|
المراهقون بين الفهم والتحدي
المراهقون بين الفهم والتحدي |
|
مسجد الزهراء - المحرق |
20/01/2003 |
الملتقى الثقافي الرابع صندوق المحرق للعمل الخيري المركز الثقافي مسجد فاطمة الزهراء (ع) - المحرق 20 يناير 2003 نادر الملاح المحاور: 1. هل نحتاج إلى استراتيجية تربوية للتعامل مع المراهق؟ 2. ما هي احتياجات المراهقين؟ 3. ما هي عوامل انحراف المراهقين؟ بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وأزكى المرسلين سيدنا محمد وآله الكرام الميامين وصحبه الأخيار المنتجبين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين.. من هو المراهق؟ تعرف المراهقة على أنها "المرحلة الفاصلة بين مرحلتي الطفولة والنضج (الرشد)". وهذه المرحلة رغم قصرها نسبيا إلا أنها تمتاز بحساسيتها الكبيرة لما لها من أثر كبير في تحديد الاتجاه الاجتماعي العام للفرد. وكغيرها من المراحل العمرية، يصعب تحديد بداية أو نهاية واضحة للمراهقة. فالبعض يرى أنها تبدأ في سن التاسعة وتمتد إلى سن الرابعة أو الخامسة عشرة، في حين يرى البعض أنها تبدأ في سن الثانية أو الثالثة عشرة وتمتد حتى سن التاسعة عشرة، كما يرى البعض الآخر أنها قد تمتد أحيانا إلى ما بعد العشرين. والمراهقة هي تعبير اصطلح علماء النفس الاجتماعي والتربية على استخدامه لوصف هذه المرحلة وذلك لأن الفرد يكون فيها أرقى مستوى من الطفل الذي تتملكه الرغبات والنزوات فيسعى إلى تحقيقها دون أن يضع في اعتباره إمكانية التحقيق، فهو يمتلك نمطا من التفكير يمكنه من تحليل الأمور المحيطة به وربطها بصورة عملية ومنطقية. إلا أنه في الوقت ذاته لم يبلغ حد النضج العقلي الكامل الذي يمكنه فعلا من تحقيق الاستقلالية التامة واتخاذ القرارات الحاسمة وتحديد مسار حياته. وغرضنا من هذا التقديم هو أن نبين أن كلمة "المراهق" أو "المراهقة" ليست تهمة أو منقصة في حق الشاب أو الفتاة، وإنما هي وصف علمي لمرحلة عمرية ليس أكثر من ذلك ولا أقل. ولعل المصطلح الأكثر ملاءمة لوصف هذه المرحلة من وجهة النظر الإسلامية هو "سن البلوغ والتكليف"، حيث يوحي بطبيعة هذه المرحلة أكثر مما يوحي مصطلح المراهقة. وتأتي الأهمية الاجتماعية لهذه المرحلة من كونها مسارا لمنعطفين يفترقان بزاوية مقدارها 180 درجة. فإما أن يتوجه الشاب فيها إلى الاستغلال المثمر لحيويته ونشاطه فيكون فردا فاعلا في المجتمع أو أن يتجه إلى العبث واللهو غير المجدي، فيجرف معه من يعيشه حوله في محيطه الاجتماعي نحو الانحراف عن جادة الصواب. هل نحتاج إلى استراتيجية تربوية للتعامل مع المراهقين؟ الاستراتيجية أو المنهجية التربوية ضرورية عندما نتحدث عن موضوع التربية، ليس تربية المراهق فقط، وإنما في أي مرحلة من مراحل العمر. لابد أن يكون الأبوان والمربون بصفة عامة على دراية تامة بالأساليب الصحيحة للتعامل مع كل مرحلة عمرية حسب خواصها واحتياجاتها. فلا يمكن أن نتعامل مع شاب في الخامسة عشرة من العمر مثلا بالطريقة التي نتعامل بها مع طفل في الرابعة أو الخامسة من عمره. وعلى هذا الأساس، لابد لنا قبل أن نتحدث عن استراتيجية التعامل مع المراهق أن نتعرف على خواص مرحلة المراهقة، والتغيرات التي تصحب هذه المرحلة. وهنا نقسم هذه الخصائص إلى ثلاثة عناوين رئيسية، هي: 1. التغيرات الجسمية. 