بتـــــاريخ : 9/10/2008 11:48:22 AM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1068 0


    هلا قرأتم رسائل مسلمي الأندلس وقد استصرخت حكام المسلمين؟

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : ابن رشد المصري | المصدر : www.egyptsons.com

    كلمات مفتاحية  :
    سلام كريم دائم متجدد .. أخص به مولاي خير خليفة
    سلام على مولاي ذي المجد والعلا .. ومن ألبس الكفار ثوب المذلة
    سلام على من وسع الله ملكه .. وأيده بالنصر في كل جهة
    سلام على مولاي من دار ملكه .. قسطنطينية أكرم بها من مدينة
    سلام على من زين الله ملكه .. بجند أتراك من أهل الرعاية
    سلام عليكم شرف الله قدركم .. وزاد ملكاً على كل ملة
    سلام على القتضي ومن كان مثله .. من العلماء الأكرمين الأجلة
    سلام على أهل الديانة والتقى .. ومن كان ذا رأي من أهل الشورى


    بعد ذلك وصفت القصيدة الحالة التي يعانى منها المسلمون وما تعرض له الشيوخ والنساء من هتك للأعراض وما يتعرض له المسلمون في دينهم

    سلام عليكم من عبيد تخلفوا .. بأندلس بالغرب في أرض غربة
    أحاط بهم بحر من الردم زاخر .. وبحر عميق ذو ظلال ولجة
    سلام عليكم من عبيد أصابهم .. مصاب عظيم يا لها من مصيبة
    سلام عليكم من شيوخ تمزقت .. شيوخهم بالنتف من بعد عزة
    سلام عليكم من وجوه تكشفت .. على جملة الأعلاج من بعد سترة
    سلام عليكم من بنات عواتق .. يسوقهم اللباط قهراً لخلوة
    سلام عليكم من عجائز أكرهت .. على أكل الخنزير ولحم جيفة


    بعد ذلك الوصف أخذت القصيدة توضح شعور المسلمين تجاه الدولة العثمانية

    نقبل نحن الكل أرض بساطكم .. وندعو لكم بالخير في كل ساعة
    أدام الاله ملككم وحياتكم .. وعافاكم من كل سوء ومحنة
    وأيدكم بالنصر والظفر بالعدا .. وأسكنكم دار الرضا والكرامة
    شكونا لكم مولاي ما قد أصابنا .. من الضر والبلوى العظيمة


    ثم تعود القصيدة في شرح المأساة وتغيير الدين فتقول

    غدرنا ونصرنا وبدل ديننا .. ظلمنا وعوملنا بكل قبيحة
    وكان على دين النبي محمد .. نقاتل عمال الصليب بنية
    ونلقى أموراً في الجهاد عظيمة .. بقتل وأسر ثم جوع وقلة
    فجاءت علينا الروم من كل جانب .. بسيل عظيم جملة بعد جملة
    ومالوا علينا كالجراد بجمعهم .. بجد وعزم من خيول وعدة
    فكنا بطول الدهر نلقى جموعهم .. فنقتل فيها فرقة بعد فرقة
    وفرسانها تزداد في كل ساعة .. وفرساننا في حال نقص وقلة
    فلما ضعفنا خيموا في بلادنا .. ومالوا علينا بلدة بعد بلدة
    وجاءوا بأنفاط عظام كثيرة .. تهدم أسوار البلاد المنيعة
    وشدوا عليها الحصار بقوة .. شهوراً وأياماً بجد وعزمة
    فلما تفانت خيلنا ورجالنا .. ولم نر من اخواننا من اغاثة
    وقلت لنا الأقوات اشتد حالنا .. أحطناهم بالكره خوف الفضيحة
    وخوفاً على أبنائنا وبناتنا .. من أن يؤسروا أو يقتلو شر قتلة
    على أن نكون مثل من كان قبلنا .. من الدجن من أهل البلاد القديمة
    ونبقى علي أذاننا وصلاتنا .. ولا نتركن شيئاً من أمر الشريعة
    ومن شاء منا الجسر جاز مؤمناً .. بما شاء من مال الى أرض عدوه
    الى غير ذلك من شروط كثيرة .. تزيد على الخمسين شرطاً بخمسة
    فقال لنا سلطانهم وكبيرهم .. لكم ما شرطتم كاملاً بالزيادة
    فكونوا على أموالكم ودياركم .. كما كنتم من قبل دون أذية


