بتـــــاريخ : 9/11/2008 9:20:52 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 528 0

    موضوعات متعلقة


    استعمال الغواية في الترويج والدعاية

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : محمد أبو بكر الرحمنو | المصدر : www.meshkat.net

    كلمات مفتاحية  :
    الغواية الترويج الدعاية

     

     

    أبدأ هذا المقال بتفسير مفردات عنوانه:

    أما الغواية فهي من غوى غيًّا، وغواية بمعنى أمعن في الضلال، (وأغواه) أي أضله وأغراه اهـ (المعجم الوجيز ص 457-458).

    الغواية في الترويج وأما الترويج فهو مجموعة الجهود التي تبذلها منظمات الأعمال في سبيل مساعدة منتجها - سواء كانت سلعة أو خدمة - في الظهور والوصول إلى السوق المستهدف، ومن ثَمّ تحريك سلوك واستجابة هذا السوق نحو تحقيق أهداف المنشأة التسويقية، وباختصار: هو الجهود المبذولة من أجل استمالة المستهلكين لشراء منتج معين.

    إن مما فشا في مجتمعنا السوداني مؤخراً – وللأسف الشديد – استخدام المرأة في الإعلان والترويج؛ فتجد اللافتات المضيئة في واجهات بعض المحلات تعُجّ بصور النساء على هيئة الكاسيات العاريات، وكذلك في اللوحات الإعلانية الفخمة في الطرقات الرئيسة، وأماكن التجمعات، ليس هذا فحسب، بل واستهدافهن المباشر في البيع وتقديم الخدمات في المطاعم، والنوادي، والمعارض ... إلخ)..

    وإن من العجب أن بعض الشركات الكبرى المتنافسة أصبحت تتنافس، وتتسابق في حسر الكساء شيئاً فشيئاً؛ فهذه تصور فتاة تبرز جزءاً من شعرها، وتلك الأخرى تأتي بامرأة تبرز يدها وهي مزينة بالحناء، وتظهر غداً صورة أخرى لفتاة حاسرة الرأس بالكلية.. وانظر إلى اختيار الأعمار، والقسَمات..

    ولكي يظهر للقارئ مدى خطورة هذا النوع من الإعلان يمكنه أن يفكر قليلاً.. ما الهدف من هذه الصور؟!، وأي مضمون ورسالة تحمله مع مخالفتها لصريح وثابت الشريعة؟!؛ فهل الإعلان جُعِل من أجل تحقيق المكاسب المادية دون النظر إلى الوسائل قيّمة كانت أو فاسدة، مصلحة كانت أو مفسدة؟!.

    وهل المكاسب تُجنى بمخالفة الشريعة والدعوة إلى قيم منحطة، ومفاهيم هدامة؟!.. بل إنه بعد فترة ظهرت صور لشابة وحدها، ثم لشابتين، وظهرت صورة شاب، ثم شابين، ثم اجتمع الشاب مع الشابة في صورة واحدة، واجتمع الجميع في سعادة وبهجة، (إلى أي شيء نسير؟!!).

    ما الذي تتزعمه؟، وما الذي تروج له؟، وما الشيء الذي تفيد به؟، ثم انظر إلى إعلانات التلفزيون؛ كيف تمتلئ بالكاسيات العاريات، ومن مختلف الجنسيات!..

    ولكن ما هي مواصفات اللائي يظهرن في الإعلان؟ ولِمَ يتم اختيار هذا النوع؟، ما الفائدة التي تُجنى؟، وما العائد الذي يعود على المشاهد؟.. إن الفائدة التي تُجنى حسب تقديري هي ربط المنتج بصورة الفتاة التي تقدم الدعاية، وبحسب جاذبية الفتاة وقدرتها على غواية المشاهد يكون ارتباط المنتج بذهن المتلقّي.. ولا تسألوا منتجي البضائع في السودان عن ذلك؛ بل اسألوا وكالات الإعلان التي تنفذ هذه الإعلانات، وانظروا إلى فن وعلم صناعة الإعلان والدعاية لتعرفوا الكثير عن ذلك.. إن الذين يصنعون هذه الإعلانات قد يكونون يشبهوننا شكلاً ولغة، وربما ديناً، ولكنهم يتبعون سنة أوروبا وأمريكا شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، ويدخلون خلفهم كل جحر بغير دراية ولا رويّة، بل هم خلف ذيولهم سائرون؛ إن غوَوا فهم غاوون معهم، وإن شذّوا فهم يشذّون معهم.

    ومن العجب أن الغربيين الذين يسير هؤلاء في ركابهم قد انتظمت فيهم حركات تناهض استغلال المرأة في الإعلان؛ بحسبان أن هذا نوع من سوء استغلالها، وامتهان لكرامتها.. نوع مما يسمونه هضما لحقوق المرأة، وبدأوا ينظرون جديًّا في الآثار السالبة لكل هذه الإعلانات التي تسبب الأضرار على المجتمع خاصة على النشء.

    أقول للمعلنين الذين يستخدمون مثل هذه الصور والإعلانات: اتقوا الله، ولا تشتروا عرض الدنيا القليل الفاني، والشر المستطير بآخرتكم الباقية، ولا تعينوا الشيطان على إخوانكم وأبنائكم.. وأقول لأهلنا الكرام في السودان: أظهِروا رفضكم واستنكاركم لمثل هذه الإعلانات الغاوية، ودلّلوا على وعيكم بمكاتبة هذه الشركات، والمسؤولين في الجهات المختصة، ومهاتفتهم إظهاراً لرفضكم مبدأ الغواية، واستغلال الغرائز، وأفكار الحداثة المتهتكة المتحللة.. وأقول لأهل الاختصاص من مسؤولي المصنفات الفكرية والأدبية: لقد ولاكم الله هذا الأمر؛ فأنتم فيه السلطان، وقد صدر من اللوائح والقوانين ما يمنع مثل هذه الإعلانات، ولكن ما فائدة إصدار مثل هذه اللوائح دون تطبيقها؟!.. ألا فاتقوا الله؛ وخذوا على يد الظالم المتجاوز؛ فأنتم أهل التقدير، واليد في هذا الشأن، وأهل الحسبة فيه؛ فلا يرين الله منكم تقاعساً، وتكاسلاً، وقعوداً عن واجبكم، واستعينوا بالله في المضي قُدماً نحو إزالة كافة أشكال التجاوز في الإعلانات التلفزيونية، واللافتات المضيئة، واللوحات الدعائية.

    أسأل الله في الختام أن يهدينا جميعاً سواء السبيل.

    ألا هل بلّغت.. اللهم فاشهد.

     

     

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    الغواية الترويج الدعاية

    تعليقات الزوار ()