بتـــــاريخ : 9/19/2008 12:32:17 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1150 0


    أمي فاتن الحمامة و خالتي شاديه

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : حسان دهشان | المصدر : www.arabicstory.net

    كلمات مفتاحية  :
    قصة حسان دهشان

     

    أمي فاتن الحمامة و خالتي شاديه
     
     

     

     
     

     

    - إيه رأيك يا ماما رأفت ابن عمتي عايز يأجر الدكان بتعنا اللى في شارع وابور النور ؟

     

     تحسبها أمي في ثانيه  ويمكن أقل.لو قالت:

     

     - لا

     

    - طب ليه؟  ده حتى رأفت إبن حلال ووقف معانا في جواز وفاء أختي .

     

    الحل جاهز في يدها الشمال .

     

    - آه قلبي قلبي بيدق..دقاته غريبة ..بص شايف العرق اللي في إيدى الشمال أنا مش قادره .. أنا بموت.  

     

    لأننا نحب أمي , ولأنها أمي وليس بعد الأم صديق يجرى  هشام أخي ليحضر السيارة من "الكراج" وتجرى نجلاء لتسندها من كتف وأنا من الثان و الى أكبر مستشفى ..

     

    في المستشفى  كل أنواع التحاليل .رسم قلب بالمجهود  .رنين مغناطيسي.أشعه مقطعيه..و وفاء أختي تتصل من  الكويت كل عشر دقائق تطمئن .و ككل مرة يجمعنا الطبيب في مكتبه صفا كالتلاميذ.يسألنا سؤالا سمعناه سبع وأربعون مرة

     

    - انتوا زعلتوا ماما في حاجه

     

    نبص لبعضنا.

     

    - لأ ..هي ماعندهاش حاجه قلبها سليم زى قلب بنت في العشرين

     

    نبص لبعضنا.من على باب غرفتها بالمستشفى نسمع ضحكتها ..و ...كرر كركر...صوت ضحكة خالتي ناديه ..كركركر...

     

    ندخل فتنقطع الضحكة من منتصفها ..تبص عفاف لناديا وتبص ناديا لعفاف ..خالتي وأمي

     

    - أقعدو يا ولادى يا حبيبي ..الدكان رأفت مش حيخده أنا مبحبش تفيده أمه..

     

    وفاء أختي جاءها عريس و يفرق شعره على جانب.وأمي لا تحب الرجل الذي يفرق شعره على جانب..قلبها يدق وتدخل المستشفى..نجلاء أختي ستترك البيت الذي نجتمع و نتكدس فيه إلى بيت أكبر..تدخل أمي المستشفى.المشكلة  أننا في كل مرة نخاف..نحن نعرف ولكن نخاف..نخدع أنفسنا ونصدق . نجرى إلى المستشفى

     

    - أحسن تكون المرة دى بجد  وساعتها مش حنسامح نفسانا ...

     

    خالتي ناديا مختلفة.. ليست مريضة بالقلب.جسمها يتخشب . يعوج فمها .. يشيلها ابناها الاثنان.. وزنها تعدى المائة بثلاثين كيلو جراما..غالبا أتورط في حملها معهم.. فهي تسكن الدور الربع في البيت المقابل لبيتنا .. و لما نصل إلى السيارة الواقفة أمام الباب نكون قد كرهنا اليوم الذي ولدنا فيه..نفس التحاليل. نفس القلق ..وغالبا ما يأتي أبناء خالتي للاقتراض منى أو من أخي وفى النهاية لا شئ ..

     

    زوجتي لأنها من جيل أحدث من فاتن الحمامة و شاديه..فهي تنتمي لجيل منى زكى و يا سمين عبد العزيز..وكلنا يعرف ممثلين الزمن القديم. أشطر و أمهر ..لذا فهي تمرض المرض الذي يناسب إمكاناتها مثل الصداع وآلام الظهر

     

    - الأرض بتلف مش قادره أقف اسندنى يا سان

     

    أدخل فأجدها قد ربطت رأسها على طريقة الهنود الحمر

     

    - مالك ؟

     

    - الصداع .

     

    - مالك ؟

     

    - دايخه .

     

    تريد تغير الصالون , حرقا لدم ابنة خالتها.تريد تغيير الصالون مثل ابنة خالتها التي جابت صالونا "لوي كانز" بخمسة عشر ألف أو

     

    - أميره بنت طنط فاطمة غيرت الستاير..آآه دماغى

     

    الساعة الخامسة من صباح الجمعة ..جرس التليفون يرن .. وجرس المحمول يرن

     

    - في مؤامرة على يوم الإجازة .

     

    إنه أمجد زوج أختي نجلاء.

     

    - الحقنى يا سان أختك مش عارفه تاخد نفسها.

     

    - أمجد شوف نجلاء عايزه إيه و إعملهولها وسيبنى أنام.

     

     صرخت

     

    - أنا زهقت.

     

     اعتدلت زوجتي في الفراش صارخة.

     

    - فيه إيه؟؟ حد يصرخ كده على الصبح؟؟

     

     ألقيت نفسي مثل حارس المرمى عصام الحضري في كأس الأمم الأفريقية.ألقيت نفسي على الأرض و أمسكت صدري وقلت لها:

     

    - الحقينى يا سمر ..الحقينى كلمى الإسعاف

     

    كلمات مفتاحية  :
    قصة حسان دهشان

    تعليقات الزوار ()