    الا أن الملكين الكاثوليكيين لم يفيا بما تعهدا به

    فلما دخلنا تحت عقد ذممهم .. بدا غدرهم فينا بنقص العزيمة
    وخان عهوداً كان قد غرنا بها .. ونظرنا كرهاً بعنف وسطوة
    وأحرق ما كانت لنا من مصاحف .. وخلطها بالزبل أو بالنجاسة
    وكل كتاب كان في أمر ديننا .. ففي النار ألقوه بهزءة وحقرة
    ولم يتركوا فيها كتاباً لمسلم .. ولا مصحفاً يخلى به للقراءة
    ومن صام أو صلى يعلم حاله .. ففي النار يلقوه كل حالة
    ومن لم يجئ منا لموضع كفرهم .. يعاقبه اللباط شر عقوبة
    ويلطم خديه ويأخذ ماله .. ويجعله في السجن في سوء حالة
    وفي رمضان يفسدون صيامنا .. بأكل شرب مرة بعد مرة
    وقد أمرونا أن نسب نبينا .. ولا نذكرنه في رخاء وشدة
    وقد سمعوا قوماً يغنون باسمه .. فدركهم منهم أليم المضرة
    وعاقبهم حاكمهم وولاتهم ب .. بضرب وتغريم وسجن وذلة
    ومن جاءه الموت ولم يحضر الذي .. يذكرهم لم يدفنوه بحيلة
    ويترك في زبل طريحاً مجدلاً .. كمثل حمار ميتاً أو بهيمة
    الى غير هذا من أمور كثيرة .. قباح وأفعال غزار ردية


    بعد ذلك أخذ الملوك الكاثوليك في اذابة المجتمع المسلم بتغيير هويته

    وقد بدلت أسماؤنا وتحولت .. بغير رضا منا وغير ارادة
    فآها على تبديل دين محمد .. بدين كلاب الروم شر البرية
    وآها على أسمائنا حين بدلت .. بأسماء أعلاج من أهل القيادة
    وآها على أبنائنا وبناتنا .. يروحون للباط في كل غدوة
    يعلمهم كفراً وزوراً وفرية .. ولا يقدروا أن يمنعوهم بحيلة
    وآها على تلك الصوامع علقت .. نوافيسهم فيها نظير الشهادة
    وآها على تلك البلاد وحسنها .. لقد أظلمت بالكفر أعظم ظلمة
    وصارت لعباد الصليب معاقلاً .. وقد أمنوا فيها وقوع الاغارة
    وصرنا عبيداً لا أسارى فنقتدي .. ولا مسلمين منطقهم بالشهادة


    ثم تتوجه الرسالة باستجداء السلطان لانجادهم

    فلو أبصرت عناك ما صار حالنا .. اليه لجادت بالدموع الغزيرة
    فيا ويلنا يا بؤس ما قد أصابنا .. من الضر والبلوى وثوب المذلة
    سألناك يا مولاي بالله ربنا .. وبالمصطفى المختار خير البرية
    عسى تنظروا فينا وفيما أصابنا .. لعل اله العرش يأتي برحمة
    فقولك مسموع وأمرك نافذ .. وما قلت من شئ يكون بسرعة
    ودين النصارى أصله تحت حكمكم .. ومن ثم يأتيهم الى كل كورة
    فبالله يا مولاي منوا بفضلكم .. علينا برأي أو كلام بحجة
    فأنتم أولوا الأفضال والمجد والعلا .. وغوث عباد الله كل آفة
    فسل باباهم أعني المقيم برومة .. بماذا أجازوا الغدر بعد الأمانة
    وما لهم مالوا علينا بغدرهم .. بغير أذى منا وغير جريمة
    وجنسهم الملقوب في حفظ ديننا .. وأحسن ملوك ذي وفاء أجلة
    ولم يخرجوا من دينهم وديارهم .. ولا نالهم غدر ولا هتك حرمة
    ومن يعط عهداً ثم يغدر بعهده .. فذاك حراك الفعل في كل ملة
    ولا سيما عند الملوك فانه .. قبيح شنيع لا يجوز بوجهة
    وقد بلغ المكتوب منكم اليهم .. فلم يعلموا منه جميعاً بكلمة
    وما زادهم الا اعتداء وجرأة .. علينا واقداماً بكل مساءة


