بتـــــاريخ : 9/6/2008 6:25:09 PM
الفــــــــئة
  • التربيــــــــــة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1561 1


    اكتشاف المتفوقين

    الناقل : mahmoud | العمر :35 | الكاتب الأصلى : محمد عبد الرازق القمحاوي | المصدر : www.almurabbi.com

    كلمات مفتاحية  :
    وسائل تعليمية اكتشاف المتفوقين

    بدأ العصر الحالي يشهد تحولات عميقة، لعل من أهمها أن الدول المتقدمة قد بدأت بتجاوز المرحلة الصناعية ودخول مرحلة ما بعد الصناعة، هذه المرحلة التي تعتمد - أساساً - على الصناعات كثيفة العلم والمعلوماتية، بعد أن كانت المرحلة السابقة تعتمد على التكنولوجيا كثيفة العمالة.

    وعلى حد تعبير المؤلف المستقبلي (ألفن توفلر) في كتابه (نحو بناء حضارة جديدة: سياسات الموجة الثالثة): فإن العالم المتقدم يسرع الخطى إلى بنية مختلفة للقوة سوف تؤدي إلى وجود عالم تتصارع على مسرحه ثلاث حضارات:

     

     

     

     


    الأولى: هي الحضارة الزراعية وتمثلها الفأس.
    والثانية: هي الحضارة الصناعية ويمثلها خط التجميع.
    والثالثة: هي حضارة المعلومات ويمثلها الكومبيوتر.

    وفي هذا العالم المتصارع الحضارات نجد أن قطاع الحضارة الأولى يقدم الموارد الزراعية والمعدنية، ويقدم قطاع الحضارة الثانية العمالة الرخيصة والإنتاج الكبير، أما قطاع الحضارة الثالثة والذي يتسع نطاقه بسرعة مذهلة فإن قوته تقوم على الطرائق الجديدة التي يوفر بها المعرفة والمعلومات وكيفية الإستفادة منها.

    وهكذا يمكن القول في ظل هذه الصراعات الحضارية: أن المعلوماتية تعني في المقام الأول العمل على إنتاج المعلومات وعدم الانتظار للحصول عليها جاهزة، وللتدليل على أهمية انتاج المعلومات كقوة محركة لتقدم المجتمعات يمكن القول أن المعلومات تقلل من الوقت والتكاليف والمواد الخام والطاقة، ولذا فقد أصبحت هي المورد الرئيسي لأي اقتصاد متقدم في العالم.

    وفي ضوء ذلك يتضح أن دور نظام التعليم يجب أن لا يقتصر على تقديم المعلومات، لأنّ المعلومات أصبحت فوق طاقة أي تعليم، وإنما المطلوب هو مساعدة المتعلم على فهم المعلومة وتحليلها، وكيفية الحصول عليها، بل وكيفية إنتاج المعلومات، وما يتطلبه ذلك من ضرورة الإبداع الذاتي وإطلاق قوى الإبداع واستلهام الذات الحضارية، لنتمكن من التفاعل الإيجابي مع تحديات العصر والمستقبل، وبما يضمن أن نسهم في الإبداع الإنساني ولا نترك المجال نهباً لخطاب الآخر وإرادته وهيمنته.

    ولكل ما سبق: يعد التطلع لعقول أبنائنا بصفة عامة ولعقول المتفوقين منهم بصفة خاصة مسألة حياة أو موت، وعلى حد تعبير العالم (سيبورج): "فإن نجاح الأمم في مواجهة تحديات المستقبل إنما يعتمد على مدى اكتشاف المواهب الاستثنائية وتطويرها".

    ولذا يصبح السؤال الأكثر أهمية الآن: كيف نكتشف المتفوقين داخل المدرسة؟!.

    في الحقييقة ينطوي التعرف على المتفوقين في مرحلة مبكرة على أهمية كبيرة، لأن هذا يساعد على توفير البيئة التربوية المناسبة لهم وتقديم الرعاية الخاصة بهم، وقد بينت الدراسات أن كثيراً من المتفوقين عندما لا يتم اكتشافهم مبكراً فإنهم يعانون من مشكلات سلوكية في المنزل والمدرسة، ومن انهيارات نفسية، ويصبحون منخفضي الانجاز.

