بسم الله الرحمن الرحيم
مع تطور حياة الإنسان الأول وتكوين المجتمعات البشرية ، وجد الإنسان نفسه غير قادر على التفاهم مع الآخرين فاهتدي إلي اللغة وعايش المجتمعات الأخرى . فاخترع الكتابة لحفظ انتاجه الفكري و ميراثه الثقافي والعلمي من الاندثار و لتتوارثه الأجيال اللاحقة . ففي سنة 5000 ق م ابتدع الإنسان الكتابة في بلاد الرافدين مع التوسع في الزراعة و بداية ظهور المدن والمجتمعات الحضرية ، ورواج التجارة وظهور العربة ذات العجلة والسفن الشراعية. فكانت اللغة أداة اتصال وتفاهم . ظهرت الكتابة علي الألواح الطينية Clay tablets باللغة المسمارية عام 3600ق.م. وكان ينقش علي الطين وهو طري بقلم سنه رفيع . ثم يجفف الطين في النار أو الشمس
المسمارية
الكتابة المسمارية Cuneiform ، نوع من الكتابة تنقش فوق ألواح الطين والحجر والشمع والمعادن وغيرها. وهذه الكتابة كانت متداولة لدي الشعوب القديمة
A list of Sumerian deities، ca. 2400 BCبجنوب غربي آسيا . وأول هذه المخطوطات اللوحية ترجع لسنة 3000ق.م . وهذه الكتابة تسبق ظهور الأبجدية منذ 1500 سنة . وظلت هذه الكتابة سائدة حتي القرن الأول ميلادي . وهذه الكتابات ظهرت أولا جنوب بد الرافدبن بالعراق لدي السومريين للتعبير بها عن اللغة السومرية وكانت ملائمة لكتابة اللغة الأكادية والتي كان بتكلمها البابليون والآشوريون .و تم اختراع الكتابة التصويرية في بلاد ما بين النهرين قبل العام 3000 قبل الميلاد حيث كانت تدون بالنقش علي ألواح من الطين أو المعادن أو الشمع وغيرها من المواد. و تطورت الكتابة من استعمال الصور إلى استعمال الأنماط المنحوتة بالمسامير والتي تعرف بالكتابة المسمارية. وأول كتابة تم التعرف عليها هي الكتابة السومرية والتي لا تمت بصلة إلى أي لغة معاصرة. وبحلول عام 2400 قبل الميلاد تم اعتماد الخط المسماري لكتابة اللغة الأكدية، كما استعمل نفس الخط في كتابة اللغة الآشورية واللغة البابلية، وهي كلها لغات سامية مثل اللغتين العربية والعبرية. وتواصل استعمال الخط المسماري للكتابة في لغات البلاد المجاورة لبلاد ما بين النهرين مثل لغة الحطيين( الحيثيين) واللغة الفارسية القديمة، وكانت تستعمل إلى نهاية القرن الأول الميلادي. وتم فك رموز الخط المسماري في القرن التاسع عشر وبذلك تسنى للعلماء قراءة النصوص الإدارية والرياضية والتاريخية والفلكية والمدرسية والطلاسم والملاحم والرسائل والقواميس المسمارية . ويوجد حوالي 130000 لوح طيني من بلاد الرافدين في المتحف البريطاني. وكانت الكتابة المسمارية لها قواعدها في سنة 3000 ق.م.إبان العصر السومري حيث انتشر استعمالها . فدون السومريون بها السجلات الرسمية وأعمال وتاريخ الملوك والأمراء و الشؤون الحياتية العامة كالمعاملات التجارية والأحوال الشخصية والمراسلات والآداب والأساطير و النصوص المسمارية القديمة و الشؤون الدينية والعبادات . وأيام حكم الملك حمورابي (1728 – 1686ق.م.) وضع شريعة واحدة تسري أحكامها في جميع أنحاء مملكة بابل .وهذه الشريعة عرفت بقانون حمورابي الذي كان يضم القانون المدني والأحوال الشخصية وقانون العقوبات .وفي عصره دونت العلوم . فانتقلت الحضارة من بلاد الرافدين في العصر البابلي القديم إلى جميع أنحاء المشرق وإلى أطراف العالم القديم . وكان الملك آشوربانيبال (668-626ق.م.) من أكثر ملوك العهد الآشوري ثقافة. فجمع الكتب من أنحاء البلاد وخزنها في دار كتب قومية خاصة شيّدها في عاصمته نينوى بالعراق. و جمع فيها كل الألواح الطيتية التي دونت فوقها العلوم والمعارف والحضارة العراقية القديمة . وكان البابليون والسومريون والآشوريون بالعراق يصنعون من عجينة الصلصال Kaolin (مسحوق الكاولين) ألواحهم الطينية الشهيرة التي كانوا يكتبون عليها بآلة مدببة من البوص بلغتهم السومرية .فيخدشون بها اللوح وهو لين. بعدها تحرق هذه الألواح لتتصلب.
