الأستاذة الفاضلة مرفت صفدر نرحب بك معنا في هذا الحوار عبر موقع المربي،والذي سيحمل عنوان "الأسرة ..مشكلات أقل...وسعادة أكثر"،أستاذتي الفاضلة هل لك أن تعرفينا بنفسك كما تحب مرفت صفدر أن تعرف بنفسها؟
أختكم في الله ميرفت يوسف صفدر معلمة بالأندلس سابقا ومديرة مدارس القلم حاليا وأعطي بعض الدورات في مراكز مختلفة، لعل أبرزها:
- دورة مملكة الفتيات.
- دورة كيف تختارين شريك حياتك.
- دورة فهم النفسيات.
- أبجديات الحب.
- الإعجاب بين السلب والإيجاب.
- دورة فن التعامل مع الآخرين.
- دورة العش الهانئ.
1.يقال أن الشخصية المبدعة قادرة على أثبات وجودها عبر أي مجال ، وأستاذة مرفت _ما شاء الله _نشاط ملحوظ في مجال التربية والأسرة ،رغم أن التخصص الأصلي لغة إنجليزية ،هل لنا أن نعرف البدايات والدافع وراء هذا النشاط؟
لله الحمد والمنة استقراري الأسري وحبي لمجال الدعوة خاصة في العملية التعليمية كانا السببين الرئيسيين لخوض هذا المجال.
2.أستاذة مرفت كيف يمكن لدورات التدريب والإعداد أن تسهم في تحقيق السعادة الأسرية؟
مجتمعنا وللأسف الشديد يفتقر إلى الكثير من الأسس التربوية والأسرية برغم انفتاح العملية التعليمية لكننا نلاحظ أن المناهج تهتم بالعلوم النظرية والتطبيقية وتترك أهم جانب في الحياة وهي النواحي التربوية والاستقرار الأسري، لذلك نرى ارتفاع نسبة الطلاق والمشاكل الأسرية.وأعتقد أن هذه الدورات من شأنها أن تسد هذا الخلل إذا تم الإعداد لها إعداد جيد،وحرص أفراد الأسرة على متابعتها.
3.أستاذتي الفاضلة يمثل الاختيار الزواجي وفق معيار الدين والخلق شرط أساسي لتحقيق السعادة الأسرية وفق المنهج النبوي "تربت يداك" ولكن الملاحظ أستاذة مرفت أن الاختيار الزواجي _للطرفين_ أصبح يميل إلى تغليب معايير أخرى،ما مدى خطورة تغليب هذه المعايير على السعادة الأسرية؟
تغليب معايير أخرى وعدم إتباعنا للمنهج النبوي في تخفيض المهور والإسراع في تزويج الشباب واختيار الزوج والزوجة الصالحة له الأثر الكبير في ظهور المشاكل الزوجية، فللأسف نجد شباب اليوم لا هم له إلا الاقتران بما يراه في التلفاز، وكأن جمال وجسد المرأة هو العنصر الرئيس في نجاح زواجه، فأي أسرة ستبنى وأي أبناء سيربون في انعدام الجانب الديني، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "الدنيا متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة".وكذلك قد نلمس تغليب بعض الفتيات للجوانب المادية والله سبحانه وتعالى يقول: { وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم}.
4. في التصور العام،يعتقد البعض أن ليلة الزفاف هي أسعد ليالي العمر ،فهل هذا صحيح ،وهل هناك نقطة يمكن أن تبدأ من خلالها السعادة الأسرية؟
هناك سعادة زائفة مؤقتة تزول بزوال المسبب، وهناك سعادة دائمة تدوم بدوام الحياة الزوجية، فمن تبدأ مثلا أول يوم في حياتها الزوجية بمعصية الله سبحانه وتعالى كالنمص والغناء لا تعلم هذه المسكينة أنها بدأت حياتها بالطرد والبعد عن رحمة الله، فأي توفيق ترجو وأي سعادة تبتغي؟!! بعكس من ترجو وتسأل الله التوفيق وتبتعد عن كل ما يغضب الله وهمها من زواجها هو إنجاب الذرية الصالحة وإكمال نصف دينها، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من تزوج ثقة بالله واحتسابا كان حقا على الله أن يعينه ويبارك له".وتبدأ سعادة الأسرة من نقطة الحرص على رضا الله.
