بتـــــاريخ : 9/11/2008 9:22:24 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 970 0


    عيد الحب.. الظاهرة الفالنتانية

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : أحمد إسماعيل | المصدر : www.meshkat.net

    كلمات مفتاحية  :
    عيد الحب

    (أجواء شاعرية و انفعالات وجدانية تتخللها رموز الحب و ألوانه، من ورود وقلوب حمراء، ضمتها رومانسية المكان؛ من حدائق و منتزهات و مسارح، كما أضفى عليها دفء المناسبة التي وفًرها – (القديس فالنتاين)- للمحبين أو لأدعياء الحب سعادة و بهجة ..) هكذا افتتحت (لونا الشبل) – مقدمة برنامج (للنساء فقط) في قناة الجزيرة الفضائية- حلقتها الخاصة حول (عيد الحب) العام الماضي !!.

    يوم الرابع عشر من شهر فراير/ شباط من كل عام المسمى بـ(عيد الحب) أو (يوم القديس فالنتاين) أصبح ظاهرة تتسع لتشمل العديد من دول العالم و عواصمه، و تتمدد باتجاه الكونية بفضل نفوذ الآلة الإعلامية؛ بوصفها الأداة الأولى لإعادة التشكيل الثقافي للأمم و الجماعات.. و يبدو أن رياح العولمة – أو بالأحرى أعاصيرها- تحمل معها كل شيء؛ بدءاً بالشركات العابرة للقارات و البحار.. إلى المفاهيم و القيم و أنماط السلوك و الأخلاق المبثوثة عبر الفضاء، وعلى عالم (الويب) الافتراضي .. و حتى العادات و التقاليد و الطقوس و الأعياد!!.. فياله من عالم فاقد للخصوصية و اللون و المذاق !!.

    و لكن الاحتفال بعيد الحب الذي انفجر كالبركان في السنوات الأخيرة، يراد فرضه – بقوة دفع كبيرة- من قبل جهات كثيرة يهمها تحصيل أكبر قدر من عائدات الربح سنوياً، و أخرى تسعى إلى تطبيع و تسويق مظاهر الهوس بـ(الغرام) و صولاً إلى الفوضى الجنسية!!، ليصبح الاحتفال في نهاية الأمر ممارسة ضرورية و تقليداً ثابتاً.. ففي استطلاع للرأى في نيوزلاندا وُجد أن الرجال يشعرون بضغط كبير لشراء هدايا عيد الحب .. و أن النساء يشعرن باستياء كبير إذا لم يقدم لهن أحباؤهن هدية، بل إن بعض النساء اللائي لايتوقعن تسلم رسائل حب في هذه المناسبة يقمن بإرسال بطاقات لأنفسهن أو لكلابهن.

    فالنتاين .. من أين جاء ؟!

    (مع حبي) !! بهذه العبارة و قَّع (القس فالنتاين) – قبيل إعدامه- الرسالة التي كتبها لابنة الإمبراطور ( كلاديوس الثاني) – الذي كان قد حرم الزواج على جنوده حتى يتفرغوا للحرب و القتال !! و وفقاً لإحدى الروايات الثلاث التى توردها الموسوعة الكاثوليكية حول قصة الإحتفال بـفالنتاين، فإن القس فالنتاين الذى كان يخرق الأمر الإمبراطوري، فيقوم بعقد الزيجات للجنود – سراً- تم إعدامه في يوم الرابع عشر من شباط/ فبراير 270م الذي يوافق ليلة العيد الوثني الروماني(لوبركيليا)، الذي تم ربطه فيما بعد بذكرى أعدام فالنتاين .

    و في العصر الفكتوري تحول العيد إلى مناسبة عامة، عندما طبعت لأول مرة بطاقات تهنئة بهذا اليوم، و كانت الملكة فكتوريا ترسل مائات البطاقات المعطرة بهذه المناسبة أفراد و أصدقاء الأسرة الملكية في برطانيا، و صارت تتنوع طقوس هذه المناسبة؛ من تبادل للورود الحمراء، إلى بطاقات التهنئة، إلى صور (كيوبيد) – إله الحب عند الرومان القدماء- ...إلخ .

    فإذا كان مبرراً في حضارة الغرب التي جعلت (بلازما) دمها، و ماء حياتها من عصارة الوثنيات القديمة للرومان و اليونان، تلك الوثنيات التي تجعل من كل شيئ عيدا و قداسا.. و تجعل لكل شيئ إلهاً و رباً! فللزرع إله ويوم .. و للخصب إله ويوم .. كما للجمال إله ويوم .. و للحب إله ويوم أيضاً!!.. و على دربها مضت الحضارة الغربية العصرية .. فللعمال عيد و طقوس .. و للأشجار عيد و طقوس .. و للأم عيد و طقوس .. و للحب عيد و طقوس!!.

    فإذا كان ذلك مبرراً لدى الغربيين لأسباب خاصة تتعلق بطبيعة فهمهم للدين و الحياة، فما هو تبرير جود هذا اليوم في أمة الإسلام، تلك الأمة التي سما بها دينها عن كل ترهات الأيام و الأعياد و الأوثان .. فلم تعرف من الأعياد إلا أطهرها و أجلَّها: (العيدان؛ الأضحى و الفطر)!!؟.

