بتـــــاريخ : 9/11/2008 8:57:30 AM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1660 6

    موضوعات متعلقة


    حوار مع الدكتور محمد عبد الله السلومي حول العمل الخيري المعوقات والآفاق

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | المصدر : www.meshkat.net

    كلمات مفتاحية  :

     

     

     

    يلقاك حين تقابله هاشا، باشا؛ وكأنه يعرفك منذ زمن بعيد!!..

    هكذا كان لقاؤنا مع الدكتور محمد عبد الله السلومي باستراحة الفندق الذي يقيم فيه!!.. فبعد أن أكرمنا الرجل، وتعرّف بنا أخذ يتجاذب معنا أطراف الحديث بعض الوقت قبل بدء الحوار؛ مشيدا بالسودان، وأهله، وطيبتهم، وكرمهم الفياض!!.. وأبدى فرحته، وسروره بزيارة هذا البلد!!.. بعدها أدرنا جهاز التسجيل لانطلاقة الحوار الذي طرحنا عليه فيه الأسئلة عن الفترة التي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ووضع العمل الخيري الإسلامي، وهل هناك تقدم فيه؟ وكيف يمكن أن نميز بين المقاومة المشروعة والإرهاب؟!.. ثم ما تواجهه الجمعيات الخيرية من حملات!!.. كذلك تحاورنا معه حول مستقبل العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب، إضافة إلى أهمية التاريخ الإسلامي - مجال تخصصه - وغيرها من التساؤلات!!..

    الدنيا لا بد أن يكون فيه صراع بين الخير والشر، والحق والباطل، ولم يكن هذا الصراع - حسب رأيي - من الطرف الآخر؛ بل كان من المسلمين؛ هذا الإحساس بالعداوة انطق من الغرب، انطلف من أعداء الإسلام، انطلق من عدو متربص؛ وكأن ملفات جاهزة وموجودة يُنتظر أن تخرج بسرعة؛ فلم يكن ما جرى في الحادي عشر من سبتمبر رد فعل على الأحداث بقدر ما كان استراتيجيات متكاملة أُريد لها أن تُنفَّذ، وأجندات مرسومة منتهية فُعِّلت بعد الحادي عشر من سبتبمر.

    أما بالنسبة للآثار الإيجابية على الغربيين بعد الأحداث فلا شك أن الغربيين فيهم الخير كما فيهم الشر؛ ففيهم من يبحث عن الحقيقة وهم كُثر؛ فهؤلاء عندما وقعت الأحداث بحثور كثيرا عن حقيقة الإسلام، والكثير من الغربيين لا يثق في الإعلام والحملات الدعائية في أية قضية من القضايا، ولكن بعد الأحداث تم تشويه صورة الإسلام وسمعة المسلمين بصورة كبيرة، وتفاعل الغربي المحب للقراءة والاطلاع والذي لديه فضول دفعه ذلك إلى البحث والتقصي عن: ما حقيقة هذا الدين؟ وما حقيقة هذا الإسلام؟!!.. وربما يكون قد استنتج أن الحدث قد لُفق في حق الإسلام والمسلمين!!..

    لقد نفدت الكتب الإسلامية من المكتبات التجارية، ومكتبات المراكز الإسلامية؛ بسبب الإقبال على الاطلاع والبحث عن الإسلام من القارئ الغربي الباحث عن الإسلام!!.. وتزايد عدد المقبلين على اعتناق الإسلام؛ ففي أمريكيا نشرت بعض الصحف أنه كان يدخل الإسلام 25 ألف شخص سنويا قبل أحداث الحادي عشر من سبتبمبر، ولكن في 2002م - عقب وقوع الأحداث - وصل الرقم حسب إحصائية أوردتها شبكة الـ (CNN) إلى 45 ألف شخص؛ وذلك قبل أن يمضي عام على وقوع الحدث!!.. وهنا أذكر بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تقوم الساعة حتى يبلغ هذا الدين ما بلغ الليل والنهار، ولا يذر بيت مدر، ولا وبر إلا بلغه هذا الدين)!!.. وكأن الله سبحانه وتعالى أراد للأحداث أن تكون وسيلة إلى أن يبلغ الإسلام جميع أصقاع الأرض، ولتكون الحجة قد بلغت؛ فليس بالضرورة أن يسلم الناس، ولا يأن يعترف الناس بالإسلام، أو أن تتحول الأرض كلها مسلمة؛ فهذه خلاف سنة الحياة؛ سنة الله تعالى التدافع والصراع، سنة الله بقاء الباطل أمام الحق يصارعه ويدافعه؛ فكأنها من سنن الله تعالى الربانية.

