بتـــــاريخ : 9/14/2008 7:18:14 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1084 0


    وردة للذئب

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

    كلمات مفتاحية  :

     

    الانتحارُ الحرُّ بينَ ربابتينِ،‏

    بكاءَ أغنيةٍ يلوّحُ عمرَهَا للقمحِ،‏

    قلبٌ مقبلٌ من عتمةِ الدنيا‏

    ليضاجعَ الرمانْ!‏

    موالُ ثاكلةٍ على الزيتون،‏

    أخدودُ الحياةِ الكهلُ،‏

    جنحُ حنانها المجروحِ...‏

    قافيةُ المواويلِ التي راحت‏

    تلاطمها الرياحُ‏

    على جذوعِ السنديانْ. /هو صوتنا المبحوحُ خلفَ الريحِ‏

    مهباجُ الضياعِ المرُّ،‏

    قدّيسُ الثلوجِ‏

    وذئبُهَا المتروكُ إثماً ضائعاً‏

    في وحشة الوديانْ.‏

    يعوي ويرحلُ في قفارِ الأرضِ‏

    تتبعهُ ذئابُ الحزنِ من جبلٍ إلى جبلٍ‏

    وينبحُ في ظلامِ الليل بالخسرانْ!‏

    ظلٌ يرامحُ في سوادِ الليلِ أشباح العواءِ،‏

    ويختفي كالحزنِ في جسدِ المراثي‏

    كلّما مرَّ الحداءُ على ضريحِ الأرضِ‏

    يأتي خلسةً‏

    ليضمَّ أرملةَ المواويلِ الجريحةَ‏

    بعد غيبتهِ الطويلةِ‏

    أو يخصِّلَ من جدائلِ شعرها السوداءِ‏

    سنبلةً‏

    لطفلتهِ التي شبّتْ على الأحزانْ.‏

    وبكلّ أغنية ننادمُ صوتَهُ المجروحَ،‏

    نلمحُ في المراثي ظلَّهُ المكسورَ‏

    محنيّاً على قبرِ الضياعِ‏

    ككتلةٍ منحوتةٍ للدمعِ والغفرانْ!‏

    يا توأميْ ومسيحيَ المصلوب فوقَ‏

    بداوة الصبّارِ!‏

    لا قلبٌ يدقُّ على وجيبكَ‏

    خلفَ هذا السور..‏

    لا امرأةٌ تحوكُ‏

    على أنينكَ‏

    ضلعَهَا المكسورَ،‏

    لا ريحٌ تكرّرُ روحها‏

    إلا على جذعِ الحدا والانتظارْ.‏

    لا شيءَ غيرُ الريحِ‏

    تشنقُ في البراري خصلةَ الحزنِ البريئةَ،‏

    والشحوبُ المرُّ في وجهِ القفارْ.‏

    وأصابعٌ مغمورةٌ بالرملِ‏

    ترفعُ وردةَ الندمِ الأخيرةَ‏

    بين أنقاضِ الشقاءْ!‏

    لا شيءَ في هذا المكان سوى‏

    قصاصاتِ الخريفِ‏

    تهيمُ في أفقٍ حزينٍ‏

    ثم تهوي كالتوائمِ‏

    فوق قمصانِ العماءْ.‏

    لا شيءَ في هذا السوادِ سوى صدى‏

    طاحونةٍ خرساءَ خلف الحرشِ‏

    توقظُ بالعويلِ مرارةَ الطيونِ في سفحِ من الهجرانْ.‏

    وعقابُ أيامٍ‏

    يكرّرها غرابٌ جارحٌ عندَ الغيابِ‏

    مبدّداً بسوادهِ أميَّةَ الصوانْ.‏

    فارفعْ عواءكَ في جهاتِ الأرضِ!‏

    لن تبكي عليكَ غزالةٌ‏

    لتصيرَ أيّوباً على الأيامِ‏

    بل ستموتُ وحدكَ في شتاءٍ ماطرٍ، ناءٍ‏

    كما فزاعة للحزنِ‏

    مصلوباً على بوابة البستانْ.‏

    لكنني في وحدتي يرتابُ بي ظلّي‏

    فيرفعني إلى أحجيّةِ الجدرانِ ظلاً خائفاً‏

    يبكي على قمرِ الأقاصي‏

    مثل ذئبٍ نابحٍ في وحشةِ الوديانْ.

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()