- ابوالحسن الصالح علينا أن نسلم بأننا نتعلم من مدرسة الحياة الزوجية، فليست الغريزة كافية في فقه الحياة. ولأن الزوج بيده الإدارة الزوجية، فإنه معني بهذه الرسالة أكثر: أولاً: التفهم يؤدي إلى التفاهم. فابدأه قبلها. فهي كيان غير مستنسخ منك، وعائلتها غير عائلتك، وبيئتها تختلف عن بيئتك، ولها إيجابيات كثيرة وأخرى سلبيات، فلا تبحث عن الثاني وتتنكر للأول. فالمطلوب التأكيد على الإيجابيات وامتداحها، ومحاولة التعرف على السلبيات للتعاون معها من أجل التخلص منها. ومن هنا فإن الواقعية مهمة، فلاتتوقع من زوجتك التوافق في كل شيء منذ الأيام الأولى، بل إن التوافق العاطفي بحاجة إلى اجتياز مرحلة من المحاولة والإخفاق، والإصرار على التوافق مطلوب. ولاتحاول دائماً أن تنتقد تصرفاتها، أو محاسبتها على كل صغيرة كأنك شرطي، أو تحاول إظهار نقاط ضعفها أمام الآخرين. فكل ذلك حمق يهدد العش بالتلاشي. واحرص دائماً على تجنب الشجار، فليس سبب أسرع على قتل الحياة بينكما منه. ثانياً: هلاّ تعلّمت من زوجتك؟. النجاح في الحياة الزوجية لايتوقف على اختيار الشريك الصالح فقط، فذلك مطلوب منك أن تكون صالحاً أيضاً. فليس أسهل من أن تتهم مشروع الزواج بأنه نظام فاشل كما يفعل الكثير من الفاشلين في إدارة حياتهم الزوجية فيقولون: مالك والزواج. لأن الزواج يكشف عن عيوبهم الشخصية أمام الملأ، ويظهرهم بأحجامهم. فلا تتهم زوجتك بالقسوة أو سوء الظن إن هي كشفت بعض أخطائك ونقاط ضعفك. فالمطلوب أن تنظر إلى حياتك وشخصيتك من منظار أقرب الناس إليك (زوجتك) التي لاتستطيع التمثيل أمامها بشكل دائم. فتعلّم منها فإنها ناصح أمين. ثالثاً: فن التكيف. هذا الذي لايتقنه إلاّ الأقلون. لأن التوافق في كل شيء محال إن لم يتنازل الطرفان عن بعض أنماط سلوكهما القديمة، حتى يمكن التلاقي في منتصف الطريق. والزوج الذي يصر على عدم تغيير بعض عاداته وقناعاته فإنه يعلن عن سابق إصراره على إفشال هذه الشراكة، التي يفترض أن تقوم على الإحترام والتعاون والتفاهم المشترك. رابعاً: زوجتك إنسان. إنها شخصية واقعية وليست مثالية. فليس شيء أخطر في الحياة الزوجية من أن يسقط القناع عن المحبوب بعد فترة الخطوبة فيبدو على صورته الحقيقية، بعد أن كان الشريك ينظر إليه على أنه ملاك لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. فاقبل شريك حياتك كماهو دون أن تطلب منه أن يكون نسخة منك. فمن يريد زوجته كماهو تماماً فهو لم ينضج نفسياً بعد. خامساً: لاتعِش في الماضي. كن ابن الحاضر بمايضمن الحفاظ على مستقبل حاضر. فكل لمحة أو إشارة إلى علاقاتك الغرامية السابقة نذير هدم لحياتك الزوجية القائمة. حتى ولو تزوجت بأخرى فلاتذكر الزوجة السابقة بشيء لاداعي له. فقد تتخذ زوجتك هذا الماضي ضدك في بعض المشاحنات. سادساً: الزوجة تريد الإهتمام. فقل لكل ارتباطاتك: لدي ارتباط مع زوجتي، ولاتقل العكس. فالعمل ليس المقدم على زوجتك التي ستغار منه. وليهب كل منكما نفسه للآخر دون شروط. سابعاً: لاتكن ضعيفاً أمامها، فلا تستسلم للهموم والمشاكل، فإن الزوجة ترغب أن ترى زوجها قوياً، صلباً أمام العواصف. فواجه المشاكل والعقبات دون أن تردد كلمة: العزوبية خير من الزواج. بل قل لنفسك إن الحياة لاتسير على وتيرة واحدة. ثامناً: أفصح لها عن مشاعرك. استثمر كل فرصة سانحة في أن تعرب لها عن حبك لها، وأنها هي المفضلة لديك، وأشعرها بأنها لازالت فتاتك الحلوة. فلاتعتمد على علمها بحبك لها، بل أفصح. فقد قال النبي الكريم (ص): »قول الرجل للمرأة إني أحبك لايذهب من قلبها أبداً«. تاسعاً: لاتهمل قضايا حياتكما الزوجية. فقد يصرف البعض نصف يوم على تلميع سيارته، أو مكتبه، غير أنه غير مستعد لقضاء نصف ساعة من أجل حل مشكلة بينه وبين زوجته، أو بينه وبين أولاده. فكما أن السيارة بحاجة إلى فحص بين فترة وأخرى لتبقى سليمة، كذلك الحياة الزوجية. فهي ليست في الإهتمامات الثانوية. ويكفي دورة في الإسعافات الأولية للحياة الزوجية حتى نتجنب المشاكل دون اللجوء إلى الإستشاري بعد استفحالها. وأفضل من ذلك هو التثقيف الوقائي، وهو بحاجة إلى جلسات حوار ومتابعة بعيداً عن التصرفات العاطفية. عاشراً: إغفر لها. لأن المرأة تريد تعزيز غريزة »حب الحماية« فهي وبدافع لاشعوري تريد أن ينصب عليها جل عطفك وحنانك، ومن أجلها تظهر شجاعتك واهتمامك، فقد تزعجك بكثرة الأسئلة، وقد تغار عليك لمجرد أنها تريد التأكد من حبك لها، وأنك حاميها، والمدافع عنها. وفي الرواية أن رجلاً قال للإمام الصادق (ع): المرأة تغار على الرجل تؤذيه؟ فقال الإمام: ذاك من الحب ويقول عليه السلام متحدثاً عن حقوق المرأة ".. وإذا جهلت غفر لها". حادي عشر: تجنب الغيرة الزائدة، ولاتتهمها، لأن ذلك مما لاتنساه النساء العفيفات. ثاني عشر: لاتحمّلها فوق طاقتها. فهي شريكة وليست خادمة ٤٢ساعة. ثالث عشر: تهيأ لها كما تحب منها ذلك. وإن التهيئة ممايزيد في عفة النساء، ولقد ترك النساء العفة بترك أزواجهن التهيئة كما يقول الإمام علي(ع). رابع عشر: قدم لها هدية مماتحب. فقد ورد في الحديث المشهور (تهادوا تحابوا). خامس عشر: أد حقوقها. من الكسوة والطعام والمسكن والإحترام. وقد سألت إمرأة النبي(ص) عن حقها على زوجها فقال: أن يطعمك مما يحطم ويكسوك مما يلبس ولا يصيح في وجهك. ____________________________ مواضيع ذات صلة: * لتسكنوا إليها