    • انطلق بعد الحادي عشر من سبتمبر ما يسمى بالحرب العالمية على الإرهاب!!.. إلى أي مدى كانت لهذه الحرب آثار سلبية على العمل الخيري في الغرب؟!.. وهل استطاع الغرب تجفيف منابع العمل الخيري تحت ذريعة الحرب على الإرهاب؟!.

     
    ,, حدث الحادي عشر من سبتمبر له آثار سلبية، وله آثار إيجابية، وقد فتحت أحداث الحادي عشر من سبتمبر آفاقاً جديدة للمسلمين؛ الإيمان بالقضاء والقدر، الولاء والبراء، الإسلام والكفر، الحق والباطل، الخير والشر.. لقد تعرَّف المسلمون من خلال هذا الحدث أن الأمر في الحياة الدنيا لا بد أن يكون فيه صراع بين الخير والشر ,,
     
    • لا شك أن الحرب على الإرهاب قضية من صناعة محور الشر الذي انتفش كثيرا، وامتلك وسائل إعلامية كبيرة جدا ذات إمكانيات كبيرة وهائلة ومتنوعة؛ استطاعت أن تصنع عدوا وهميا جديدا هوالإسلام، وأن تصنفه بشكل مباشر أو غير مباشر على أنه عدو للحضارة الغربية، وعدو للإنسانية، ومن سماته سفك الدماء، والقتل، و... إلخ.. ولو تأملنا التاريخ الأمريكي - على سبيل المثال - فهناك من الوثائق التاريخية في مكتبة الكونغرس الإمريكي ما تؤكد أن 112 مليونا من الهنود الحمر قد أبيدوا بواسطة الأوربيون عندما هاجروا إلى أمريكيا الشمالية واستقروا هناك قبل 300 عام، وقامت على إثر هذه الهجرة أمريكيا!.. فأمريكيا قد قامت بإبادة أهل الأرض الأصليين وهم الهنود الحمر؛ فأين يكون موقع الإرهاب؟!.. وفي العصر الحاضر في فلسطين أولئك الذين تجمعوا من أصقاع الأرض بمباركة أوروبية أمريكية، واستقروا في فلسطين على حساب الشعب الفلسطيني الذي هُجِّرت الملايين منه، وشتت في دول العالم أين هؤلاء من الإرهاب الحقيقي؟!.. إضافة إلى ما يلاقية الشعب الفلسطيني من حصار، وتجويع، وقتل، وانتهاك لأبسط الحقوق الإنسانية.. ولا شك أن كلمة إرهاب سلاح تم استخدامه من قبل قوى تملك وسائل إعلامية كبيرة ضد خصم ضعيف لا يستطيع أن يدفع عن نفسه؛ وبالتالي فقد ألصقت زورا وظلما بالمؤسسات الخيرية الإسلامية.

    • إذا كيف يمكن التمييز بين الإرهاب والمقاومة المشروعة؟!

    • هناك فرقٌ شاسع بين الأمرين، ولكن قلت: إن المغالطات الإعلامية هي التي تخلط بين الأمرين - إن لم تكن تدمجهما - فتعتبر المقاومة إرهاباً، والمقاومة تختلف كثيراً عن الإرهاب؛ المقاومة هي استرداد حق مشروع، أما الإرهاب فهو مصطلح؛ والكل يعرِّفه حسب موقعه، وحسب هواه، وأهدافه السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والدينية، و... إلخ.

    • هل أفلحت الحملات على الجمعيات الخيرية في تقويض الدعم الذي كانت تتلقاه الشعوب الإسلامية من الشعوب الإسلامية ومن الخيرية؟!.. وهل وجدت الجمعيات الخيرية - بعد التضييق الذي حدث لها - بعض المنافذ لمواصلة رسالتها؟!.

