فى الثامنة مساء فى الشتاء .حينما تمدين يدك مع يد أخيك وتجذبين الباب الذى يصدر صريرا يزعجك .أعلم أن يومى قد إنتهى و على أن أجالس الليل و أرسمك . أرسمك تتناولين عشاءك .
فى بقع الدهان على الحائط أراك تقلبين فى كراسات درسك . ألف حلم أنسجه عنك.وحينما تطل الشمس برأسها أجرى أصعد الى تلتى القريبة أنتظر يديك الصغيرتين تفتحان باب الدكان الذى يصدر صريرا يزعجك .تبيعين الحلوى للأطفال .
أكون فى الليل ـ بين حلمين بك ـ قد أعددت طعام اليوم كله أدفع جوعى بطعامى و أراقبك.
أراقب خروجك للمدرسة تحتضنين كتبك تخفين كنزك الصغير عن العيون . من نافذة غرفة الدرس الزجاجية أستطيع أن أتابع وجهك .أرى لهفتك على إجابة أسئلة المدرسين .
إنهم يحبونك .أكره مدرس الإجتماعيات كما تكرهينه .
أرقب عودتك إلى الدكان .
فى ليلة صيف سهرت أكثر من كل ليلة سابقة بعت الكثير من الحلوى والباقى أعطيته لأخر خمسة أطفال سألوك عن الحلوى و أغلقت الدكان ولم تفتحيه ثانية.
خمس وعشرون عاما مرت و أنا لازلت على التلة ناحلا جدا ،ملابسى ممزقة ،وجهى متسخ وفقدت نظارتى ذراعا و إحدى عدساتها ، يرشقنى أطفال الحى بالحجارة صارخين المجنون .
المجنون .فأجرى الى تلتى.كل يوم أحمل طعامى و اجلس على التلة أنتظر حتى تغيب الشمس و برغم التراب وخيوط العنكبوت على الباب لازلت موقنا أنك ستعودين يوما لتفتحى الدكان فأراك من بعيد لمرة أخيره أو سيأتى السيد الكريم يجذب يدى جذبة سريعة فأصبح بلا إنتظار