2. التغيرات النفسية. 3. التغيرات العقلية والمستوى الفكري. أولا: التغيرات الجسمية: ما أن يدخل الشاب هذه المرحلة الجديدة من العمر حتى تبرز مجموعة من التغيرات السريعة على بنيته الجسمية، تكون نتيجتها تشكل مزاج جديد للمراهق. فإفرازات الغدد الهرمونية في الجسم ونشاطها المتزايد في هذه المرحلة يتسببان بصورة مباشرة في إزالة التعادل النفسي الذي يرافق مرحلة الطفولة، ووضع الشاب في مواجهة مرحلة عمرية جديدة لم يجر الإعداد المسبق لها. إن نمو الجسم في هذه المرحلة يكون بمعدل سريع نسبيا بحيث يكون الأوسع في مختلف المراحل العمرية للإنسان، ولا يتوقف هذا النمو المتسارع إلا ببلوغ سن الخامسة والعشرين تقريبا. ويكون نمو البنية الجسمية للفتاة في هذا السن أسرع منه في الشاب، إلا أنه في بعض جوانبه كخشونة الصوت مثلا يكون أسرع بالنسبة للشاب مقارنة بالفتاة. ومع نمو الجسم يبدأ الوزن بالتزايد، كما تبدأ قوة الأداء الجسمي بالتضاعف. ولعل زيادة القوة الجسمية هذه هي أحد الدوافع وراء انخراط المراهقين في بعض الأمور التي قد تبدوا للمحيطين بهم أمورا تافهة أو عبثا غير مجدي ذلك أن المراهق يكون متحيرا بهذا الكم الهائل من الطاقة والقدرة الذي نزل عليه بصورة (مفاجئة). ويلاحظ في هذا السن بروز العضلات وازدياد الطول حيث يبدأ الهيكل العظمي بالاتساع الطولي أولا ثم العرضي، كما ينمو الشعر ويزداد غلظة في المناطق التناسلية والوجه. وبصورة خاصة يبدأ السائل المنوي لدى الشاب بالتكون والنزول من مجرى البول، في حين تبدأ العادة الشهرية عند الفتيات. كل هذه التغيرات الجسمية تجعل المراهق يقف متأملا ومتفكرا، ومن ثم ينطلق بقوة نحو تنفيذ ما أملاه عليه فكره وفهمه لهذه التغيرات، معتمدا في ذلك على القوة الكامنة داخله. ثانيا: التغيرات النفسية: 1. الإرادة: قد يتجه المراهق أحيانا لخلق بعض المشاكل -دون التفكير في العواقب- فقط من أجل أن يضع نفسه في مواجتهها، ويثبت بالتالي للمحيط بأنه أصبح يمتلك إرادة قوية سيما إذا كانت المشاكل من النوع الذي يمكن للشاب أن يتغلب عليه حيث الإحساس بالفخر والقوة والبهجة هي الهدف المبغي. ويشير الدكتور علي القائمي في هذا المجال إلى موردين أساسيين، هما: • عدم التورع والتهور اللذان يأتيان عن جهل بالخير والشر فضلا عن الجهل بعواقب الأمور نظرا لانعدام التجربة. • موارد المنافسة والتسابق والتي يحفزها تشجيع الآخرين. 2. تحمل المسؤولية: يداخل المراهق شعور قوي بالقدرة على تحمل كامل المسؤوليات والالتزام بأي أمر تماما كالرجال، إلا أنه قد يتجنب تحمل المسؤولية لا لشيء إلا لخوفه من الفشل أو العجز. ولعل ذلك يفسر مدى سرور الشاب أو الفتاة في هذا السن عندما توكل إليهم مهمة يعرفون مسبقا أنهم يستطيعون القيام بها والسيطرة عليها. وقد يعود التردد في هذه الحالة إلى كثرة الالتصاق بالوالدين أو أحدهما وبالتالي الخوف من مضايقتهم بالفشل أو أحيانا الخوف من التوبيخ. ولذلك فإننا ننصح الوالدين بإعطاء بعض المسؤوليات وبصورة تدريجية للشباب والفتيات في سن المراهقة حتى يتسنى لهم بناء الثقة بالنفس والشخصية المستقلة القادرة على اتخاذ القرار وتحمل المسؤولية في النجاح أو الفشل. 