    • أعتقد أن الحملة قد حققت أغراضاً كثيرة جداً سواءا بإغلاق بعض الجمعيات الخيرية الإسلامية - فقد أغلقت في أمريكيا وحدها أكثر من أربع أو خمس جمعيات معنية بالقضية الفلسطينية - بما وضعته بعض الدول الغربية من سياسات، ولوائح مالية، ونظم إدارية جديدة؛ أعاقت الكثير من المؤسسات من وسائل الدعم السابقة، وسدت القنوات بين المؤسسات المناحة والمؤسسات الممنوحة، أو بين المانحين كحكومات وشعوب إسلامية وبين الممنوحين كأناس مستحقين من بني البشر في هذه الأرض.. لا شك أن هناك نتائج سلبية كبيرة جداً بحق المانح والممنوح!!..

    • كيف لهذه المنظمات أن تتجاوز هذه الحملة الموجهة ضدها؟!

    • أعتقد أن الأيام كفيلة بذلك، ويوماً بعد يوم تمر الأزمة، وأعتقد أن الله سبحانه وتعالى لن يعذر الغني إلا بأن يدفع زكاته للفقير، ولن يعذر الحكومات والمنظمات المانحة إلا بأن تقدم الحق المشروع للفقراء والضعفاء والأيتام والمساكين والمحتاجين في أصقاع هذه الأرض.

    • هل حقاً تستطيع المنظمات أن توجد لها منافذاً لتجاوز التضييق والحصار المضروب عليها؟

     
    ,, الحملة على الجمعيات الخيرية حققت أغراضاً كثيرة سواءا بإغلاق بعض الجمعيات الخيرية الإسلامية - فقد أغلقت في أمريكيا وحدها أكثر من أربع أو خمس جمعيات معنية بالقضية الفلسطينية - بما وضعته بعض الدول الغربية من سياسات، ولوائح مالية، ونظم إدارية جديدة؛ أعاقت الكثير من المؤسسات من وسائل الدعم السابقة، وسدت القنوات بين المؤسسات المناحة والمؤسسات الممنوحة ,,
     
    • أنا لا أمثل منظمة أو جمعية بقدر ما أنا باحث عن الحقيقة، وفي هذه المسألة الشائكة يمكن توجيه السؤال لنفس هذه الجمعيات؛ فهي تملك أن تقول: نعم نستطيع أو لا نستطيع.

    • ما نعيشه في عالم اليوم كيف يمكن أن نصنفه: صراع حضارات أم حوار حضارات؟!

    • أعتقد جازماً بأن حوار الحضارات أصبح الغرب هو الذي يرفضه بشكل مباشر أو غير مباشر؛ من خلال سياساته من خلال تعاملاته؛ فهل حوار الحضارات هو الغزو الأمريكي لأفغانستان والعراق؟! هل حوار الحضارات هو استمرارية القتل والتشريد للشعب الفلسطيني؟!.. أعتقد جازماً أن حوار الحضارات أصبح مرفوضاً من قبل الغرب أولاً، ومنبوذاً بشكل مباشر وغير ومباشر، ولا زال المسلمون ينادون بحوار الحضارات ولكن الغرب كما أكده (صمويل هنتنجتون) في أخر صفحة من كتابه (صدام الحضارات) حينما قال: (لقد تغلب الغرب على العالم، ليس من خلال تفوقه في القيم والمبادئ والأفكار، ولكن من خلال تفوقه في العنف المنظم)!!.. إذاً فالعنف المنظم جزء لا يتجزأ من حياة الساسة، والقادة الغربيين، أما الشعوب فلا شك أن الكثير منها يؤمن بحوار الحضارات، ولا شك أن الكثير منها يرفض الحروب والهيمنة والغطرسة التي أصبحت بمقتضاها تتم إبادة شعوب، وإجهاز على كرامة وحقوق دول ومجتمعات إسلامية.

    • كل ما حدث في العراق وأفغانستان، ومن قبل فلسطين، وفي دول أخرى هل بالإمكان أن نتعايش مع الغرب في ظل هذه الهيمنة؟!

