بتـــــاريخ : 4/27/2013 1:18:22 PM
الفــــــــئة
  • الآداب والثقافة
  • التعليقات المشاهدات التقييمات
    0 1067 0


    هل يكره الأمريكيون الإسلام والمسلمين؟

    الناقل : elmasry | العمر :42 | الكاتب الأصلى : بص و طل | المصدر : www.boswtol.com

    كلمات مفتاحية  :
    أمريكا المسلمين الإسلام

    البعض يتهم المسلمين على الفور بأنهم وراء أي حادث إرهابي بأمريكا

    البعض يتهم المسلمين على الفور بأنهم وراء أي حادث إرهابي بأمريكا

    هل يكره الأمريكيون الإسلام والمسلمين؟
    الإجابة على هذا السؤال العويص ليست بسهولة طرح السؤال، فكل منا قد يسارع بالإجابة عليه وفقا لمعتقداته وخبراته الحياتية أو لما يسمعه أو يراه في وسائل الإعلام الأمريكية بوجه خاص، أو وفقا لأفعال أو خطايا -إذا جاز التعبير- الساسة الأمريكيين، أو على أقل تقدير وفقا لتجربة شخصية مع أحد الأمريكيين سواء كانت تجربة إيجابية أو سلبية. ولكن في دوائر البحث، تبرز العديد من المعوقات أمام هذا السؤال، فهل يتضمن السؤال الأمريكيين من أصول إفريقية؟ أم يتضمن الأمريكيين من أصول لاتينية أو آسيوية؟ أم يتوجه السؤال إلى الأمريكيين ذوي البشرة البيضاء غير المسلمين بطبيعة الحال تحديدا؟

    في حقيقة الأمر، مع كل عمل إرهابي يضرب بعنف الولايات المتحدة الأمريكية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تتجه أنظار البعض أولا نحو المسلمين بوصفهم مدبري هذه الأعمال المشينة، فضلا عن استباق بعض وسائل الإعلام الأمريكية -حتى ولو كانت محدودة- سير الأحداث واتهام جماعات إرهابية تصنف على أنها إسلامية، بضلوعها في تلك الأعمال الإجرامية.

    أما إذا ثبت بالبرهان والدليل أن مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية لهم علاقة من قريب أو من بعيد بالإسلام، إذن فهو الإسلام دائما وأبدا أصل الشرور في هذا العالم، ومعتنقوه ما هم إلا ثلة من المجرمين الذين يدينون بالولاء للعنف والكراهية لما عداهم!

    وعلى الرغم من أن مرتكبي انفجاري ماراثون بوسطن وهما تامرلان تسارناييف (26 عاما) ودزوكار تسارناييف (19 عاما) من أصول شيشانية، بل إن التحقيقات أظهرت أن الشقيق الأصغر يحمل الجنسية الأمريكية في حين شقيقه الأكبر كان يحمل إقامة دائمة منذ عام على الأقل، ولكن الأهم أنهما مسلمان! وبالرغم من أن الدوافع لارتكاب مثل هذا العمل الإجرامي غير معروفة ولم يكتشفها بعد المحققون، وإن كانت الدلائل تشير إلى أن ارتباط الشقيقين الشيشانيين بتنظيم خارجي شأن القاعدة أو أي جماعة أخرى على الأرجح أيديولوجيّا وليس لوجستيّا، إلا أن الصورة النمطية عند بعض الأمريكيين تظل تتعلق بالإسلام والمسلمين أكثر من أي شيء آخر!

    ولتوثيق الأمر أكثر ولمحاولة البحث عن إجابة شافية للسؤال أعلاه، أجرى الباحثان جون سايدس وكيمبرلي جروس أكثر من دراسة في عامي 2006 و2007، حيث قاما بإجراء مسحين استقصائيين لتقييم الأشخاص من ذوي البشرة البيضاء والسوداء، واللاتينيين والآسيويين والمسلمين، وأخيرا المسلمين الأمريكيين على مقياس من سبع درجات.

    من نتائج هذين المسحين الاستقصائيين أن معظم الأشخاص من ذوي البشرة البيضاء غير المسلمين، وأيضا السود واللاتينيون باتوا يرون أن المسلمين والمسلمين الأمريكيين أكثر عنفا من كونهم أشخاصا سلميين، وكذا هم غير جديرين بالثقة أكثر من كونهم موثوقا فيهم. كما أن ما هو جدير بالملاحظة أن الإجابات أظهرت عدم القدرة على التمييز بين المسلمين والمسلمين الأمريكيين، فالصورة النمطية تجاه الاثنين واحدة!

    الغريب في الأمر، أن الإجابات ركّزت على أن المسلمين والمسلمين الأمريكيين هم أشخاص مثابرون ومُجدّون أكثر من كونهم كسالى، وأذكياء أكثر من كونهم أغبياء! وذهب الباحثان إلى نتيجة أن الصورة السائدة عن المسلمين في وسائل الإعلام الأمريكية هي أنهم فاسدون ومنحرفون وعنيفون أكثر من وصفهم بالكسالى أو الأغبياء!