    ويشيروا الى توسط ملوك مصر دون نتيجة

    وقد بلغت أرسال مصر اليهم .. وما نالهم غدر ولا هتك حرمة
    وقالوا لتلك الرسل عنا بأننا .. رضينا بدين الكفر من غير قهرة
    وساقوا عقود الزور ممن أطاعهم .. ووالله ما نرضى بتلك الشهادة
    لقد كذبوا في قولهم وكلامهم .. علينا بهذا القول أكبر فرية
    ولكن خوف القتل والحرق رونا .. نقول كما قالوه من غير نية
    ودين رسول مازال عندنا .. وتوحيدنا لله في كل لحظة


    بعد ذلك يؤكدوا تمسكهم بالاسلام

    ووالله ما نرضى بتبديل ديننا .. ولا بالذي قالوا من أمر الثلاثة
    وان زعموا أنا رضينا بدينهم .. بغير أذى منهم لنا ومساءة
    فسل وحرا عن أهلها كيف أصبحوا .. أسارى وقتلى تحت ذلك ومهنة
    وسل بلفيقاً عن قضية أمرها .. لقد مزقوا بالسيف من بعد حسرة
    وضيافة بالسيف مزق أهلها .. كذا فعلوا أيضاً بأهل البشرة
    وأندرش بالنار أحرق أهلها .. بجامعهم صاروا جميعاً كفحمة
    في سنة895 هـ أراد فرديناند أن يحسم جولاته مع غرناطة أخر مدن المسلمين فخرج بجيش قوامه 50 ألف وحاصر المدينة وبنى أمامها في 80 يوم مدينة أسماها الايمان المقدس .. عمل الجوع في أهل غرناطة فلم يجد أبو عبد بداً الله سوى مفاوضة الصليبيين ولكن موسى قائد المسلمين حينئذ فضل الموت والشهادة على التسليم .. لبس سلاحه وركب جواده وغاص وسط جموع الصليبيين ضرباً وطعناً حتى قتل.
    اضطر المسلمين للتسليم بعد أن أمنهم الاسبان على دينهم وأموالهم وحياتهم .. وافقوا على شروطهم ووقف عبد الله في ثلة من فرسانه بسفح جبل الريحان فلما مر موكب فرديناند واليزابيث سلمهم مفاتيح المدينة ووقف من بعيد يودع ملكاً ذهب ومجداً ضاع فلما رأته أمه عائشة الحرة يبكي قالت "ابك مثل النساء ملكاً مضاعاً لم تحافظ عليه مثل الرجال"
    هاجر أبو عبد الله الى المغرب ونزل بفاس حيث عاش وأبنائه بقية حياته على سؤال المحسنين!
    سرعان ما انقلب الاسبان على عهودهم بعد أن أفتى الكاردينال شيمينس بأن الوفاء بالعهود مع المسلمين مخالفة للعهود مع الله .. أصدرت اليزابيث مرسوم يخير العرب بين التنصير أو مغادرة البلاد وجاء في المرسوم أن أسلافهم كانوا مسيحيين وأن الكنيسة تعدهم مسيحيين منذ الولادة ثم أعقب ذلك غلق المساجد وحرق المصاحف والكتب والمخطوطات والكتب النفيسة وتعذيب الدين أشد تعذيب.
    منع الحجاب بالقوة وبدلت الأسماء ومنع قراءة القرآن والصلاة وذكر اسم المصطفي في الحلقات والذكر .. استبيحت الحرمات وانتهكت ونكلت محاكم التفتيش ومحارقهم بالمسلمين أشد تنكيل.
    ثار المسلمون في جبال البشرات وباءت الحملات التي أرسلت اليهم بالخيبة وفر كثير منهم الى مراكش ومصر وتركيا أما من اضطر أمام الضغط الى التظاهر بالمسيحية محاولاً تأدية فروض دينه في السر فظل يعاون مجاهدي الجزائر والمغرب في اقلاق راحة الأسبان واختطاف أبنائهم .. اشتعلت ثورة جديدة قادها صباغ بغرناطة اسمه فرج بن فرج ينتمي الى بني سراج وجمع حوله الساخطين وفر بهم الى الجبال ولم يمض اسبوع حتى حمل رجال البشرات كلهم السلاح وسارت مذابح عظيمة ولم يأتى عام 1609م - 1017هـ الا واسبانيا خالية تماماً من العرب حيث بلغ من نفي ما بين سقوط غرناطة والعقد الأول من القرن ال17 حوالي 3 مليون.
