بتـــــاريخ : 9/20/2008 5:35:31 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 3176 0


    قراءة في أثر الاحتلال على واقع التعليم في المجتمع الفلسطيني

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : علياء العسالي | المصدر : www.tarbya.net

    كلمات مفتاحية  :
    تعليم أثر الاحتلال

     

    لم تبدأ معاناة الفلسطينيين في شتى مناحي حياتهم بالاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 بل أنها معاناة تعاقبت وعبر عقود من الزمن قبل ذلك، فالشعب الفلسطيني عانى من تبعات الأجنبي وسيطرته على شتى قطاعاته، فكان للعهد العثماني تأثير كبير على حياة الإنسان الفلسطيني اجتماعياً واقتصادياً وتربوياً، وبعد ذلك جاء الانتداب البريطاني ولم يكن أرحم حالاً من سابقه بل أضاف إلى حجم المعاناة كماً أكبر واستمر إلى أن تتوجت هذه المعاناة مع قدوم الاحتلال الإسرائيلي الذي كان له الأثر الأسوأ على العملية التعليمية كما باقي مناحي حياة مجتمعنا الفلسطيني.
             
    وفي هذا البحث سيظهر أثر هذا التعاقب التاريخي من سيطرة واحتلالات مختلفة على قطاع التعليم والعملية التربوية تحت مجالات محددة بأهداف وفلسفات التعليم ، والإدارات التربوية، والمناهج التعليمية في كل فترة من تاريخ الشعب الفلسطيني.
             
    تعرض الشعب الفلسطيني في منطقة 48 لسياسات تجهيل منذ بداية الاحتلال وقد امتدت هذه  السياسة بعد عام 1976 لتشمل الضفة وقطاع غزة.
     
    وقد تمت محاولات لإصلاح الوضع التعليمي لكن كانت هذه المحاولات محدودة الفعالية بسبب سيطرة الاحتلال على قطاع التعليم العام، وقد وصل التسرب الطلابي في منتصف الثمانينات لأكثر من 50% مما شكل تهديدا لمستقبل الشعب الفلسطيني.
     
    لقد كان نظام التعليم الفلسطيني هدفاً دائماً لسياسات الإحتلال المدمرة، حيث هدفت هذه السياسات الى تحقيق ما يلي:
     
    أ‌.    حرف نظام التعليم الفلسطيني عن هدفه والذي يتمثل في خلق شخصية فلسطينية منتمية وخلاقة ومناضلة ذات هوية متميزة ومتواصلة مع محيطها العربي ومتفاعلة مع المجتمع الدولي.
     
    ب‌. اعاقة وتبطيئ حركة التطور الطبيعي لمجمل قطاع التعليم الفلسطيني وذلك عبر الفصل الاصطناعي عن محيطه العربي والاسلامي والعالمي، ولقد حرم المجتمع الفلسطيني نتيجة لسياسات الاغلاق، قطع الطرق، اغلاق مراكز التعليم، تخفيض الموازنات التطويرية الواجب تخصيصها من النمو الطبيعي.
     
    ج‌.      منع قطاع التعليم من القيام بدوره المفترض، كأي نظام تعليمي اخر في المساهمة الفاعلة في تقدم      
    الحضارة الانسانية عبر اعاقة علاقات التواصل مع الحضارات الاخرى، ولقد حرم نظام التعليم الفلسطيني من مزايا الاحتكاك والتعاون مع المجتمع الدولي، وكان على القائمين على نظام التعليم في فلسطين بذل مجهودات مضاعفة لتعويض الخلل الناتج عن سياسات الاحتلال المدمرة.
     
     
    لقد شكل الاحتلال معيقا بنيويا للعملية التعليمية الفلسطينية، حيث قلصت من سلطاته وسيادته في صياغة نظام تعليم يفي بمتطلبات وطموحات المجتمع الفلسطيني في الترقي والتطور، كذلك حاول الاحتلال جاهدا التقليل او التهميش من دور التعليم في تعزيز المفاهيم الوطنية والاخلاقية والانسانية التي يطمح أي نظام تعليمي لغرسها في المجتمع، وبدلا ان يلتفت المجتمع الفلسطيني الى بناء طاقات شعبه وتعزيز جودة موارده البشرية والتي هي كما يقال دائما الثروة الطبيعية الوحيدة التي يمتلكها الفلسطينيون، خصصت الموازنات والمجهودات لاعادة بناء ومعالجة اثار الاحتلال السلبية، مما خلف المجتمع الفلسطيني عن مواكبة تطور العصر، كما ان التعليم في فلسطين يحمل خصوصية لا تتوافر لدى معظم شعوب الارض، وهي ان فقر فلسطين بالموارد الطبيعية جعل من راس المال البشري محط اهتمام خاص، واصبح نظام التعليم الفلسطيني يشكل احد اهم روافد العملية النضالية والتي هدفت الى تعزيز الشعور بالهوية، وترسيخ الانتماء الوطني وتشكيل حواجز امام عملية التهويد والتخريب الاخلاقي التي حاول الاحتلال ايجادها (جامعة بيرزيت،2005).  
     
    كان للإحتلال الأثر والانعكاس السلبي الكبير على قطاع التعليم في فلسطين، ورغم هذا نجد ان معدلات الالتحاق في التعليم الاساسي فيها يعد من أعلى النسب في المنطقة، فقد بلغت هذه النسبة ما بعد الإنتفاضة الثانية أعلى نسبها فوصلت الى 92.2% ولكنها تراجعت الى 88.4% في العام 2003-2004.
     
    وبالرجوع الى إحصاءات اليونسيف مؤخراً فان عدد الاطفال دون سن 18 عام في فلسطين يبلغ 1,9 مليون طفل، وكما ورد في إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء لعام 2006 فإن 46% من مجموع السكان البالغ عددهم 3,9 مليون نسمة دون سن 15 وهم في سن التعليم المدرسي، منهم مليون طفل ملتحقين في التعليم المدرسي في (2277) مدرسة منتشرة في الضفة الغربية وغزة (1715 في الضفة و 562 في قطاع غزة )، وهذا يشير الى اضطرار عدد كبير من طلبة الانتقال لمسافات طويلة للوصول الى مدارسهم خاصة في الريف.
     
    كما وتوضح الإحصاءات الاكتظاظ في الشعب الصفية في المدارس الحكومية مما يضر في العملية التعليمية. كما وتشير تقارير اليونسيف الى ان اكثر من 23% من الطلبة بعد عام 2002 عانوا من صعوبة الوصول الى مدارسهم بسبب الحواجز الاسرائيلية.
     
    ارتأى الفلسطينيون ومن خلال مبادرات لأسر تقليدية في فلسطين أن تأسيس عدد من الجامعات سوف يساعد على نقاء الطلبة داخل الوطن مما يعزز الصمود ، وقد لقي هذا التوجه عرقلة واضحة من قبل سياسة الإحتلال الإسرائيلي.
     
     

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    تعليم أثر الاحتلال

    تعليقات الزوار ()