5. هل الحب شرط لتحقيق السعادة الزوجية؟
الحب بعد الزواج نعم، أما قبله فلا.. لكن ليست كل الزيجات قائمة على الحب فهناك المودة والرحمة.
6.أستاذة مرفت قد يدخل طرفي العلاقة الزوجية_زوج وزوجة_عش الزوجية وهو جاهل بأبسط الأسس لتحمل المسؤوليات الزوجية،كيف يمكن أن يؤثر ذلك على السعادة الزوجية؟
في زمننا الحالي الذي يكثر فيه أنواع الرفاهية والتدليل في التربية ومعاملة الأبناء وكأنهم صغار فلا يتحملون أي مسؤولية صغيرة كانت أو كبيرة وكله على الخادمة وعلى السائق, فكيف سيتحمل هذا الولد- البنت مسؤولية حياته مستقبلا.. بينما نرى كيف تربى أبناء الصحابة على تحمل المسؤولية منذ الصغر, فيقود أسامة مثلا جيشا فيه كبار الصحابة وهو لم يتجاوز الثامنة عشر.. بل حتى آباؤنا وأجدادنا كانوا أكثر تحملا ومسؤولية.. فلا يكتمل بناء الحياة الزوجية بلا تحمل المسؤولية لكلا الزوجين.
7. كذلك يدخل الكثيرون عش الزوجية وهم يحملون أفكار مسبقة عن الحياة الزوجية والتعامل مع الطرف الآخر ،وغالبا ما تكون هذه الأفكار إما حصيلة شخصية تم معايشتها أو تجارب للآخرين ،فكيف يمكن لهذه الأفكار المسبقة أن تسهم في تحقيق السعادة الأسرية أو خنقها؟ما هي نصيحتك لمن يحمل مثل هذه الأفكار؟
يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "تفاءلوا بالخير تجدوه".. فلا يعني فشل تجربة أو انفصال زوجين يعني أن كل الزيجات تنتهي بنفس هذه الطريقة.. لكن كلما كان الزوجين أتقى لله وأكثر صلاحا وعفة كلما نجحت هذه الحياة.. ونظرا لابتعاد الكثير من الأزواج عن تقوى الله بسبب الانفتاح الإعلامي والمفسد في غالب قنواته والابتعاد عن كتاب الله وسنة رسوله نرى حصيلة ذلك إيمان بالله يشوبه الكثير من العلل والركاكة, فكانت النتيجة فساد الكثير من الحياة الزوجية.ونصيحتي لمن يحمل مثل هذا الأفكار ألا يبني حياته على تجارب سابقة أو تجارب لأناس آخرين،فالحياة قد تحمل أكثر من وجه ويراها كل فرد وفقا لنظرته الخاصة.
8.غالبا ما تعاني الطفولة من مشكلات مختلفة،وينعكس أثرها على الوالدين والمجتمع،كيف يستطيع للوالدين التغلب على هذه المشكلات وتحقيق السعادة؟
بالقدوة والتربية الصالحة والسير على ما سار عليه أنبياء الله وصحابته والتابعين.وفهم خصائص نمو كل مرحلة وتلبية احتياجاتها،والسعي لتكوين جو أسري مستقر يضمن تحقيق استقرار وتوازن نفسي لأبناء،وأن يحرص الوالدين على متابعة الأبناء في شتى المجالات.