    عيد الحب في مجتمات المسلمين

    منذ وقت ليس بالطويل تجاوزت الظاهرة الـ( فالنتاينية) حدود الأمم و الأقطار، و جاءت من خلف البحار لتبدأ في اجتياح بلاد المسلمين، و تجد لها مكاناً في العديد من عواصمهم كالقاهرة و بيروت و دمشق و الخرطوم...إلخ باعتبارها نمطاً عصريا ً متحضراً!!. و يتفاوت شكل الاحتفال بـ( فالنتاين) في ديار الإسلام من عاصمة إلى أخرى حسب درجة حظها من التغريب و الانحلال، فبينما يأخذ شكل العيد و مظهره في بعضها- تماماً كما في الغرب- ينحسر شيئاً ما في أخرى إلى ممارسة محدودة في القطاعات الشبابية، في حين يتضاءل جداً فى بعض العواصم التي يكون للدولة و مؤسساتها تدخل و دور مباشر في الحد من انتشاره !.

    ففى بيروت – أكثر العواصم العربية احتفالاً بـ الفالنتاين – يأخد اليوم شكلاً أشبه بالعيد.

    وفي الخرطوم مازال الاحتفال بعيد الحب في أطواره الأولى.. ولكنه مع تأثير الفضائيات و مواقع شبكة الإنترنت، بدأ يأخذ شكل الظاهرة في أوساط الشباب و الشابات، خاصة وسط المراهقين و طلاب الجامعات .. وفي ظل عدم الاكتراث من قبل الأسر و الدعاة و العلماء و الأجهزة الرسمية، فإنه يمضي سريعاً نحو انتشار أوسع!!.

    رانيا. ع- طالبة بجامعة جوبا- تقول: ( فالنتاين) أصبح ظاهرة وسط طلاب الجامعات، البنات يلبسن الملابس الحمراء اللون أو البنفسجية، بشرط أن يكون الطقم كاملاً؛ الإسكيرت و البلوزة و الطرحة و الحقيبة و حتى الحذاء .. و يتبادلن الرسائل الغرامية و الهدايا مع عشاقهن أو أصدقائهن، بالإضافة إلى البطاقات الملونة و القلوب الحمراء وغيرها!!.

    عبد الله محمود - صاحب مكتبة بأم درمان – يقول : ( منذ ثلاث سنوات بدأ عيد الحب يأخذ شكل الظاهرة .. أما بالنسبة للهدايا الخاصة بهذه المناسبة فهناك مكتبات و محلات تجارية تهتم بهذا الأمر و تعتمد عليه كموسم تجاري مربح جداً، و هؤلاء يسافرون لجلب الهدايا – التي عادة ما تكون الورود الحمراء، أو القلوب الحمراء من القطيفة، و البطاقات الدببة البيضاء و غير البيضاء.. حيث يقولون أن الدب هو رمز الحب!!.. و هناك (شهادات حب) تكتب عليها عبارات مثل :( بهذا اليوم أشهد أني أحب ....إلخ) .. و أكثر الدول التي تجلب منها هذه الهدايا هي الصين و مصر و دبي و الهند ..

    أما الذين يأتون لشراء هذه الهدايا فهم الشباب – من الجنسين- وهم غالباً من المراهقين.. و لكن نسبتهم العامة فهي في اعتقادي لا تتجاوز الـ 15% . . و لكن هذه النسبة تتزايد كل عام، و السبب هو أن القلوب خاوية و فارغة و لهذا يملؤها هذا الغثاء.

    الحب الألكتروني!!

    تهتم مواقع الإنترنت إهتماما ً بالغاً بيوم 14/فبراير من عام، بل تعتبر الشبكة العنكبوتية هي أولى الوسائل التي ساهمت في الترويج لهذه البدعة، ذلك عبر بطاقات الـ e- mail، و تبادل التهانئ عبر المنتديات المنتشرة على الشبكة إلى غير ذلك..

    فتاوى علماء الإسلام في الاحتفال بعيد الحب:

    في إطار التصدي لهذا النمط من الغزو الفكري و الثقافي، و تبيين حكم الشرع فيه، صدرت فتاوى عن عدد من الأئمة و العلماء الأعلام مثل:

    فتوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ـ رحمه الله ـ:

    الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه عدة:

    الأول: أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة.

    الثاني: أنه يدعو إلى اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح ـ رضي الله عنهم ـ فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد، سواء في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك.. وعلى المسلم أن يكون عزيزًا بدينه وأن لا يكون إمعة يتبع كل ناعق. أسأل الله أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه. والله أعلم.

