بتـــــاريخ : 11/15/2014 5:19:20 AM
الفــــــــئة
  • الأســـــــــــرة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 5087 1

    موضوعات متعلقة


    التحصيل الدراسي

    الناقل : MOUDNANE | العمر :33

    كلمات مفتاحية  :
    التحصيل الدراسة التعليم

    "مودنان مروان"

    التحصيل الدراسي:

       مفهوم التحصيل الدراسي :

    التحصيل الدراسي هو عملية التعلم المكتسب لمجموعة من المعارف والمهارات والعادات السلوكية والاتجاهات والقيم التي تعتبر الهدف من عملية التعلم، والذي يقاس بواسطة الاختبارات في مختلف مواد الدراسة التي يتلقاها المتعلم في الفصل الدراسي، وهذه الاختبارات منها ما هو شهري، ومنها ما هو نهائي، ويدخل في تحديد درجته في المواد الدراسية، بالإضافة للاختبارات أيضا مواظبته ونشاطه داخل الفصل الدراسي في المناقشات وإعداد البحوث والمتطلبات الأخرى التي يحددها أعضاء هيئة التدريس ،  ويرتبط الدافع التحصيلي لدى التلميذ بعدة عوامل تتعلق بالشخصية أو البيئة الأسرية من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.

     وللتحصيل الدراسي أهداف منها:

    ü تقرير نتيجة التلميذ لانتقاله إلى مرحلة أخرى.

    ü تحديد نوع الدراسة والتخصص الذي سينتقل إليه التلميذ لاحقا.

    ü معرفة القدرات الفردية للتلاميذ.

    ü الاستفادة من نتائج التحصيل للانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى.

    التحصيل الدراسي والذات الفردية :

    قد يتأثر التحصيل الدراسي بالطريقة التي ينسب فيها التلميذ نجاحه وفشله، فمن يملك مفهوما إيجابيا مثلا قد ينسب نجاحه أو فشله إلى إمكاناته الداخلية، وعلى العكس فقد يكون من يملك  مفهوما سلبيا عن ذاته يمكن أن ينسب نجاحه أو فشله إلى العوامل الخارجية، فأصحاب الإنجاز العالي ينسبون أداءهم إلى عوامل داخلية، فنجاحهم قد يعود إلى المقدرة العالية والجهد المبذول، وينسبون فشلهم إلى قلة الجهد الذي بذلوه، أما الأشخاص ذوو الإنجاز المنخفض فقد يكونوا أكثر ميلا في تفسير نسبة نجاحهم أو سبب فشلهم إلى عوامل خارجية.

     وقد لا يضمن النجاح في مهام التعلم المدرسي تكون مفهوم إيجابي عن الذات بشكل عام، وإنما يزيد من احتمال تحقيق ذلك، وعلى النقيض من هذا فإن الفشل في التعلم المدرسي قد ينتج عنه احتمال عال لتكون مفهوم سلبي عن الذات بشكل عام، ويمكن أن تدفع التلميذ لأن يبذل جهودا جادة للحصول على ما يؤكد ذاته في ميدان آخر. أما وصوله إلى مستوى تحصيلي مناسب فيمكن أن يبث الثقة في نفسه، ويعزز مفهومه الإيجابي عن ذاته ويبعد عنه القلق والتوتر، مما قد يقوي صحته النفسية، أما فشله في التحصيل الدراسي، فيمكن أن يؤدي إلى فقدان الثقة بالنفس والإحساس بالإحباط والنقص كما يؤدي ذلك إلى التوتر والقلق، وهذا من دعائم سوء الصحة النفسية للتلميذ.

    التحصيل الدراسي والعوامل السوسيو-اقتصادية :

    ارتبط التحصيل الدراسي في بعض الدراسات بالعوامل السوسيو-اقتصادية، كمحاولة لكشف تأثير المحيط الاجتماعي والاقتصادي على تحصيل المتعلم الإيجابي أو السلبي، فالأسرة غير المحظوظة والتي تنتمي إلى الطبقات الاجتماعية الفقيرة قد تعاني من مجموعة من المشاكل، فالصراعات بين أفراد الأسرة، وعدم وجود ظروف ملائمة لتحصيل أفرادها المتعلمين، بالإضافة إلى غلبة جو البطالة واليأس  لدى بعض أفرادها قد يؤثر على تحصيلهم الدراسي، هذا بالإضافة إلى عدم تمكين أفرادها من اقتناء مستلزماتهم الدراسية المختلفة من كتب مدرسية وأجهزة تعليمية بغية تمكينهم من تحصيل دراسي جيد، عكس أفراد الأسر المحظوظة الغنية والتي قد توفر لهم شروط الحياة المادية، استقرارا نفسيا يمكن أن  يهيئهم لتحصيل دراسي جيد وبالتالي يمكن تجاوز التعثر الدراسي.

    التحصيل الدراسي والعوامل الثقافية :

    في نظر الأستاذ "مصطفى حجازي" أن أوساط الأسر الغنية يتاح فيها للفرد منذ البداية نظام لنشاط تواصلي تفاعلي قد ينمي اللغة الثقافية الراقية كما تنمى القدرات المعرفية في آن واحد، فالأسرة تتحاور مع أفرادها منذ صغرهم مبينة لهم الأسباب وشارحة لهم الظواهر والأوضاع، وبذلك يمكن أن تمكنهم من امتلاك تجربة تواصلية قد تساعدهم في تحقيق درجات مرتفعة في مستوى تحصيلهم الدراسي.