و الكتابة في أوربا بدأت على شكل صور تعبر عن الحياة اليومية ، كبعض النقوش والصور التي عمرها 35000 سنة كما وجدت في كهوف " لاسكو " في فرنسا و " التميرا " في إسبانيا . وكانت لغة مصورة في شكلها البدائي . . وقد كانت الكتابة في بداية عهدها عبارة عن صور توحي تماما بما رسم فيها . ثم تطورت الى صور رمزية توحي بمعنى معين . وكانت هذه الرموز يصعب فهم العامة لها . فلجئوا الى استعمال رموز توحي بأصوات معينة ، وهذه الرموز الصوتية كانت خطوة أساسية في نشوء الأبجدية وفي تطوير الكتابة فيما بعد .
الهيروغليفية
ظهرت اللغة الهيروغليفية hieroglyphs لأول مرة في مخطوط رسمي مابين عامي 3300 ق.م. و3200 ق.م. وكان يسمي هيروغليفي ز وكلمة هيروغليفية تعني بالإغريقية نقش مقدس “sacred carving.”. وفي هذا المخطوط أستخدمت الرموز فيه لتعبر عن أصوات أولية . وأخذت الهيروغليفية صورها من الصور الشائعة في البيئة المصرية. وكانت تضم الأعداد والأسماء وبعض السلع . وفي عصر الفراعنة إستعملت الهيروغليفية لنقش أو زخرفة النصوص الدينية علي جدران القصور والمعابد والمقابروسطح التماثيل والألوح الحجرية المنقوشة والألواح الخشبية الملونة . وطلت الهيروغليفية ككتابة متداولة حتي القرن الرابع ميلادي. وظهرت الهيراطيقيةHieratic كنوع من الكتابة لدي قدماء المصريين . وهي مشتقة من الهيروغليفية . لكنها مبسطة ومختصرة . وهي مؤهلة للكتابة السريعة للخطابات والوثائق الإدارية والقانونية .وكانت هذه الوثائق تكتب بالحبر علي ورق البردي .. وظلت هذه اللغة سائدة بمصر حتي القرن السابع ق.م. بعدما حلت اللغة الديموطقية محلها .
ظهور الأبجدية
ابتكر الفينيقيون سكان السواحل الشرقية لحوض البحر الأبيض المتوسط ، حوالي سنة 1100 ق.م ، الكتابة الفينيقية واستمدوها من الكتابة السومرية و المصرية القديمة . فابتكروا الأبجدية الفينيقية وجعلوا لها حروفا وكل حرف يمثل صوتا معينا . وهذه الحروف أصبحت سهلة الكتابة . وكانت اساسا للكتابة في الشرق و الغرب بالعالم القديم . وعندما طور الإغريق أبجديتهم التي نقلوها عن الفينيقيين حوالي سنة 403 ق.م . أصبحت أساسا للأبجدية في الغرب . حيث أخذ الرومان أبجديتهم عنها . فأخذوا منها حروفا وادخلوا عليهاحروفا أخري. و سادت الأبجدية الرومانية واللغة اللاتينية بلاد أوربا إبان حكم الإمبراطورية الرومانية . وكان للإنكا بالمكسيك نظام كتابة يطلق عليه كويبي quipu وهو سلسلة من الخيوط القصيرة والمعقودة كانت تعلق علي فترات بحبل معلق طويل . وكانت الخيوط مختلفة الألوان ، والخيوط من نوع واحد . و من خلال مسافات هذه الخيوط والعقد إستطاع الإنكا تسجيل السكان والقوات والضرائب والجزية والمعلومات عن الأساطير والإنجازات. وكانت الكتابة لدي الأزتك بأمريكا الوسطي عبارة عن كتابة بيكتوجرافية حيث كانت تكتب برسم أو نقش الصور لتعبر عن الحروف أو صور صغيرة ترمز للاشياء ومقاطع الأصوات syllables. ولايمكن للبكتورافية التعبير عن أفكار تجريدية abstract ideas، لكنها كانت مفيدة في تدوين التاريخ والاتصال في شئون الأعمال وإثبات الملكية للأراضي وحفظ الأنساب .