    وبصفة عامة فإن الطالب المتفوق يتصف بالسمات والخصائص التالية، والتي تميزه عن غيره من العاديين:

    • ارتفاع حصيلته اللغوية التي تساعده على التواصل.
    • الميل إلى الاستقلالية وتأكيد الذات.
    • قيادي بالفطرة.
    • يتسم باليقظة والملاحظة الواعية والتساؤل الهادف.
    • يتجاوز المنهج المعرفي لأترابه بصورة ملحوظة.
    • متميز في التفكير المجرد والاستنتاجي.
    • يستطيع التعامل مع أكثر من متغير في نفس الوقت.
    • يحقق درجة عالية في اختبارات الذكاء والاختبارات الابتكارية.
    • يتعلم بسرعة أكبر من الطالب العادي، ولديه الرغبة في اتقان ما يدرسه اتقاناً تاماً.

    والاتجاه الحديث للتعرف على المتفوقين يعتمد على طريقة "دراسة الحالة" كاملة، أي جمع معلومات وبيانات من مصادر موثوقة عن الطالب، ثم دراستها وتحليلها. ويمكن اعتبار الوسائل والأدوات التالية معينات لنا على ذلك، ومن أهمها:


    ملاحظات الآباء والأمهات:

     بحكم كونهم أكثر الناس التصاقاً بالطلاب ودراية بسماتهم وسلوكهم، يمكن اعتبار ملاحظاتهم مجرد مؤشرات يستعان بها بجانب الوسائل الأخرى، ذلك لما يمكن أن يخالط ملاحظاتهم من بعد عن الموضوعية.

    الاستفادة برأي المعلم وملاحظاته الشخصية:

     حيث يمكن الإفادة بآراء المعلمين فيما يخص المتفوقين، كمقدرته على تحديد مدلول الكلمات وفهمها بسرعة، والقدرة على اختيار الكلمات المناسبة للرد على الأسئلة الموجهة له، والتركيز والقدرة على فهم العلاقات الزمانية والمكانية، والقدرة على تذكر واستدعاء وتوظيف الخبرات والمعارف السابقة، والتعرّف السريع على أوجه الشبه والاختلاف، وفهم المعاني والأفكار المجردة، وسرعة البديهة، مع ملاحظة عدم الاعتماد الكلي على رؤية المعلمين تجاه المتفوقين بسبب عوامل شخصية قد تؤثر في حكمهم على التلاميذ، فقد وجد (تيرمان) أن 15.7% فقط من بين من اختارهم المدرسون كانوا متفوقين، أي أن المدرسين أخطأوا في 5 من كل 6 تم اختيارهم بواسطتهم على أنهم متفوقين.

    تطبيق الاختبارات الموضوعية المقننة:

    ومن بين هذه الاختبارات التي لا غنى عنها للتعرف على الطلاب المتفوقين، اختبارات الذكاء بنوعيها الجمعية والفردية، واختبار قدرات التفكير الابتكاري، واختبارات الاستعدادات والقدرات الخاصة في النواحي العلمية والفنية واللغوية، والقيم والاتجاهات والميول، واختبارات الشخصية كمقاييس التقدير والنضج الاجتماعي، واختبارات التحصيل الموضوعية.

    وما يجب الإشارة إليه عند تطبيق هذه الاختبارات المختلفة وتفسير نتائجها، أن يقوم بها اختصاصيون على درجة عالية من الإعداد الجيد.

    عطاء الطلاب أنفسهم:

     يعد ما ينتجه الطالب من أفضل المعايير في التعرّف على المتفوقين، وهذا الإنتاج يشمل جوانب متعددة ساء كانت علمية أو فنية أو أدبية أو رياضية.

    المقابلات الشخصية:

     وتتم بهدف الدراسة التحليلية لاستكمال بعض أوجه النقص في المعلومات والبيانات والتعمق في دراسة جانب ما من جوانب الطالب المتفوق.

    وهنا يثور التساؤل وماذا بعد أن نكتشف المتفوقين؛

    كيف نتعامل معهم داخل الوسط المدرسي؟!

    وما أهم سمات النظام التعليمي الأمثل لرعاية المتفوقين وتنمية مواهبهم؟!.

     

     

     

     

     

     

    كلمات مفتاحية  :
    وسائل تعليمية اكتشاف المتفوقين

    تعليقات الزوار ()