    إن أفراد الأسر التي تعاني الغبن الثقافي، غالبا ما قد تكون المدرسة التي يذهبون إليها من  مستوى تربوي متواضع لا يوفر الجاذبية ولا يفتح الشهية للدراسة ولا يساعد على الاندماج في عالمها، إنهم باختصار أبناء الغبن الوجودي اقتصاديا وثقافيا وعلائقيا وعاطفيا، مما قد يجعلهم فاقدين لتكافؤ فرص التعليم مقارنة بأبناء الفئات الأكثر حظا.

     كما أن انخفاض المستوى الثقافي للوالدين وفي بعض الأحيان معظم أفراد الأسرة قد يلعب دورا مؤثرا على جو التحصيل الدراسي للتلميذ، فانتشار الأمية والجهل داخل الأسرة يخلق جوا من عدم الاهتمام بتمدرس الأبناء ومستوى تحصيلهم، مما قد ينتج عن ذلك مجموعة من النتائج السلبية المرتبطة بتقويم التحصيل الدراسي.

     تشير بعض الدراسات إلى أن هناك بعض المتغيرات الأخرى والمرتبطة بعامل الجنس فيما يخص التحصيل الدراسي بين الذكور والإناث، فالتلاميذ المراهقون غالبا ما قد يكون إنتاجهم التحصيلي متوسطا أو ضعيفا في هذه الفترة التعليمية، فقد لوحظ أن الذكور يهملون جانب التحصيل، فهم يرتبطون في هذه المرحلة بخارج المنزل أكثر من داخله، بحيث ينضمون إلى جماعة الرفاق التي تقضي أكثر أوقاتها في ممارسة مجموعة من الأنشطة غير المرتبطة بمجال الدراسة وتؤطرها مجموعة من النظم والقوانين، الأمر الذي قد يتعذر على أفرادها استغلال الوقت المتاح لهم في مراجعة الدروس وتحقيق التوافق الدراسي مع سيرورة التعليم. وعكس ذلك قد تكون الإناث أكثر ارتباطا بالمنزل في هذه المرحلة، وقد يصلن إلى تحقيق الاستقرار والنضج مبكرا قبل الذكور، الأمر الذي يتيح لهن الالتزام أكثر بمراجعة دروسهن، واستغلال أوقاتهن في إنجاز مختلف الأنشطة والتمارين المدرسية، مما قد يمكنهن من تحقيق توافق إيجابي مع سير تعليمهن وتحقيق مستوى تحصيلي مرتفع. كما أن بعض التلاميذ يعتقدون أن التحصيل هو الحصول على نقط عالية تمكنهم من ولوج المؤسسات التي يرغبون بإتمام دراستهم فيها أو على الأقل الحصول على نقط جيدة تمكنهم من تجنب الرسوب آخر السنة الدراسية، وبما أن هذه الاعتقادات لا تعطي قيمة لمفهوم التحصيل الحقيقي المتعلق بالرغبة في اكتساب المعرفة أولا ثم اجتياز  الامتحانات والنجاح ثانيا، فإن هذه الفئات من التلاميذ تلجأ إلى الغش كوسيلة للتحصيل والنجاح، وقد يكون الذكور أكثر جرأة في ممارسة الغش من الإناث، مما قد يعكس ضعف مستوى تحصيلهم في  بعض المواد الدراسية.

     وهناك بعض الدراسات التي تحدثت عن بطالة المتعلمين وتأثيرها على التحصيل الدراسي، واعتبرت أن ارتفاع مستوى البطالة في أوساط الفئات الفقيرة قد يكون لها تأثير سلبي على مستوى تحصيل أفرادها الدراسي والعكس، قد يحدث عند تلاميذ الفئات الميسورة. فتحصيلهم الدراسي يكون مرتفعا، فهم قد لا يتأثرون بشبح البطالة لأنهم  يعيشون في ظروف تؤمن مستقبلهم بشكل عام. وقد يتأثر التحصيل الدراسي عند التلاميذ كذلك بالتخصص وتوجهات التلاميذ التعليمية، فتلاميذ التخصصات العلمية يتمكنون من تحقيق تحصيل دراسي جيد بحكم طبيعة المواد والمناهج العلمية التي تعتمد على الكيف والفهم أكثر من الحفظ، والعكس قد يحدث لتلاميذ الشعب الأدبية التي ترتبط طبيعة موادهم بالكم أكثر من الكيف، مما قد يتعذر على تلاميذ هذه الشعب تحقيق تحصيل دراسي يشمل جميع المواد الأمر الذي قد ينعكس سلبا على توافقهم الدراسي.

     هكذا، تتداخل مجموعة من العوامل المختلفة المؤثرة في ارتفاع أو انخفاض التحصيل الدراسي، وتبقى أهم المؤشرات التي تكشف عن العلاقة الارتباطية بين التوافق الدراسي والتحصيل الدراسي، مؤشرات هذا الأخير؛ من معدل الدرجات التي يحصل عليها التلميذ بشكل عام، والتي قد تكشف لنا مدى توافقه أو عدمه.

      مصلح أحمد صالح: "التكيف الاجتماعي والتحصيل الدراسي"، ص30-31.

      المرجع نفسه، ص32.

      مصطفى حجازي: "الصحة النفسية: منظور ديناميكي تكاملي للنمو في البيت والمدرسة"، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، ط. 2000 ، ص263.

      المرجع نفسه، ص263.

      رجاء محمد أبو علام: "قياس وتقويم التحصيل الدراسي، دار الفكر، الكويت، ط. 1، 1987، ص53.

     

    كلمات مفتاحية  :
    التحصيل الدراسة التعليم

    تعليقات الزوار ()