لا تخرج..تنفس مكانك واقض حاجتك في مكانك..ثم...
الكرسي خشبي مكسر والفصل شتاء...سيركبني الروماتيزم...
ائت ب"هيضورة" من بيتك..
السقف يقطر ..الملفات ستتبلل سيتحلل الحبر..ستختلط الأسماء والأرقام..
أبعدها عن موقع القطرة...
الرطوبة مرتفعة...أخشى حساسية الورق والملفات القديمة...
حين تصاب تكلم...
أحتاج موضع القدم "بوز بيي"..
قلها لماذا تجتهد...ولو قلتها بكل اللغات...
آش خصك آلعريان...
الأرض باردة متجمدة..
البس جوارب غليظة وزود حذاءك ب"سوميلا" غليظة...
أحتاج قلما لتحرير المحاضر...
اشتره...واش غلبك درهم..؟؟؟
المكتب مكسر ولا يصلح حتى لتمطيط الحلوى والعجائن في رمضان ...
اعمل واصمت واحمد الله على وضعك...فهناك من لا يجدون كرسيا ولا مكتبا ولا حتى حصيرا...والأدهى والأمر أن هناك طوابير للعاطلين...احمد الله...
يرسل الشاوش يشتري له قلم حبر جاف بدرهمين: درهم له ودرهم ثمن القلم..يحرر محضرا مفاده أنه تأخر لمدة خمس دقائق..يتعين عليه أن يرسله إلى المركز...تأخر غير مبرر...لا يعقل أن تراسل المركز بمخطوط...ما العمل إذن؟؟ تدبر أمرك..ارقنه..الآلة معطلة..اذهب به إلى كاتب عمومي...أو أكتبه على الحاسوب...سيكون أفضل...تدبر أمرك "دبرويي توا" Débrouille toi..
كيف وهو يقدم إلى العمل في نفس التوقيت..يكون أول الواصلين...اليوم يأتي في نفس التوقيت ويكون آخر الواصلين..أهذا دأبك؟؟ أن تتأخر عن التوقيت الإداري؟؟ خاطبه القانون...فتح عينيه من أقصاهما إلى أقصاهما..وأشار بسبابته إلى نفسه: أنا؟ نعم أنت.أدرك أنه لن يفلح في إقناع أحد..الجميع من حوله يرفع منكبيه ويبسط كفيه في الاتجاهين المختلفين في إشارة تفيد تصديق الجميع...خلاصة الأمر أنك تتأخر دوما...هي عادتك...هو ديدنك...أنت شبح...ولما علمت بزيارة القانون اليوم تحديدا قدمت للعمل...لكن وأنت تحاول التمويه لم تقو على القدوم في الوقت المحدد ولو مرة في حياتك الإدارية....
لم يشهد أحد بحقيقة الأمر...هل هم خائفون...؟حتى ولو شهدوا من سيصدقهم...كيف سيشهدون؟؟؟
تحترق في داخلك كل الأسئلة..غير أن سؤالا واحدا ظل عصيا على الاحتراق وكانت النار المستعرة بداخلك بردا وسلاما عليه..لماذا قدم الجميع مبكرا ذلك اليوم تحديدا وقد تعود الجميع على التأخر والقضم من التوقيت الإداري ساعة على الأقل في أحسن أحوال الجميع؟؟؟؟؟
حرر المحضر بعد أن غادر القانون راجعا إلى المركز...
كان عليك أن تستعطفه...فهو متسامح...
ما عندك زهر (حظ)...
أردت أن أشهد لك ولكن من سيصدقني...
مواساة وشماتة ورقة وعتاب ولوم...
لماذا لم يخبره أحد؟؟؟
لم يكن يجيب أحدا وهو يحمل المحضر إلى رئيسه المباشر الذي سيوقعه بسرعة فرحا وقد أوقع خصما عنيدا...
لم يستبعد أن يكون هو من فعلها به وأخبر القانون بالزيارة التفقدية في ذلك اليوم تحديدا