتعالى أنه القادر على خلق الأجنة في بطون أمهاتهم ذكراناً وإناثاً وأنه الأحد الذي بيده الملك والمال والبنون فقال جلَّ وعلا: {لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب من يشاء ذكورا أو يزوجهم ذكراناً وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليمٌ قدير}.

    يقول د. درداح الشاعر أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر"أن الله وحده القادر على أن يهب المال والبنون لمن يشاء من عباده ويحرمهم من يشاء، فالأمر الإنجاب خالص لله عز وجل إن شاء يؤخره وإن شاء يعجله وإن شاء يحرم من يشاء من عباده من نعمته "، مشيراً إلى ضرورة التسليم بذلك مع الأخذ بالأسباب عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( تداووا عباد الله فإن لكل داء دواء ولا تداووا بحرام) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    يشير د. درداح الشاعر أن الضغوط النفسية والاجتماعية التي يواجهها المتأخرين في الإنجاب خاصة المرأة في المجتمع الفلسطيني سببها احتكام الناس للعادات على حد تعبيره، فتارةً تواجه نصيحة باللجوء إلى طبيب اختصاصي وتارة أخرى يضغطون باتجاه الأخذ بالطب الشعبي من أعشاب ومرة أخرى بالاتجاه إلى الطب النبوي أو الحجامة وإن لم تفعل ينهالون عليها باللوم وكأنها السبب الأول والأخير في عدم الإنجاب وليس الزوج شريكاً معها ما يولد لديها ضغوطاً نفسية تساعد على تأخر الإنجاب بصورة أكبر.

    إلى ذلك لفت د. الشاعر إلى وجود اعتقاد خاطئ لدى المجتمع العربي والشرقي بأن المرأة هي المسئولة عن تأخر الإنجاب غير أن الحقيقة عكس ذلك تماماً وقال " الغالبية العظمى من حالات تأخر الإنجاب تعود إلى الرجل" وعلى الرغم من ذلك فإن الرجل في المجتمعات الشرقية لا يمكن أن يعترف بهذا ويزعزع صورته فهو مثال الفضيلة والكمال لذلك يلقي باللائمة على المرأة باعتبارها الأضعف أمامه حيث تواجه ضغوطاً من الأهل والأقارب في ظل عادات اجتماعية موروثة ومتجذرة في المجتمعات الشرقية بضرورة الإنجاب مبكراً باعتبارها المسئولة الوحيدة عن ذلك في ظل تنحي الرجل عن المشاركة في المسئولية التي بالأساس تقع على عاتقه.

    فيما طالب د. الشاعر المجتمع العربي اتقاء الله بنظرته إلى المرأة فهي كل المجتمع وتوفير سبل الراحة والطمأنينة لها بدلاً من نظرات الريبة واللوم وكأنها السبب وليس إرادة الله عز وجل قائلاً "إذا أشعرنا المرأة بالثقة والأمان والطمأنينة فإن ذلك سينعكس على نفسيتها وعلى قدرتها على الإنجاب أكثر من حالة التوتر أو التأزم النفسي وحالات الضيق التي تطاردها".

     

    التشخيص والصبر!!

    يوضح لنا د. جمال قنن أخصائي نفسي ببرنامج غزة للصحة النفسية، أن أسباب تأخر الإنجاب لها ثلاث جوانب أحدها يتعلق بالمرأة وحدها وآخر بالرجل وثالث بالاثنين معاً، كما أنها تتراوح بين أسباب عضوية وأسباب نفسية.

    أما عن الأسباب النفسية المتعلقة بتأخر الإنجاب لدى الأزواج فلا تعدو بعض التوترات في عضلات الجسم الداخلية والخارجية بسبب ارتفاع نسبة الأدرينالين في الدم، ناهيك عن حالة الإحباط والضغط النفسي التي تواجهها المرأة عند تأخر الإنجاب حيث تزداد الأسئلة والاستفهامات حولها ما يشكل عبئاً نفسياً على كاهلها يسهم في تأخر الإنجاب بصورة أكبر.

    وفيما يتعلق بالنصائح الواجب على المرأة المتأخرة بالإنجاب الأخذ بها التحلي بالمعرفة الصحيحة لسبب تأخر الإنجاب لديها وإتباع الوصفات الطبية بدلاً من الانجرار وراء الوصفات الشعبية والخرافات التي يمكن أن تزيد سنوات تأخر الإنجاب لديها وقبل كل ذلك عليها التسليم بأمر الله وإرادته فهو الذي يهب الذكور والإناث لمن يشاء ويحرمهم من يشاء.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()