    فتوى الشيخ د. عبد الحي يوسف:

    هذا العيد المسمى عيد الحب هو من أعياد النصارى، بل هو أقذر أعيادهم حيث يتجهزون فيه لممارسة الجنس على أوسع نطاق، وتوزع الأكياس الواقية على المدارس الثانوية والجامعات في أوروبا وأمريكا لارتكاب فاحشة الزنا في دورات المياه وغيرها، وقد نسبوا هذا العيد إلى ذلك القسيس لأنه ـ بزعمهم ـ كان يقوم بإبرام عقود الزواج سراً للجنود في الوقت الذي منعتهم فيه الدولة الرومانية على أيام كلايديس الثاني من الزواج بدعوى أنه يربط الجندي بعائلته فيشغله عن تنفيذ مهامه القتالية، فقبض على ذلك القس ونفذ فيه حكم الإعدام في يوم 14/فبراير عام 270ميلادي. ومن ذلك اليوم سموه عيد الحب وصاروا يتبادلون فيه البطاقات والورود الحمراء ويمارسون ما حرم الله عليهم جهلاً منهم وإسرافاً على أنفسهم، فقلدهم سفهاء المسلمين وساروا على دربهم حذو القذة بالقذة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، ولبيان حكم الإسلام في هذا العيد أذكر بهذه الحقائق:

    1ـ أن العيد عنوان يميز كل أمة عن غيرها، وهو نابع من دينها وعقيدتها؛ وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم(إن لكل قوم عيداً، وإن عيدنا هذا اليوم) متفق عليه، فالمسلم الذي يحتفل بأعياد الكفار ويشاركهم فيها إنما ينادي على نفسه بتميع عقيدته وفساد تصوره وقلة اكتراثه بتراثه.

    2ـ عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: (ما هذان اليومان؟) قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى يوم الفطر) رواه أبو داود والنسائي، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقر أهل المدينة على احتفالهم بما عهدوه أيام جاهليتهم، بل ذكرهم بنعمة الله عليهم في عيدين عظيمين قد ارتبط كل منهما بعبادة عظيمة تقرب إلى الله تعالى، مع أننا نجزم أن أهل المدينة رضي الله عنهم ما كانوا يصنعون في ذينك اليومين شيئاً مما يصنعه هؤلاء الكفرة الفجرة في عيدهم هذا الذي سموه عيد الحب.

    3ـ أن ذلك من التشبه بهم حيث يهنئ بعضهم بعضاً في ذلك اليوم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أحمد وأبو داود.. ومعنى ذلك تنفير المسلمين عن موافقة الكفار في كل ما اختصوا به، وقد كان عليه الصلاة والسلام يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم حتى قالت اليهود: إن محمداً يريد أن لا يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه.

    4ـ أنه لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم مشاركة غير المسلمين في عيدهم، ولا أصحابه رضي الله عنهم من بعده كذلك وقد علمنا أن اليهود كانوا يساكنونه المدينة، ولو حدث ذلك لنقل إلينا، مثلما نقل أنه عاد يهودياً لما مرض وأكل من طعام يهودية وقبل هدية بعض النصارى كالمقوقس.

    5ـ ثم إن اقتران هذه المناسبة الكفرية بتلك الضلالات التي يمارسها أولئك الشهوانيون من اختلاط ومجون وفسق كافٍ في أن ينتهي أولو النهى والأحلام عن مشاركتهم وقد قال الله عز وجل: (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما) وما رأيت في ديارنا هذه من يحتفل بهذا العيد إلا بقية ممن يتبعون الشهوات ويبررون لأنفسهم كل حرام، نعوذ بالله من الخذلان.

    وبعد. فقد يقول قائل: إن هؤلاء الذين تسمونهم كفاراً يشاركوننا في أعيادنا ويحتفلون بها معنا فلمَ لا نشاركهم؟ والجواب: أننا محكومون بالشرع لا بالأهواء وليست مشاركتهم لنا مبيحة مشاركتنا إياهم، فليست المكافأة لازمة بكل حال، ولو أنهم دخلوا مساجد المسلمين وصلوا صلاتهم أنكافئهم بدخولنا كنائسهم وأن نشاركهم صلاتهم؟ ولو أن النصراني عصى الله فسقى مسلماً خمراً أيحل للمسلم أن يسقيه الخمر؟ )ما لكم كيف تحكمون( .

    إن الواجب على المسلم أن يعظم الأيام التي أمره الله بتعظيمها ويعرض عما سوى ذلك مما ابتدعه الكفار بجهلهم، ولا يغتر بكثرة الهالكين (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله).. أسأل الله أن يرد المسلمين إلى دينهم رداً جميلاً وأن يختم لنا بالحسنى إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين، والله تعالى أعلم.

     

    خاتمة:

     

    و بعد، فهذا الوافد الأشقر، الغريب السحنة و الاسم و الدين بدأ يأخذ مكاناً وسطاً في ديار المسلمين، ويرفع أعلامه جهاراً فتهرع إليها زرافات من أبناء المسلمين و ناشئتهم الأغرار.. و في ظل الغفلة و عدم الاكتراث من الأسر و قادة المجتمع و علمائه و دعاته تسلل هذا اللص مع غيره من اللصوص الكثر الذين نعرفهم، و توسط الدار!!.. بلع السارق ضفة.. و بقيت ضفة !! ومع ذلك فعباس وراء المتراس.. يقظ منتبه حساس .

    كلمات مفتاحية  :
    عيد الحب

    تعليقات الزوار ()