    في 4 محرم سنة 907هـ صدر المرسوم الملكي بمنع وجود المسلمين في غرناطة وحظر اتصال المسلمين ببعضهم البعض ومن يخالف ذلك يقتل وتصادر أمواله.
    وفي 13 رمضان سنة 908هـ صدر مرسوم يحتم على كل مسلم حر يبلغ الرابعة عشرة من عمره ان كان ذكراً أو الثانية عشرة من عمرها ان كانت أنثى مغادرة غرناطة قبل أول شهر مايو من العام نفسه ولا يسمح لمن يريد الخروج التصرف في أمواله وممتلكاته وألا يكون الخروج الى شمال افرقيا لأنها بلد اسلامية!
    وفي 19 ربيع الأول سنة 909 هـ صدر مرسوم يحظر على الناس التصرف في أملاكهم قبل مضي عامان كما يحظر مغادرة مملكة قشتالة الا الى مملكتي الأراغون والبرتغال لأنها بلاد غير اسلامية.
    وكان ذلك كله خشية تجمع الأندلسيون في المغرب واستقوائهم بالمسلمين من جديد وعودتهم محاربين
    وفي 6 جمادي الأول سنة 920هـ صدر الأمر البابوي باجبار المسلمين على اعتناق الكاثوليكية ومن أبى فعليه الخروج من اسبانيا خلال مدة معينة أو يصبح عبداً مدى الحياة وفي ختام الأمر جعلت كل المساجد كنائس .. ورغم تنصر الكثيريين الا أنهم لم يتركوا لحالهم ولم يسلموا من التعذيب والمطاردة.
    وفي 1007 هـ صدر مرسوم ملكي باسترقاق شباب المتنصرين والكهول منهم ومصادرة أموالهم ونفيهم الى خارج البلاد وأخذ أطفالهم وايداعهم المعاهد الدينية المسيحية ليتلقوا تربيتهم.
    وفي 22 سبتمبر 1609م الموافق 1018 هـ صدر المرسوم الملكي بنفي كل المتنصرين الى بلاد البربر خلال 3 أيام من تاريخ نشر القرار وتم تقدير عدد المنفيين بعد ذلك بأكثر من مليون شخص.
    أخذ الاسبان يلفقون تهم غريبة لم يسمع بها أحداً من قبل للبقايا المسلمين وكان العقاب دوماً الحرق أو الجلد ومصادرة الممتلكات أو التشهير باركاب المتهم حماراً وقد علق على ظهره لوحة فيها اسمه وتهمته ويطاف به في أرجاء المدينة وكان من تهمهم كثرة الاستحمام أو تكفين الميت في ثياب جديدة أو ذكر النبي محمد أو اقتناء القرآن أو احراز أوراق أو كتب عربية أو انشاد أغاني عربية أو الامتناع عن أكل الخنزير وشرب الخمر أو الوضوء والقيام الى الصلاة أو الصيام.
    عانى المسلمين كثيراً في الأندلس وذرفوا بدل الدمع دماً .. وكان الميت منهم يترك في الطرقات كالبهائم دون أن يدفن ان لم يستدعى رجل دين نصراني قبل موته.
    خاطب مسلمي الأندلس خلفاء وحكام العالم الاسلامي أجمع ولم يستطع أحداً منهم مساعدتهم .. كل كان واقع في مشاكله وصراعاته الخاصة.
    هكذا انتهى عصر أجدادنا هنالك .. بالدمع والذل والدم والنار.

    كلمات مفتاحية  :

    تعليقات الزوار ()