هَجَرَتْ وَطَيفُ خَيَالِهَا لم يَهجُرِ، |
وَنأتْ بحاجةِ مُغرَمٍ لمْ يُقْصِرِ |
وَدَعَتْ هَوَاكَ بمَوْعِدٍ مُتَيَسّرٍ |
يَوْمَ اللّقَاءِ، وَنَائِلٍ مُتَعَذِّرِ |
مُسْتَهْتَرٌ بالظّاعِنِينَ، وَفيهِمِ |
صَدٌّ يُضَرِّمُ لَوْعَةَ المُسْتَهْتَرِ |
تسل المنازل عنهم، وعلة اللوى |
دمن دوارس إن تسل لا تخبر |
وَمن السّفاهَةِ أن تَظّلّ مُكَفكِفاً |
دَمعاً على طَلَلٍ تأبّدَ مُقفِرِ |
زَادَتْ بَني يَزْدَادَ، في عَلْيائِهِمْ، |
شِيَمٌ كَرُمنَ وأنعُمٌ لم تُكْفَرِ |
أقمار مرو الشاهجان إذا دجا |
خطب، وأنجم ليلها المستحسر |
أحْلاَمُهُمْ قُلَلُ الجِبَالِ رَسَا بها |
وَزْنٌ، وأيديهِمْ غِمَارُ الأبحُرِ |
فَسَقَتْ عِبيدَ الله، والبَلَدَ الذي |
يَحْتَلُّهُ، دِيَمُ الغَمامِ المُغْزِرِ |
أمَلٌ يُطِيفُ الرّاغِبُونَ بِظِلّهِ، |
وَمَعَاذُ خائِفَةِ القُلُوبِ النُّفّرِ |
عَضْبُ العزِيمَةِ لا يَزَالُ مُعَرِّفاً |
مَعْرُوفَ عائدَةٍ، وَمُنكَرَ مُنكِرِ |
مُتَوَاضِع، وأقَلُّ ما يَعتَدُّهُ |
في المَجدِ يُوجبُ نَخوَةَ المُستكبرِ |
إنْ يَدنُ يكفِ الغائبينَ، وإن يَغِبْ |
لا يَكفِنا منْهُ دُنُوُّ الحُضّرِ |
لله ما حَدَتِ الحُداةُ وَمَا سَرَتْ |
تَخْدي بهِ قُلُصُ المَهارِي الضُّمّرِ |
مُتَقَلْقِلاتٍ بالسّماحةِ والنّدَى، |
يَطلُبنَ خَيفَ مِنًى، وَحِنوَ المَشعرِ |
حتّى رُمينَ إلى الجِمَارِ ضَحِيّةً، |
والرّكبُ بَينَ مُحَلِّقٍ وَمُقَصِّرِ |
وَثَنَينَ نَحوَ قُصُورِ يَثرِبَ آخِذاً |
مِنهُنّ سَيرُ مُغَلِّسٍ وَمُهَجِّرِ |
يَجشَمْنَ مِنْ بُعْدٍ أداءَ تَحِيّةٍ |
للقَبْرِ، ثُمّ، ومَسحَةٍ للمِنْبَرِ |
حَجٌّ تَقَبّلَهُ الإلَهُ، وأوْبَةٌ |
كانَتْ شِفَاءَ جَوًى لَنا وَتَذكُّرِ |
نَفْسِي فِدَاؤكَ إنّ شَوْقاً مُفرِطاً |
مِن مَعشَرٍ، وَتَولُّهاً من مَعشَرِ |
أنَا وَفْدُ نازِلَةِ الشّمالِ لِعِظمِ ما |
يَعنِيهِمِ، وَلِسانُ أهلِ العَسكَرِ |
قد أُعطِيَتْ بَغدادُ منكَ نهايةَ الـ |
ـحَظِّ المُقَدَّمِ، والنّصِيبِ الأوْفَرِ |
فاقْسِمْ لسامِرّاءَ قِسمَةَ مُنصِفٍ، |
تَجذَلْ قلُوبُ الأوْلِيَاءِ وَتُسرَرِ |
ألْمِمْ بقَوْمٍ أنتَ أرْضَى عِندَهُمْ، |
وأجَدُّ من عَهدِ الرّبيعِ الأزْهَرِ |
مُتَطَلّعينَ إلى لِقَائِكَ، أصْبَحوا |
بَينَ المُخَبِّرِ عَنكَ، والمُسْتَخبِرِ |
مِنْ وَامقٍ مُتَشَوّقٍ، أوْ آمِلٍ |
مُتَشَوّفٍ، أو رَاقِبٍ مُتَنَظّرِ |
سَكَنُوا إلَيْكَ سَكُونَهُمْ لو نالهم |
جَدْبٌ إلى صَوْبِ السّحابِ المُمطرِ |
وَجّهْ رِكَابَكَ مُصْعِداً يَصْعَدْ بِنَا |
جِدٌّ ويحْلُ بِما نُروم وَنَظْفَرِ |