اتجهت الأوساط العلمية مؤخراً إلى التعديل الوراثي كتقنية جديدة لحل الكثير من المشاكل، وعلى رأسها مكافحة الأمراض، وذلك للتقليل من استخدام المواد الكيماوية التي تعود على المريض بآثار جانبية ضارة، وقد استخدمت هذه التقنية على النباتات أيضا لزيادة إنتاجها وملائمتها للنمو في في ظروف مناخية صعبة .
وعقب الارتفاع الرهيب الذي يشهده سوق الحبوب على مستوى العالم نتيجة قلة الإنتاج العالمي من الغلال من ناحية، واستخدام الحبوب في إنتاج الوقود الحيوي من ناحية أخرى، كان على العلماء أن يتجهوا إلى الهندسة الوراثية لاستخدامها كسلاح جديد يواجه الفقر الغذائي خاصة في الدول النامية، حيث تمكن مجموعة من الباحثين اليابانيين من تطوير نوع جديد من الأرز يقاوم الجفاف، قد يساعد دول أفريقية على زيادة الإنتاج الغذائي.
وقام مركز اليابان الدولي لأبحات علوم الزراعة بدراسة طرق لإضافة جينات "دي ار اي بي" لأنواع من الأرز لتحسين قدرتها على التأقلم مع الجفاف، كما يخطط المركز أيضا لتحسين نوع من الأرز طُوّر خصيصا لملائمة البيئة الأفريقية ويعرف باسم أرز نيريكا.
ويشير مركز الأبحاث إلى أن ارتفاع أسعار الغذاء أصبح مشكلة خطيرة وأن المركز سيحاول تطوير أنواع تستطيع تحمل الحرارة المرتفعة من أجل زيادة الإنتاج الغذائي في أفريقيا، حيث أدى الجوع والفقر إلى وقوع أحداث شغب.
وفي سياق متصل ، نجح علماء فى الصين من قبل في تحديد جين وحيد يتحكم فى إنتاجية نباتات الأرز وكذلك فى ارتفاعها ووقت الأزهار، متخذين ما قد يكون خطوة حاسمة فى الجهود العالمية لزيادة إنتاجية محصول الأرز.
وأشار الباحثون إلى أنهم تمكنوا من تحديد جين يدعى "جى اتش دي7" والذى يحدد فيما يبدو كل الخصائص الثلاثة، وكانت دراسات سابقة قد حددت منطقة على "الكروموسوم7" يبدو أنها مسئولة عن ذلك لكن لم يتمكنوا من تحديد جين معين.
من جهة أخرى، أفادت خبيرة أمريكية في مجال زراعة الأرز أن المزج بين الهندسة الوراثية والزراعة العضوية ربما يكون أفضل السبل لزراعة المواد الغذائية مع تزايد عدد السكان فى الوقت الذى يواجه العالم فيه تغيرات مناخية وتدهوراً بيئياً.
وأشارت باميلا رونالد الأستاذة فى جامعة كاليفورنيا في ديفيز، إلى أن العالم أصبح بحاجة للاستعانة بكل التقنيات المتاحة لضمان توافر الامدادات الغذائية لسكان العالم المتوقع أن يبلغ عددهم 2ر9 مليارات نسمة بحلول عام 2050 مقارنة مع 7ر6 مليارات نسمة حالياً.
ورأت رونالد وهي خبيرة في أمراض النباتات ساهمت في تطوير أرز معدل وراثياً مقاوم للأمراض أن الزراعة العضوية يمكن أن تساعد في تحقيق محاصيل أكبر دون الاضرار بالبيئة، حيث أنها لا تستخدم مبيدات أو أسمدة صناعية بينما يمكن أن توفر الهندسة الوراثية منتجات جديدة كالذرة المقاومة للآفات.
أرز جديد يقاوم الفيضانات
|
|
|
شجرة الأرز |
|
|
وفي نفس السياق، طور خبراء بمعهد الأبحاث حول الأرز في الفلبين أرزا جديدا يقاوم الفيضانات أطلق عليه "سوارنا سوبمرجنس" .
فخلافا لأنواع اخري مستخدمة تقليديا في بنجلاديش وهي تتعرض للتلف بعد ثلاثة ايام تحت المياه، تقاوم "سوارنا سوب - 1" الفيضانات التي تغمر حقول الارز لفترة طويلة.
وقال عبد المزيد الباحث في معهد الابحاث حول الارز في بنجلاديش: "عندما غمرت المياه مزرعتين زرع فيهما النوع الجديد من الارز لاحظنا ان نبتة الارز لا تزال منتصبة بعد عشرة ايام من الفيضانات".
وقد خلفت الفيضانات هذا العالم -والتي تسببت بها الامطار الموسمية وذوبان الثلوج في جبال هملايا- وضعا مأسويا مع تسجيل اكثر من الف قتيل ونزوح اكثر من 2،5 مليون شخص، والاخطر من ذلك اتت الفيضانات علي اكثر من ثماني مئة ألف هكتار من المحاصيل كليا او جزئيا مما حرم المزارعين من عائداتهم وغذائهم.
فول صويا يقاوم تأثير المبيدات
|
|
|
فول صويا |
|
|
تمكن باحثون في جامعة لينكولن بولاية نيبراسكا الأمريكية من إضافة صفة وراثية جديدة لفول الصويا تحميه من تأثير مبيد "ديكامبا" المضاد للآفات النباتية.
وأوضح فريق البحث تحت إشراف البروفيسور مارك بيرنس في دراستهم التي نشرت في مجلة ساينس الأمريكية أن هذا الإنجاز العلمي الجديد يمهد طريقا جديدا لمقاومة الآفات النباتية بشكل غير ضار بالبيئة.
وأضاف الباحثون أن النباتات التي تحمل هذه المادة الجينية الإضافية تحلل سم "ديكامبا" إلى مركب غير ضار بالبيئة، في حين أن الآفات الزراعية والتي لا تحمل هذه الصفة الوراثية الإضافية "التي مصدرها بكتيريا في التربة" فإنها تذبل وتموت.
وقد وجد فريق البحث أن الجرعة التي يتغلب عليها فول الصويا الجديد من مادة ديكامبا لم تترك سوى حفنة من الأوراق الجافة من النباتات الأخرى التي استخدمت لمعرفة مدى تأثرها بـ"ديكامبا" مقارنة بالفول الصويا المعدل وراثياً.