    • لا خيار لنا!!.. أين نهرب ونذهب؟!.. إنها الأرض!!.. أرض الله تعالى التي يتقاسمها الأقوياء والضعفاء، والأخيار والأشرار، وأهل الحق وأهل الباطل!!.. ومقتضى ذلك أن نختط لأنفسنا منهجاً شرعياً إسلامياًَ؛ نبلغ به رسالة الإسلام، والحضارة، والسلام، والقيم، والمبادئ الإسلامية، كما قررت في كتابي (ضحايا بريئة) الفصل الأول أسميته (المنافسون الجدد)؛ حيث إن الغرب - وعلى رأسه كتّاب، وعلماء الاجتماع، والسياسة، ومنهم صمويل هنتنجتون، وغيره - يرون أن هناك مصارعين جددا وخصوما جددا، وهم الإسلام، والمؤسسات الإسلامية!!.. وذكر (ألفن توفلر) المخدرات، والمنظمات الدولية المستقلة، ونموها.. وذكر كذلك المنظمات الإسلامية.. أما نحن فنعتقد أننا المنافَسون، ولسنا المنافِسين الجدد؛ فنحن المنافَسون القدامى والجدد؛ بحكم أننا نقدم من خلال المنافسة قيما، ومبادئ، وأخلاقيات لا يقدمها الآخر، أما هم فهم المصارعون؛ يفرضون حضارتهم من خلال العنف المنظم، ونحن من خلال المنافسة الشريفة فيما نقدمه من قيم، ومبادئ، وأخلاقيات.

    • كيف يمكن للمسلم في الغرب أن يعمل على تحسين الصورة السلبية التي رسمت للمسلمين على أساس أنهم إرهابيين؟!

    • أعتقد أن الإجابة على هذا السؤال تتطلب مجموعة من الباحثين؛ يتحدثون عن برنامج متكامل تقوم به الحكومات والمنظمات الإسلامية والجمعيات والشعوب، وتقوم به المنظمات في أمريكيا وأوروبا والوسائل الإعلامية كذلك.. وذلك كله يتطلب برنامجاً كبيراً ومتكاملاً يشترك فيه الجميع من حكومات وشعوب.

    • كيف تنظر إلى مستقبل العلاقة بين العالم الإسلامي والغرب؟!

    • أعتقد بحكم ما يجري الآن أن المستقبل هو مستقبل الصراع؛ مما يتطلب إعدادا بكل ما تحمل كلمة إعداد من معنى، ومن أنواع؛ لأن الغرب هو المعتدي.. وإذا كان الغرب يرى حدث الحادي عشر من سبتمبر هو من صنع المسلمين فإن الأضرار التي أصابت المسلمين من جراء هذا الحدث فاقت أضعاف مضاعفة ما أصاب أمريكيا!!.. هذه التداعيات كانت أكثر بعشرات المرات من أضرار الحادي عشر من سبتمبر بشكل مباشر.

    • هل نستطيع أن نقول إن هذه الحادثة يمكن أن تكون هي البوابة لأن تحدث مع الغربيين عن الإسلام؟

    • هذا السؤال أتمنى أن يوجه للعاملين الذين يعيشون في أوروبا بحكم أنهم الأقدر على الإفادة في هذا الموضوع.. وعلى الرغم من أنني قد زرت بعض دول أوروبا، وعلى الرغم من أني قد كتبت بعض الكتب عن العمل الخيري الإسلامي في أوروبا إلا أنني أقول: إن إجابتي لن تكون أكمل من أجابة أولئك، ولكن في الحقيقة إن ميزة هذا الدين أنه يحوِّل المصائب إلى منح، والمحن إلى منح، وهذا هو ما يجب أن نفعله؛ أن نحول البلايا إلى فرص ننشر فيها ثقافتنا، وأخلاقنا، وقيمنا، ومنهجنا؛ فهي فرصتنا لأن نبلغ من نحن؟ وما حقيقة إسلامنا؟؛ وتبقى الاستجابة مرهونة بقدر الله سبحانه وتعالى؛ فلسنا مسؤولين عن تحويل العالم إلى عالم مسلم؛ فنحن مسؤولون بحق عن تبليغ هذه الرسالة، وهذه الأمانة؛ كلٌّ بحسبه، وكلٌّ بقدره؛ كلٌّ بما يستطيع؛ فالذي تستطيعه المؤسسة في أوروبا غير الذي تستطيعه المؤسسة في أمريكيا ... إلخ.

    • هناك دراسات تقول إن المسلمين سيشكلون بقدوم عام 2025م ثلث سكان أوروبا.. في ظل تنامي عدد المقبلين على اعتناق الإسلام هناك دعوات بادماج وتوطين الإسلام في تلك الديار، ولكن في المقابل هناك من يقول: إن هذه الدعوات قد تؤدي إلى الذوبان في الحضارة الغربية.. ما هي رؤيتك للأمر؟!.