    ووفقا لهذه المسوح الاستقصائية، فإن قطاعا عريضا من الأمريكيين لا يستطيعون التمييز بين الأغلبية العظمى من المسلمين المسالمين وذلك العدد الضئيل من المسلمين الذين يرتكبون أعمال عنف مثل الشقيقين الشيشانيين وتنظيم القاعدة وغيرهم. وحتى مع محاولة الساسة الأمريكيين التفرقة بين الطرفين السابقين، تبقى الصورة النمطية السلبية عن المسلمين بوصفهم أكثر عنفا وغير جديرين بالثقة هي الأكثر حضورا.

    والحق يقال إن تلك الصورة النمطية عن الإسلام والمسلمين كانت شائعة حتى قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر، فالعديد من الباحثين والعلماء رأوا أن التقارير والأخبار الصحفية عن المسلمين غالبا ما تتضمن أزمات وحروب وصراعات، ولا تخلو من مصطلحات وعبارات شأن "أصولي" و"مسلح" و"إرهابي" و"متطرف"، وغيرها من الصفات السلبية.

    الغريب أن بعض الدراسات الأخرى التي أجريت في العام الذي سبق أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وجدت أن 31% من النصوص الإخبارية والإعلامية عن المسلمين الأمريكيين والعرب كانت سلبية، في حين أن 44% منها كانت محايدة أو غامضة. وبعد مرور ستة أشهر من هجمات الحادي عشر من سبتمبر، باتت التغطية الإعلامية أكثر إيجابية نسبيا. ويعود الفضل في ذلك إلى القصص الإخبارية المتعاطفة مع التحديات التي تواجه المسلمين الأمريكيين، ولكن هذا التحول لم يكن سوى تحول طارئ لم يستمر طويلا!

    ويمكن القول إن الصورة النمطية التي ساقها العديد من الباحثين والعلماء عن الإسلام والمسلمين كانت معظمها تصف الشرقي عموما والمسلم خصوصا بافتقاده إلى العقل ورجاحته، فهو يفتقد القدرة على التفكر وتدبر الأمور، مع تصويره على أنه كسول؛ أتذكرون تلك الصورة المتكررة عن المسلم في أفلام هوليوود على أنه شيخ ثري كسول ومتراخ؟ وفي البعض الآخر من تلك الأفلام، نرى المسلم والعربي يتقمصان دور الشرير أو العدو غير الجدير بالثقة الذي يستحق القتل في النهاية؟!

    العجيب في الأمر أيضا، أنه في دراسة أخرى أجراها المركز الأمريكي القومي المعني بالانتخابات ANES عام 2004، بغرض مقارنة شعور الأمريكيين نحو المسلمين بشعورهم تجاه الأشخاص ذوي البشرة البيضاء والسوداء والكاثوليك واليهود وآخرين، أشارت إجابات الأمريكيين غير المسلمين ذوي البشرة البيضاء إلى أن لديهم مشاعر إيجابية تجاه الأشخاص ذوي البشرة البيضاء والسوداء والكاثوليك واليهود والأمريكيين الآسيويين أكثر من المسلمين، ولا ينافس المسلمون على المرتبة المتدنية سوى المثليين جنسيا والمهاجرين غير الشرعيين!

    ختاما.. لا تعني هذه الدراسات وغيرها من الأبحاث أن كلا الأمريكيين يرون المسلمين بتلك الصورة السلبية، بل هناك العديد منهم الذي يحب الآخر المسلم ويقدّره. وربما تكون وسائل الإعلام عاملا من عوامل كُره بعض الأمريكيين للمسلمين، ولكن مثلما ذكرت في مقالتي السابقة بعنوان "هل الإعلام حقا مسئول عن تأجيج العنف في أحداث الكاتدرائية؟"، يبقى العامل الأكبر في ترسيخ هذه الصورة يتمثل في التجربة الحياتية وتأثير الدائرة البيئية الصغرى في تكوين معتقدات الأمريكي، ناهيك بأن العديد من العرب خصوصا والمسلمين عموما، يضربون مثلا سيئا للإسلام في الخارج ولا نتشرف نحن كمسلمين بهم حتى وهم في بلادنا بيننا.

    والأمثلة هنا عديدة عما يفعله هؤلاء في الخارج من تشويه صورة الإسلام، ولا تكفي السطور لسردها وتوضيحها، وكل من سافر منا في الخارج أو عاش بإحدى الدول الغربية يدرك كلامي هذا، ويعرف أن بعض المسلمين هناك لا يمكنهم أن يمثلون الإسلام بحال من الأحوال، لما يقدّمونه من نماذج غير مشرفة، في النهاية.. نتمنى جميعا كمسلمين أن يتعرف الأمريكيون عن قرب على دين المحبة والتسامح والرحمة الذي جاء به أفضل الخلق أجمعين سيدنا محمد، الذي يصفه ربه بقوله: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

    كلمات مفتاحية  :
    أمريكا المسلمين الإسلام

    تعليقات الزوار ()