3. الخيال: من الظواهر الملحوظة في هذه المرحلة ارتباط الشباب بالخيال والأحلام، ولعل الأمر أكثر وضوحا وجلاء عند الفتيات نظرا لارتباطه بالعواطف والأحاسيس، إلا أن ذلك لا يعني انعدامه عند الشباب. وقد يجد المراهق نفسه منقادا إلى الاختراع والاكتشاف أو إلى الفن أو الرسم أو الموسيقى أو حتى الزهد والورع أو التطرف الديني والعقائدي والفكري، دون أن يكون قادرا على إيجاد التفسير العقلاني لذلك. ويعتقد علماء النفس والاجتماع أن الخيالات في هذه المرحلة العمرية هي أساس التفكير عند الشباب، إذ تحركه وعن طريق التداعيات وتجمع الخواطر وتركيب الصور في الذهن تخلق صورا جديدة، وعندها ينتقل إلى عالم الواقعيات مرة أخرى. ثالثا: التغيرات العقلية والمستوى الفكري: إن فكر الشباب فكر متجدد يتطرق لمختلف المواضيع إلا أنه يمتاز بعدم الثبات وسرعة التغير رغم نشاطه القوي. وقد يكون ذلك عائد إلى قلة التجارب وانعدام الخبرات بالدرجة الأساس. ويرجع علماء النفس الاجتماعي سبب هذه التغيرات إلى أن ذهن الشاب يستقبل باستمرار أفكارا وآراءا خارجية تؤثر عليه دون أن تكون لديه القدرة على تقييمها وتحليلها واكتشاف مواطن القوة والضعف فيها. وهذا ما يجعل الشاب في مهب الأفكار المنحرفة والمغرضة والتي تطلى بمظاهر خداعة على غير واقعها. ولهذا، نرى أن أصحاب الفكر الجديد أو أصحاب الأفكار الهدامة إذا ما رغبوا في نشر فكرهم يعمدون إلى هذه الفئة من الناس لسهولة السيطرة على تفكيرهم وبساطة تشكيل معتقداتهم وتسخيرهم بالتالي لتحقيق أغراضهم الخاصة. إن عدم امتلاك الناشئة والشباب لخلفيات فكرية متينة هو السبب الرئيسي في انضمامهم إلى التشكيلات والتكلات والتنظيمات السياسية ذات الأغراض المتعددة. وليس بميسور الشباب أن يكتشفوا أخطاءهم إلا بعد مرور فترة غير قصيرة من الزمن يكتسبون فيها التجارب والخبرات التي تؤهلهم للحكم على الموقف. ويرى أغلب علماء النفس أن الشاب في مرحلة المراهقة يمر بأخصب مراحل النمو العقلي وتزايد الذكاء الذي يصل إلى ذروته حيث أن جميع القوى المرتبطة بالعقل تأخذ بالاتساع كالذاكرة والمخيلة والقدرة على الإبداع والابتكار علما بأن تجاهل هذه القدرات العقلية سيتسبب بصورة حتمية ومباشرة إلى ضمورها بمرور الزمن، لذا فإنه لابد من العمل على تنميتها وتقويتها. وعلى الرغم من بروز الشاب بمستوى عقلي متميز إلا أنه يكون عاجزا في أغلب الأحيان عن تحليل الأمور وتفسيرها وذلك لبطئ تبلور المستوى العقلي إلى الحد الذي يجعله قادرا على التمييز بين الصح والخطأ أو بين الخير والشر. ولهذا فإن آراء الشباب في هذه الفترة تتميز بالسطحية لكونها مبنية على مشاهدات لا على خبرات عملية وواقعية، ولكون هذه المرحلة خاضعة لتأثير العواطف التي غالبا ما تكون هي المسيطر الأول على القرارات والأحكام التي يهتدي إليها. والجدير بالذكر هنا، هو أن المراهق يتأثر تأثرا شديدا بتجاهل الآخرين له ولآرائه الشخصية لجهله بالسبب وراء ذلك، الأمر الذي قد يعود عليه بنتائج سلبية تنعكس آثارها على العملية التربوية بشكل عام ومدى استجابة المراهق للإرشاد والتوجيه. ومن هنا، فإن أي استراتيجية تربوية للتعامل مع المراهق لابد وأن تنبني على فهم هذه الخصائص