هي واحدة من المدارس الفلسفية التي ظهرت في القرن العشرين أسسها موريس شليك عام 1929 وضعت عدداً من العلماء والفلاسفة منهم رودلف كارتاب. وقد أطلق على جماعة فينا اسم الوضعية المنطقية وبسبب الحرب العالمية الثانية تشتت أعضاء جماعة فينا , فهاجروا إلى أنحاء مختلفة من العالم وحملت هذه الفلسفة أسماء منها: التجريبية العلمية , التجريبية المنطقية وحركة وحدة العلم والتجريبية الحديثة, والفلسفة التحليلية. ويجمع الوضعيون بمختلف نزعاتهم على نقاط أربع أساسية:
1. أن المهمة الفلسفية تحليل لما يقول العلماء لا تفكير تأملي ينتهي بالفيلسوف إلى نتائج يصف بها الكون وماضيه.
2. حذف الميتافيزيقيا من مجال الكلام المشروع لأن تحليل عباراتها الرئيسية تحليلاً منطقياً قد بين إنها عبارات لا معنى لها , أي إنها ليست بذات مدلول حتى يصح وصفها بالصواب والخطأ.
3. اتفاقهم على نظرية هيوم في تحليل السببية تحليلاً يجعل العلاقة بين السبب والمسبب علاقة ارتباط في التجربة لا علاقة ضرورة عقلية.
4. يتفق الوضعيون المنطقيون جميعاً على أن القضايا الرياضية , وقضايا المنطق الصورية تحصيل حاصل , لا تضيف للعلم الخارجي علماً جديداً فالقضية الرياضية 2+2=4 ما هي إلا تكرار لحقيقة واحدة رمزين مختلفين.
وهدف الوضعية المنطقية هي القيام بوظيفتين التركيز والتدريب لتتمكن من فهم مت يقصده العلماء , ثم توضيح ما تضمنته أقوالهم من حقائق مرجحة وبيانها.
ينظر الوضعيون المنطقيون إلى التربية على أنها فرع علمي يستعمل اللغة الإحصائية والإجراءات التجريبية في قبول أي نظرية أو ممارسة تربوية. ويعتقد شليك إن التربية عملية تعديل بدوافع الفرد, وخلق إنسان خير من إنسان شرير, وهي في الوقت نفسه عملية إكساب الفرد دوافع جديدة, تسعى إلى تنمية القيم المعرفية لدى الطالب وذلك من خلال تحويل القيم الانفعالية إلى قيم معرفية, وإلى تحقيق سعادته في ضوء المجتمع.
سعت المنطقية الوضعية إلى برمجة المواد الدراسية على شكل التعليم الآلي ونظرت إليه على أنه نوع من التعليم الذاتي وبذلك فإنها تقف وراء هذا النوع من التعليم لأن بتقديراتها أنموذج من السلوك التعليمي الذي يمكن التثبت من صحته تجريبياً وعلى هذا الأساس رأت المواد الدراسية التي يمكن برمجتها مواد مقبولة في المنهج الدراسي أما المواد التي لا يمكن برمجتها فهي مواد مرفوضة.
ويرى الوضعيون المنطقيون أن من الضروري أن تكون طرائق التدريس تطبيق أوسع للطرائق العلمية في معالجة المشكلات التربوية معالجة علمية , وأن تسعى طريقة المعلم في التدريس إلى وضع تعريفات لكل المصطلحات الأساسية وأن يحدد طريقة في التدريس في ضوء سلوك محدد وأن تكون حجرة الدراسة معملاً , وأن يجد سلسلة الحركات الذي يتكون منها التدريس, ويعين سلسلة الخطوات الضرورية لإحراز النجاح.
المبادئ الأساسية لهذه الفلسفة:
· رفضت الوضعية المنطقية جميع الأسئلة الفلسفية المتعلقة بالميتافيزيقيا أو المعرفة أو الأخرق, لان اهتمامها بالتحليل المنطقي فقط.
· كل شيء لا يخضع للتجربة, والتحليل غير معترف به عند الوضعية المنطقية بما فيه الإنسان لأنها قضايا خالية من المعنى.
· أكدت الفلسفة أن وظيفة الفلسفة وعملها هو تحليل المعرفة وخاصة المتعلقة بالعلم وأكدت أن المنهج المتبع هو تحليل لغة العلم.
· أكدت الوضعية المنطقية الاتجاه العلمي ووحدة العلم.
· التربية فرع علمي يستعمل اللغة الإحصائية والإجراءات التجريبية في قبول أي نظرية أو ممارسة تربوية.
· تهدف إلى برمجة قسم من المواد الدراسية والأهداف تقع ضمن المادة الدراسية وتهدف إلى إكساب الفرد دوافع جديدة وصولاً إلى النمو العقلي والاجتماعي للفرد.
· المواد التي يمكن برمجتها مواد مقبولة في المنهج الدراسي, واستعملت الوضعية المنطقية مناهج التحليل في المجال التربوي.
· الطالب مجموعة دوافع, وأن هذه الدوافع محور سلوكه.
· عمل المعلم في الوضعية المنطقية إثارة دوافع طلابه وإشباعها وتقديم المعلومات بأسلوب منطقي.
أما أهم الانتقادات الموجهة لهذه الفلسفة فتعزى إلى تناولها للغة يبدو متزمتاً ونظرياً بغير وعي, وتبين أن افتراضاتها قد أسرفت بالبساطة أكثر مما يجوز لها.
ومنهجها شديد التفصيل لكي تتناولها في نجاح اللغات في مجراها الذي ينقصه الإحكام الصوري, فإذا ما حصرنا أنفسنا في تحليل اللغات النموذجية المصطنعة وحدها أدى ذلك إلى تطبيق النتائج, وقد وجد فلاسفة التربية صعوبة كبرى في استعماله لحل مشكلات المدرسين.
|