9. ترتبط فترة المراهقة في أذهان الكثيرين بالتمرد والمشكلات،ولا تذكر المراهقة إلا وأردفت بالمشكلات ،هل حقاً فترة المراهقة هي فترة مشكلات وتعاسة؟ وأين يكمن الخلل؟
فترة المراهقة هي تبدل من حال إلى حال.. من الطفولة إلى الرشد لكن كلما تفهم الوالدان خصائص نمو هذه المرحلة وساعدا أبنائهما بتخطي هذه المرحلة باحتوائهم والحوار معهم ومصادقتهم, مرت هذه المرحلة بسلام. وقد يكمن الخلل في عدم فهم الوالدين لخصائص هذه المرحلة،أو التنبه المتأخر لخطورتها.
10.هل يمكن أن نُحَمِّل مسؤولية تحقيق السعادة الأسرية لأحد أطراف الأسرة أكثر من الآخر،بمعنى أنه يقع على عاتق هذا الطرف الجزء الأكبر من تحقيق السعادة؟
لا، كلا الطرفين له نصيب كبير في تحمل المسؤولية وتحقيق السعادة.
11. في ظل دعاوى التغريب والعلمنة التي باتت تنعب داخل مجتمعنا ،وفي ظل توجيه النقد الزائف لأوجه التربية _والتربية الدينية على وجه الخصوص_ ومعاملة المرأة داخل الأسرة وخارجها،هل ترين أستاذة مرفت أن مجتمعنا يعاني حقا من خلل في هذه الجوانب؟وإن كان لا ،فكيف يمكن للأسرة أن تقي أفرادها من خطر هذه الدعوات؟
نحن تحت وطأة تيارين شديدين متعاكس في خصائصه متوازي في نفس الهدف.. وهو انسلاخ هذا المجتمع الإسلامي عن دينه وإبقائه بلا هوية.. والحل في نظري هو تربية الأبناء منذ الصغر على حب الله والاعتزاز بهويته الإسلامية.
12. ما دور التقارب الثقافي والاجتماعي بين الزوجين في تحقيق السعادة الأسرية؟
كلما كان تقارب الزوجين في الثقافة والمستوى المادي كلما خفت معاناة كلا منهما من الآخر من انعدام الثقافة الفكرية والجانب المادي.
13. كيف يمكن للعلاقات الاجتماعية (الأقارب،الجيرة،جماعة الرفاق) أن تسهم بالإيجاب أو السلب في تحقيق السعادة الأسرية؟
يمكن للعلاقات الاجتماعية أن تسهم بالإيجاب إذا كان الهدف منها الإصلاح بالتوجيه والنصيحة التي تنبع من قلب المحب (قل خيرا أو لتصمت).والعكس من ذلك ،فالتدخلات غير المرغوبة وفرض الآراء وعدم القدرة على تحقيق الفصام العاطفي مع الأقارب أو الرفاق كل ذلك من شأنه أن يوتر العلاقة الأسرية.
14. ما دور العامل الاقتصادي في تحقيق السعادة الأسرية؟
العامل الاقتصادي مهم بلا شك ،ولكنه ليس فصل الخطاب في العلاقة الأسرية،فكم من أسر ذات مستوى اقتصادي عالي ،كان ذلك سبب في تعاستها ،والعامل الأساسي هنا هو قدرة الأسرة على استغلال واستثمار مواردها،ومدى قناعة أفراد الأسرة بهذه الموارد.
15.يعتبر البعض أن السعادة في تفريغ الأوقات وممارسة المستحبات،في حين أن الأسرة والعلاقات الأسرية تزدحم بالمسؤوليات والمشقات...كيف يمكن الموازنة بين المسؤوليات والسعادة؟
يرتبط هذا الأمر بمدى النضج العقلي والعاطفي لأفراد الأسرة،والحقيقة أن الوالدين إذا ما أدركا المعنى الحقيقي لمسؤولية التربية وأحسنا طرقها ،وكان لهما هدف كبير من خلالها ليس فقط صلاح الأنباء وإنما صلاح المجتمع ونهضة الأمة بتربية الأبناء تربية صالحة ،فإن هذا المفهوم من شأنه أن يهون الصعاب ويعين الوالدين على تحمل المسؤولية بنفس راضية.
16. ما هي أخطر أزمة يمكن أن تمر بها الأسرة وتعكر صفو السعادة الأسرية؟