واستيعابها لضمان سلامتها، وإلا كانت النتيجة انفلات زمام الأمور من يد المربين وبالتالي انجرار المراهق شابا كان أو فتاة نحو السلوكيات المنحرفة. احتياجات المراهق: كما ذكرنا فيما مر، فإن المراهق يمر بعدد من التغيرات الجسمية والنفسية والعقلية، وهذا أمر طبيعي تقتضيه طبيعة النمو الجسمي والنفسي. والمهم هنا هو أن ننتبه إلى أن حدوث هذه التغيرات بأبعادها الثلاثة التي ذكرناها، يؤدي إلى ظهور مجموعة من الحاجات النفسية إلى جانب الحاجات الجسمية المعروفة من مأكل ومسكن ومشرب .. وما إلى ذلك. وهذه الاحتياجات بطبيعة الحال ليست احتياجات جديدة أو أنها وليدة هذه المرحلة، إلا أنها تمتاز بالحساسية وتحتل موقعا متقدما من الأهمية مقارنة بمرحلة ما قبل المراهقة لما يصاحب هذه المرحلة من نضج فكري وعقلي ونفسي. وأبرز هذه الاحتياجات: 1. الحاجة إلى التقدير 2. الحاجة إلى الإرشاد والتوجيه 3. الحاجة إلى العمل 4. الحاجة إلى الاستقلالية 5. الحاجة إلى الاستيعاب الاجتماعي 6. الحاجة إلى الشعور بالأمن والاستقرار والطمأنينة أولا: الحاجة إلى التقدير: يحتاج المراهق بصورة ماسة لأن يحصل على كم وافر من التقدير الاجتماعي والمكانة التي تتناسب وقواه وإمكاناته سواء في بيئته الأسرية أو التعليمية أو المحيط الاجتماعي العام. فالمراهق يكاد لا يتوقف عن عملية البحث المستمر عن ذاته، ولهذا نجد بعض المراهقين يبذلون ما هو أكبر من طاقاتهم أحيانا فقط من أجل الظهور في المحيط الاجتماعي. ثانيا: الحاجة إلى الإرشاد والتوجيه: إن المراهق كما سبقت الإشارة يحمل فكرا نشطا وحماسا وحيوية زائدة للحد الذي يمكنه من اتخاذ القرارات التي ربما تكون قرارات خطيرة أو مصيرية، إلا أنه في المقابل يعاني من نقص شديد في الخبرات والتجارب، الأمر الذي يقف حائلا دون إصابة الهدف فيؤدي إلى بالتالي إلى الفشل أو الانهزام. ولما كان المراهق أسرع الناس إلى الكآبة واليأس فإن خوض تجربة صعبة واحتمال الفشل فيها يحتمان إيجاد المرشد أو الموجه الذي يمد هذا المراهق بخبراته ومعارفه فيكون بمثابة العين الثالثة للمراهق في رؤيته للأمور والمعطيات المتوفرة لديه من جهة، ولكي يعمل على تهيئته لتقبل الفشل ومحاولة الاستفادة من الأخطاء والتجارب الفاشلة بدلا من الخلود إلى حالة اليأس والكآبة التي إنما هي انتحار بطيء للمراهق. ثالثا: الحاجة إلى العمل: يمثل العمل الحقل الأول الذي يثبت فيه المراهق قدرته على تحمل المسؤولية وإدارة أموره بالصورة السليمة، وهو المكان الذي يحقق المراهق ذاته من خلاله. ولعلنا نلاحظ كيف أن حالات البطالة تؤثر أكثر ما تؤثر على هذه الفئة فيكونون عرضة للانحرافات الأخلاقية والابتعاد عن الخط القويم أو الانخراط في العنف السياسي والوقوف في وجه السلاح دون أدنى خوف أو وجل، حيث أن إحساسهم بالفشل الذريع ليس في إثبات الذات فحسب بل وحتى في إظهار هذا الذات للمجتمع، يكون دافعا قويا نحو هذه الميول. وهنا تقع على عاتق المجتمع والدولة على حد سواء مسؤولية توفير العمل الذي يتناسب وإمكانات المراهق العلمية والجسدية والفكرية والعقلية والنفسية كي ما تستغل أفضل استغلال من جهة ولكي تضمن ابتعاد المراهق عن عوامل الانحراف والفساد الأخلاقي. رابعا: الحاجة إلى