كيف بي إن لم أستجب لدعوة أعرف عمق أثرها في النفس، وعلاقتها الوثيقة بقضية تمس كيان هذه الأمة في الصميم؟!.. كيف بي إن لم أستجب وقد كان موضوعها بابا خطيرا كان موصدا لسنوات وسنوات فإذا به ينفتح لا بأيادينا؛ ولكن بأياد خافيات؛ ليست من طينة أهل هذا البلد الذي عاش حياته في طهر؛ حتى عدت عليه العاديات؛ من أناس ما كان يسعدهم أن يروا على ظهر الأرض قوما عل مثل ما هو عليه أهل السودان، وشباب السودان، ورجال السودان!!.. فماذا يفعلون لأمة هذا حالها، وحال أبنائها؛ من الطهر، والعفة، والنظافة؟!.. ماذا يفعلون بها ولها سوى أن يفتحوا عليها بابا من أبواب الشر، والضياع، وطمس الشخصية القومية؛ وإبدالها بمخلوق آخر؛ في كل ما خلقه فيه الله، وزانه به؛ من عقل، وإنسانية، واستقامة؛ يقيم عليها حياته، ويستهدي بها في كل مسارات وجوده.
انفتح هذا الباب الرهيب على الشباب دون سواهم؛ لأنهم عدة المستقبل، وعتاده، وأمله، وطاقاته.. انفتحوا عليه وفقا لخطة مدروسة، ماكرة، خبيثة؛ تلك هي باب (المخدرات) التي صوبوا فيها سهامهم القاتلة المسمومة إلى عقول الشباب تحديدا؛ حيثما يجدونهم؛ في: الجامعات، والمعاهدن والمدارس، وفي أماكن اللهو، والتجمعات، والشلليات؛ يزينونها لهم بشتى الوسائل والأساليب.. وكان لا بد من أن يتقدم المصلحون ليواجهوا هذا الموقف الخطير إنقاذا للشباب وللبلد.
فمن هم هؤلاء الذين تصدَّوا لها في وطنية دافقة، وحرص على سلامة البلد وشبابه؟!.. إنهم الذين تصدوا منذ سنوات لرعاية وحماية (مصحة كوبر) سابقا التي صار اسمها اليوم (مستشفى الطب النفسي) بقيادة اللواء د. نور الهدى محمد الشفيع المدير التنفيذي للمستشفى، بالتعاون مع (مجموعة المصحات) لهذا العمل الجليل؛ فأقاموا لهذا الغرض النبيل دورة تدريبية هي الأولى من نوعها؛ اختاروا ستين طالبا وطالبة من (جامعة الرباط والدراسات الإسلامية) تحت مسؤولية اللواء شرطة سابقا إسماعيل عطية؛ خضع فيها هؤلاء المختارون للتدريب مدة أسبوع لكل؛ ثلاثون منهم تلقوا فيها جميعهم تدريبا في كيفية مخاطبتهم للطلاب إذا رجعوا إليهم.. مبينين لهم الآثار الخطيرة لهذه المخدرات عقليا وجسديا، وأنها لا ترحم المتعاطين لها فور سقوطهم في الجرعات الأولى منها، ثم لا عودة بعدها للحالة الطبيعية التي كان عليها!!.. إنها سقطة واحدة يهوي بعدها المتعاطي مفارقا بعدها الأهل، والأسرة، والجيران؛ ليعيش حياة غريبة؛ لا هي للإنسان أقرب؛ بل للحيوان، والجان، والشيطان؛ عقرب تظل تلسع جسده حتى يفارق الحياة!!.
وتحية للأخ وزير الداخلية الزبير بشير طه الذي رعى حفل توزيع الشهادات، وألقى فيه كلمة مضيئة كانت بلسما شافيا