بتـــــاريخ : 9/7/2008 9:43:52 AM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 481 0

    موضوعات متعلقة


    العرض الحسن

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : عبد الرحمن الدريهم | المصدر : www.almurabbi.com

    كلمات مفتاحية  :
    العرض الحسن

    لا يختلف القائمون على المحاضن التربوية من أن الدروس التوجيهية تربوية كانت أو علمية من الوسائل الأساسية في تربية الشباب، لما لها من أثر في توجيههم نحو تحقيق الأهداف التربوية التي تقوم عليها تلك المحاضن، إلا أنه من الملاحظ هو ما اتسمت به تلك الدروس من لزومها روتينا محدداً في العرض تغلب عليه التقليدية في الإلقاء، والاعتماد على طريقة الملقي والمتلقي، وبأداء تلقيني يجلب السآمة والملل في نفوس المتلقين، حتى وإن كان الملقي مميزاً في أسلوبه إلا أن مدة الاستيعاب للطالب قد لا تتجاوز النصف ساعة فقط.

    ويمكن للمربين ولملقي تلك الدروس أن يحدثوا أنواعاً من التجديد في طريقة عرضها وتقديمها، ويجنوا من ذلك  فوائد عدة أقلها أهمية طرد السآمة والملل والتشويق عند عرض المادة المقصودة بالطرح، ومن أهمها في نظري إشراك المستفيدين في الإلقاء، وتعويدهم على المناقشة والحوار، وتنمية مداركهم العقلية واللغوية، وإعطائهم فرصة لتحقيق القدرة على التحدث والمناقشة والاستنباط، وغير ذلك من الفوائد التي لا يحملها الروتين المعتاد عند إلقاء الدروس.

    ومن المناسب في هذا المقال إيراد بعض الأفكار العملية لتي قد تعد من التجديد في طريقة الطرح وتقديم الدروس تحقق إضافة إلى جانب هدف المادة العلمية والتربوية أهدافاً أخرى لا تقل عنه أهمية مما سبق الإشارة إليه:

    • فمثلاً إذا كان الموضوع يتصف بكثرة العناصر وتنوعها فيمكن تطبيق فكرة الإلقاء الجماعي، وهي فكرة سهلة ويسيرة، تقوم على تكليف كل طالب بإعداد عنصر من عناصر الموضوع ويكون الإلقاء من الجميع على أن تكون المقدمة أو الخاتمة من نصيب المربي ليضمنها التوجيهات الأساسية المقصودة من طرح الموضوع.

    • ولو كان الموضوع عبارة عن شرح حديث من أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام فيمكن تطبيق فكرة إقراء واستنبط وهي فكرة رائعة وجميلة ومشوقة، وتتلخص في اختيار أحد الأحاديث النبوية، ويفضل أن يكون حديثاً طويلاً، وطباعته وتوزيعه على الجميع، ومن ثم قراءته كاملاً بصوت مسموع،  ثم تقسيمه إلى مقاطع يقرأ قراءة صامتة، ثم يفتح المجال للجميع لذكر الفوائد المستنبطة منه، واذكر في هذا أن رحلة كاملة لم يطرح فيها إلا درس واحد بهذه الطريقة، وكانت حول حديث وقصة الإفك ذكر الطلاب فيها قرابة مائة وخمسة عشر فائدة،  بعد التنقيح والتصفية، لم يشعروا خلالها بطول الوقت الذي مكثوه، إضافة إلى ما تكون لديهم من تمرين على ملكة التفكير واستنباط الفوائد،  وحماسة منقطعة النظير في التنافس على المشاركة. 

    • أما إن كان الموضوع المقصود هو معالجة لمشكلة محددة كالفتور أو ضعف المبادرة أو غير ذلك مما يكثر وروده في بيئة المتربين، فأفضل طريقة لمناقشته هي الحوار المفتوح حول الظاهرة، بحيث تكون الفرصة متاحة للجميع للتعبير عن أنفسهم والحديث عن دواخلهم، ويكون ذلك أدعى للمصارحة والوقوف على الأسباب الواقعية لتلك المشكلة، وهذا خير من السرد الطويل المتصل، لأن المقصود هو الوصول إلى مقاربة واقعية للحل وهذا لا يتم إلا بمشاركة الجميع.

    والمقصود من هذا ضرب بعض الأمثلة العملية التي تؤكد أهمية ما قصدناه في بداية المقال من حاجتنا إلى تنويع أساليب طرحنا، والتجديد فيها بما يضمن جودة تحقيق أهدفنا التربوية، خصوصاً مع كثرة الأساليب المؤثرة في عقل المتربي ووجدانه التي يشهدها المجتمع بكافة طبقاته، وأهم ما أشير إليه في ذلك هو محاولة استخدام أفضل أساليب التقنية الحديثة في برامجنا التربوية والخروج من القوالب التقليدية السابقة التي عمرت في محيطنا التربوي كثيراً وهي بحاجة إلى التقاعد وإحلال ما هو أقوى وأكثراً جذباً وأثراً.

    كلمات مفتاحية  :
    العرض الحسن

    تعليقات الزوار ()