الاستقلالية: كما أشرنا من قبل، فإن المراهق يتمتع بثقة عالية في قدرته على اتخاذ القرارات لا سيما المصيرية منها، لكنه تنقصه الخبرة التي تضمن سلامة هذه القرارات، لذا ينبغي علينا كراشدين محيطين بهذا المراهق أن نعينه على اتخاذ القرار بنقلنا لما نحمل من خبرات ومعارف إليه.. إلا أن ما ينبغي الالتفات إليه هنا هو أن لا يتم نقل هذه الخبرات والتجارب في حالة من الفرض والسيطرة والوصاية، ذلك أن هذا الأمر – وهو فرض السيطرة والوصاية – من شأنه أن يجعل من شخصية المراهق شخصية مريضة ومتذبذبة غير قادرة على اتخاذ القرارات أو تحمل المسؤولية وبالتالي يكون هذا الشاب فردا غير فاعل أو منتج في المجتمع الذي يعيش فيه. كما إنه سيكون عاجزا عن الاستفادة من التجارب التي يخوضها لجهله بجوانب القرار وخفاياه، ولإحساسه بأنه ينفذ الأوامر بدلا من تحليه بروح التحدي من أجل إثبات الذات. خامسا: الحاجة إلى الاستيعاب الاجتماعي: لقد كررنا القول بأن المراهق عبارة عن شعلة من النشاط والحيوية والوهج الفكري وروح المثابرة، وهذا في حد ذاته أمر جيد، إلى أن ما يجب التنبه إليه هو أن هذه الأمور أو الصفات هي أمور قابلة للتلاشي والاضمحلال إذا لم تجد قدرا من كاف من الاستيعاب الاجتماعي. ونقصد بالاستيعاب الاجتماعي هنا، تسخير هذا النشاط بالكيفية الصحيحة المتلائمة مع الإمكانيات الذاتية الكامنة لدى المراهق بما يتناسب والحاجة الاجتماعية في الوسط أو المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه وينتمي إليه. إن عدم الاكتراث بهذه الحالة الطبيعية لدى المراهق يعمل على جرفه إلى الانطواء وابتعاده عن حالة البذل والعطاء إلى حالة التقوقع والانزواء على النفس وربما الانحراف، أو في أحسن الآحوال العيش كأي آلة تعمل ما هو مطلوب منها فقط دون أن تحرك فكرا إبداعيا يعمل على التطوير والتحسين. سادسا: الحاجة إلى الشعور بالأمن والاستقرار: وهو ضرورة من ضرورات الإنتاج الفكري لأي فرد من أفراد المجتمع وفي أي مرحلة عمرية. فإحساس الفرد بالأمان يدفعه دوما لأن يعمل على تحسين وضعه الاجتماعي والاقتصادي والسير في طريق كسب المكانة المرموقة في المجتمع في حين يعمل شعوره بالخوف على تحطيمه الكلي. والمقصود بالأمن هنا هو حالة الطمأنينة والسكينة والاستقرار بكافة أشكالها وهيئاتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية وغيرها. عوامل انحراف المراهقين: عوامل الانحراف عديدة ومتنوعة بحيث يصعب حصرها أو تعميمها على كل الحالات، وإنما يتم النظر إلى كل حالة من حالات الانحراف على حدة، وبعد تحليل المعطيات الأولية لهذه الحالة يتم تحديد أسباب انحرافها وبالتالي وضع العلاجات والحلول المناسبة. إلا أن هناك عدد من العوامل التي تعمل على تهيئة الأرضية للانحراف أو تعزيز هذا الاتجاه السلوكي. وأبرز هذه العوامل: 1. منهجية التعامل مع المراهق من قبل المربين والمحيطين به في المجتمع. 2. المستوى المعيشي للأسرة وكذلك مستواها الثقافي والعلمي والديني ومكانتها الاجتماعية. 3. المدرسة. 4. جماعة الرفاق. 5. الإعلام. 6. الثقافة المجتمعية. 7. الوضع الأمني في المجتمع. 8. وسائل الترفيه. 9. التشريعات والقوانين. 10. كثرة المغريات. |
|
|
|
|
|
|