    • بالنسبة لما ذكرته من أن المسلمين سيبلغون بحلول عام 2025 ثلث سكان أوربا قد يكون هذا صحيحا، وقد يكون نوعا من أنواع الدعاية الإعلامية التي يخوَّف بها بعض الساسة والقادة، ولا سيما من المتعصبين ضد اإسلام والمسلمين، وعلى أية حال تبقى رسالة تبليغ هذا الدين على الجميع بدون الذوبان في الحياة الغربية، ولا أعرف ماذا يعني مصطلح الذوبان؟! هل هوعدم التميُّز بالإسلام؟ فالتميُّز بالإسلام ليس معناه العداوة للمجتمع الذي يعيش فيه المسلم، والتعايش مع الغرب لا يعني العداوة والصراع معه، ولكن إذا كان المقصود بالذوبان ألا يكون للمسلم شخصية، أو هوية، أوانتماء، أو تميُّز فهذا مرفوض جملة وتفصيلا، بل إن الخير الذي نقدمه للغرب هو في تميُّز المسلم بالقيم، والمبادئ، والأخلاقيات؛ فإذا كان الذوبان يقتضي أن يشرب الخمر كما يشربون، ويزني كما يزنونن، وأن يذهب إلى الكنائس كما يذهبون فهذا ليس بالإسلام.

    • كيف يمكن إيجاد وسائل لحماية المنظمات غير الحكومية؟

    • قضية الوسائل، وحماية المنظمات غير الحكومية تختلف من بلد إلى بلد، من أمريكيا إلى أوروبا، وتختلف في العالم العربي عن العالم الغربي؛ فكل بلد له وسائل معينة للحماية من حملات التشويه، ومن الضغوط السياسية، ومن الإجراءات الإدارية والمالية التي كبلت بعض المؤسسات الخيرية عن أنشطتها؛ فهي تختلف من بلد إلى بلد، ومن منظمة إلى منظمة، وفي كتابي (القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب) قدمت توصيات فيما يختص بما يجب على المؤسسات الخيرية الإسلامية أن تعمله تجاه تلك الحملات.

    • الدكتور محمد بن عبد الله السلومي تخصص في التاريخ الإسلامي، وهو عضو جمعية المؤرخين العرب.. ما هي أهمية قراءة التاريخ الإسلامي؟

    • لست أنا الذي يمكن أن يحدد أهمية التاريخ الإسلامي، ولكن أقول: تبرز أهمية التاريخ الإسلامي أولا: لأن القرآن الكريم تضمن - إن لم نقل نصفه فثلثه - تاريخ الأمم، والأجيال، والديانات، والأنبياء، والصراع بين الخير والشر، ومن هنا تأتي أهمية التاريخ، لأنه جزء لا يتجزأ من قرآننا، وفي القرآن يتم التركيز على الدروس والعبر من التاريخ.. والقضية الثانية في أهمية قراءة التاريخ الإسلامي أن الذي لا يعتز بتاريخه، ولا يعتبر به فأولى له أن يخرج من التاريخ!!.. فالأمة الإسلامية لها تاريخها العريق، ولها حضارتها المجيدة؛ بالرغم من أن ذلك تخللته سلبيات كثيرة جداً.. وأقول جدا لكنها سلبيات لا تُخلُّ بعظمة الحضارة الإسلامية.. والتاريخ هو العنوان الذي يُقرأ من خلاله مستقبل الأمة.. والذي يستوعب التاريخ هو الذي يعرف الواقع، وهو الذي يعرف المستقبل.

    • كثير من بني جلدتنا يشوهون التاريخ الإسلامي، ويزوِّرنه؛ من خلال وسائل الإعلام المختلفة.. ما هو تعليقكم؟

    • إذا كان التشويه قد وصل إلى الإسلام ذاته، وإلى القرآن الكريم ذاته، وإلى النبي صلى الله عليه وسلم ذاته فما بالك بالتاريخ الإسلامي؟!.. نعم.. نعم.. يريدونك ألا تعتز بدينك، وألا تعتز بحضارتك وتاريخك!!.. وأن يُفقدوك هذه الأهمية، وهذه القوة المساندة، وهذا الأصل الذي تعتمد عليه؛ حتى يصلوا بك إلى النتيجة النهائية؛ وهي فقدان الهوية، وفقدان الثقة بالنفس

     

     

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()