المروية
عرفت اللغة المروية من عُدة كتابات أثرية وُجدت في وأدى النيل ما بين أسوان شمالاً وسوبا جنوبـاً . وكانت هذه اللغة تكتب علي نهجين هما الهيروغليفية المروية ،والديموطيقية المروية (الكتابة بالصور والكتابة بالحروف . وتتكون الحروف الهجائية للغة المروية من ثلاث وعشرين حرفـاً ، منها أربعه حروف معتلـة ، وتسعة عشر حرفـاً من الحروف الساكنة ، ولم تُحل رموزها حتي الأن . واللغة المروية تنتمى إلي اللغات الحامية مثل النوبية القديمة واللغات البربرية في شمال أفريقيا واللغات الحامية في شرق أفريقيا مثل البجة والغـالا والصومال .وبعد أن أفل نجم مروي حلت اللغة النوبية محل اللغة المروية في سودان وأدى النيل ، ولما وصل المبشرون السودان و إعتنق أهله الديانات المسيحية رسميـاً في منتصف القرن السادس ، كُتبت اللغة النوبية بالأبجدية القبطية التي أضاف اليها النوبيون ثلاثة حروف لأصوات لا توجد في اللغتين القبطية والإغريقية وعليه فقد إستعملوا أربعة وثلاثين حرفـاً لكتابة هذه اللغة . تجدر الإشارة إلي أن اللغة النوبية مستعملة إلي يومنا هذا بلهجات ثلاثة : الكنزية / المحسية / الدنقلاوية. وكان قدماء المصريين و الإغريق والرومان يمارسون النساخة للكتب والوثاق بخط اليد بالريشة أو القلم بعد غمسهما في الحبر السائل ليكتب بها فوق ورق البردي .أو فوق الأوستراكا Ostraca Ostrakon وهي عبارة عن شقفة من الفخار كانت تستخدم في الكتابة عليها لدي قدماء المصريين والإغريق.ووجد مدون عليها يجلات بأسماء المنفيين من أثينا . كما دونت عليها نصوص قصيرة . وكان العامة يفضلونها علي ورق البردي الذي كان مرتفع الثمن . وكان قدماء اتلمصريين يستخدمون الشقف لهذا السبب.وظل هذا الأسلوب في النسخ اليدوي متداولا حتي أيام العرب حيث كانوا يكتبون كلماتهم فوق الرق والجلد والعظام .. وعرفت الكنب بالمخطوطات Manuscripts. وفي روما كانت عملية النسخ لعدة طبعات بواسطة العبيد المتعلمين literate slave . وفي القرن الثاني م. كان الصينيون كانوا قد إخترعوا طريقة لطباعة الكتب ز وهذه كانت تطورا للطباعة التي كانت تمارس من خلال طبع الرسومات والتصميمات علي القماش منذ القرن الأول م . ومما سهل الطباعة لدي الصينيين إختراعهم لصناعة الورق عام 105 ق.م. وإنتشار الديانة البوذية بالصين . وكانت مواد الكتابة وقتها السائدة في العالم الغربي القديم ورق البردي ، papyrus والرق vellum (جلد رقيق) وهما لايلائمان الطباعة . لأن ورق البردي هش . والرق كان يؤخذ من الطبقة الداخلية لجلد الحيوانات الطازج وكان مرتفع الثمن .لكن الورق متين ورخيص
ورق البردي
اشتهرت مصر القديمة بصناعة ورق البردي papyrus الذي كان يصنع من نبات البردي( Cyperus papyrus ) الذي كان يزرع بوفرة علي ضفتي النيل منذ ايام قدماء المصريين . . حيث كانوا يصتعون منه منذ 4000سنة ق. م. ورق البردي الشهير الذي كانوا يصدرونه لمعظنم بلدان العالم القديم. وكان يستخدم في الكتابة . وطول الصفحة 30سم وعرضها 20سم ز وكان طول اللفافة (الطومار)من 6-10 متر . وكان الطومار يصنع بلصق الورق معا . وكان يلف حول لوح خشبي أوقضيب من العاج . وكانت الصفحة تصنع من شرائح طولية من سيقان النبات . وكان الفينيقيون يتاجرون فيه ويستعملونه منذ سنة 1100ق،م؟ فكانوا يصدرونه للإغريق منذ سنة 900ق.م. . وإبان الإمبراطورية الرومانية كانت مصر تصدر منه حصصا منتظمة لروما حتي لاتشل بها الحركة الثقافية والإدارية .
تاريخ الطباعة
ظهرت الطباعة : Printing بطبع الكلمات والصور ،والتصميمات فوق الورق أو النسيج أو المعادن أو أي مواد أخري ملائمة للطبع فوقها . وهذا يطلق عليه فنون جرافيك graphic arts(فنون تخطيطبة أو تصويرية كالتصوير والرسم والكتابة . وتتم بنسخ صور بطريقة ميكانيكية . ويتم من خلال الطبع من سطح بارز . فكان يجري قديما الختم بالحجر وهذا يعتبر أقدم طرق الطباعة التي عرفت لدي البابليين وغيرهم وكان يستعمل للإستغناء عن التوقيع علي المستندات والوثائق والمعاهدات أو كرمز ديني . وكانت الوسيلة أختام أو طباعة ليبصم بها فوق الطين أو من الحجر بخدش أو نقش سطحه . وكان حجرة دائرية تغمس في الصبغة السائلة أو الطين وكلن يطبع فوق سطح ناعم ومستو لطبع ماكتب عليه كصورة متطابقة عكسيا و مقابلة . وقد تم استعمال الأختام الطينية المنقوشة بتصميم بسيط منذ سنة 5000 ق.م. وكانت تطبع على الأبواب المخصصة لحيازة وحفظ السلع. كما تم العثور عليها على الأكياس والسلال التي كانت تنقل بنهري دجلة والفرات.. وظهرت أختام كرمة و يرجع تاريخها للأسرالمصرية 12-15. ومن بينها أختام محلية الصنع مصنوعة من العاج، أوالعظم أو الصلصال مسطحة أو جعرانية الشكل أو محفورة بأنماط زخارف هندسية شبكية قائمة على المثلثات المحفورة.ووجدت أختام المكاتب الإدارية فى القصر وبالقرب من بوابات المدينة . وأختام مصرية الصنع، متماثلة مع تلك التى تمَّ الكشف عنها فى المواقع النوبية، والتى ترجع للنصف الثانى من المملكة الوسطى تصاميم زهرية أو لوالبية أ وألقاب أو أسماء لبعض صغار الموظفين أو من ذوى المناصب العليا فى الحكومة مثل نائب الحاكم أو المبعوث الملكى. و في كرمة بالنوبة اكتشفت اختام تسلط ضوءاً على العلاقات التي كانت متطورة بين كرمة ومصر. ويرجع تاريخها للأسرالمصرية 12-15. ومن بينها أختام محلية الصنع مصنوعة من العاج، أوالعظم أو الصلصال مسطحة أو جعرانية الشكل أو محفورة بأنماط زخارف هندسية شبكية قائمة على المثلثات المحفورة.ووجدت أختام المكاتب الإدارية فى القصر وبالقرب من بوابات المدينة . وأختام مصرية الصنع، متماثلة مع تلك التى تمَّ الكشف عنها فى المواقع النوبية، والتى ترجع للنصف الثانى من المملكة الوسطى . وكانت من تصاميم زهرية أو لوالبية أ وألقاب أو أسماء لبعض صغار الموظفين أو من ذوى المناصب العليا فى الحكومة مثل نائب الحاكم أو المبعوث الملكى. كما وجدت أختام مغطاة بنقوش حيوانات أو بأشكال أو أسماء ملكية يرجع تاريخها للأسرة المصرية 15م. . وخلال سنتي 2200ق.م. 1800 ق.م. إزدهرت التجارة بين بلاد الرافدين والهند عبر الخليج . وكان أهم التجارات أختام العلامات الدائرية Circular Stamp-seals التي عرفت بالأختام الفارسية الممهرة بالحيوانات وتتسم بالتجريدية ز وبعضها كان عليه الثور المحدب وكتابات هندية. وكانت مصنوعة من الحجر الناعم وكان لها نتوء مثقوب لتعليقها . ومنذ حوالي سنة 2000 ق.م. إستبدلت الأختام الخليجية الفارسية بأختام دلمون Dilmun seals وكان نتوؤها أقل ، ومحززة بثلاثة خطوط متوازية .
وكان بداية الطباعة الميكانيكية سنة 200م عندما أخذ الصينيون يحفرون الكتابة والصور البارزة فوق قوالب خشبية . وكان كتاب Tipitaka البوذي المقدس يطبع عام 972 م. في 130 ألف صفحة بالقوالب الخشبية . وتطورت الطباعة من كليشهات خشبية صور عليها نص الصفحة بالكامل إلي طريقة التجميع لحروف المونوتيب Movable Type المتحركة وترصيصها في قوالب (شاسيه) . ولأن الأبجدية الصينية تضم من 2000 - 40 ألف حرف منفصل Separate Characters . لهذا كانت الطباعة بالحروف تواجه مشكلة . لهذا لم تتبع الحروف المنفصلة وهذه المشكلة واجهت الكوريين في القرن 14م. وظلوا يتبعون الطريقة التقليدية بالطبع بقوالب الخشب المنقوشة نقشا يارزا .وفي أوربا صنعت الحروف البارزة والمتحركة وفي منتصف القرن 15 ظهرت آلة الطباعة علي يد الألماني يوهان جوتنبرج Johannes Gutenberg . لتتطور للطباعة الحدبثة التي تطبع بها الصحف والكتب بالملاببن علي الورق . وهذا كان سببا في تطور الحضارة وإنتشار المعرفة بشتي لغات أهل الأرض (منقول للافادة)
تحيات
زبادي
وادي الرافدين
اعظم تاريخ بشري ,اقدم حضارة انسانية(عراق الحضارة)